٢٢.١٢.٢٠٢٢ - الإدمان

الكبتاجون: المخدر الأكثر استخدامًا في الشرق الأوسط، ما هي أعراض إدمانه، والآثار الجانبية له؟

Captagon The Most Commonly Abused cover

أعلنت المديرية العامة لمكافحة المخدرات في أغسطس 2022 في المملكة العربية السعودية عن ضبط كميات كبيرة من المخدرات داخل البلاد، حيث تم اكتشاف 47 مليون من حبوب أمفيتامين غير القانونية في شحنة من الدقيق. تم إلقاء القبض على 8 أطنان من هذه الحبوب. بالرغم من عدم تأكيد هذا الخبر رسميًا، إلا أنه كان التوقع الأدق إنها حبوب الكبتاجون (Captagon). كثير من الناس لم يكن لديهم أدنى فكرة عن مخدر الكبتاجون؛ لهذا دعونا نتعرف على ما هو الكبتاجون، ولماذا يعتبر هو العقار الأكثر استخدامًا في الشرق الأوسط؟


نبذة عن دواء كبتاجون

تم تصنيع الكبتاجون لأول مرة في ألمانيا في عام 1961، الإسم الكيميائي الفعلي له هو الفينثيلين. تم استخدامه بشكل أساسي كبديل للعقاقير الصيدلانية القائمة على الأمفيتامين، والذي كان يُستخدم عادةً لعلاج اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه. عند تناول الفينيثيلين يتم تحويله في الجسم إلى مادتين منبهتين منفصلتين، وهما الأمفيتامين والثيوفيلين.

كانت من أهم مميزاته أنه لا يتسبب في ارتفاع ضغط الدم مثلما تفعل الأدوية الأخرى المعتمدة على الأمفيتامين، حيث كانت أثاره الجانبية قليلة.

بالرغم من ذلك، فإنه لم يتم اعتماده من قِبل إدارة الغذاء والدواء. في عام 1981 تم تصنيفه على أنه عقار خاضع للرقابة من الجدول الأول في الولايات المتحدة، وفي عام 1986 تم إدراجه في اتفاقية الأمم المتحدة للمؤثرات العقلية. ولهذا فإن معظم تصنيعها للاستخدام الطبي فقط. ثم تم التخلص التدريجي من الدواء. بينما تم التأكد بأن حبوب الكبتاجون لم يتم تصنيعها في أي مكان في عام 2009، وأن مخزون الدواء في معظم البلدان حول العالم قد اُستنفذت بالكامل.


كيف تحول الأمر للمتاجرة بالكبتاجون في الأسواق غير القانونية؟

بعد جدولة المادة الفعالة لهذا الدواء، تم التصرف في المخزون القانوني المتبقي للبيع كعقار ترفيهي في السوق غير المشروعة. بينما تعتبر جميع المضبوطات الحالية من حبوب كبتاجون يتم إنتاجها بشكل غير قانوني. وهذا ما أكده تحليل الأدوية المضبوطة. تحدد معظم التقارير أن مكونات كبتاجون في الأساس هي من مادة الأمفيتامين بجانب الميثامفيتامين والكافيين والايفيدرين والباراسيتامول.

كان استخدام الأمفيتامين منتشرًا جدًا في أوروبا في السبعينيات والثمانينيات، والذي كان يُشار إليه على أنه "كوكايين الرجل الفقير"، وذلك لسهولة إنتاجه. كما أنها تعتبر رخيصة جدًا وغير مكلفة في تصنيعها، مما جعلها في متناول أفقر المجتمعات. في منطقة الشرق الأوسط أصبحت سوريا من الدول المنتجة الرئيسية غير المشروعة للكبتاجون المزيف، حيث تنشره بالأسواق في البلدان المجاورة وذلك لأن تهريب المخدرات عبر الحدود البرية أسهل بكثير من تهريبها عبر البحر والجو.




ما هو تأثير تعاطي المنشطات؟

تعمل المنشطات بشكل أساسي على تسريع الجهاز العصبي المركزي، حيث تؤدي إلى إطلاق الدوبامين في الدماغ. سيلاحظ الأشخاص الذين يستهلكون هذه المنشطات بحدوث تغيرات كبيرة في السلوك. إنها تمنح المستخدم مزيدًا من الطاقة وغالبًا ما تستخدم للبقاء مستيقظًا، وقد تشعر بمزيد من اليقظة والثقة بالنفس. يُذكر أن المستخدمين سيشعرون بالنشوة والإثارة. يمكن أن يظلوا مستيقظين لوقت متأخر، ويتم كبت شهيتهم، وغالبًا ما يكونون ثرثارين ومنتبهين للغاية.

بالطبع هناك أمثلة أخرى للتغييرات التي يمكن أن يكون لها عواقب وخيمة على صحة الإنسان، وخاصًة إذا كان متعاطي المخدرات يستهلكون هذه العقارات بجرعات عالية وعلى فترة طويلة من الزمن. يمكن أن يتسبب ذلك في ارتفاع ضغط الدم، وقد تكون هناك أفكار بجنون العظمة، قلق شديد، ذهان قصير المدى، كذلك بعضهم يطحنون أسنانهم، ويمكن أن يتصرفوا بطريقة عدوانية. في كثير من الأحيان ينخرط المستخدمون في سلوكيات استحواذية. كما أن هناك تأثيرات محتملة طويلة المدى لتعاطي المخدرات أيضًا، مثل الإدمان، ومشاكل الصحة البدنية والعقلية والعاطفية طويلة الأمد التي تحتاج إلى علاج طبي.



لماذا يأخذ الناس حبوب كبتاجون؟

هذا سؤال عام للغاية، ولهذا دعونا نفكر في كيفية استخدام المنشطات مثل الأمفيتامينات في المائة عام الماضية. هناك بعض الاستخدامات الطبية التقليدية للأدوية التي تحتوي على الأمفيتامين، والتي تكون معروفة جيدًا. بينما يتم استخدام الأدوية مثل الريتالين لدعم الأشخاص المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه أو الذين يعانون من حالة طبية مثل اضطرابات النوم، على سبيل المثال، حالة الخدار أو اضطرابات النوم المزمنة. لهذا يتم وصفه في جميع أنحاء العالم للسيطرة على هذه الاضطرابات وغيرها من الاضطرابات ذات الصلة.

لدينا اعتقاد دائم بأن الأدوية آمنة للاستخدام، حيث يصفها الأطباء المسؤولون، ويأخذونها المرضى بأمان، ذلك بعد أن تم إجراء الاختبارات عليهم. ما الذي يمكن أن يحدث بشكل خاطئ؟ في حين إننا نؤمن بنقاء المادة، وبالتأكيد نؤمن بقدسية الحبوب أكثر من البودر؛ إعتقاداً منا بأن المساحيق يمكن أن تكون مغشوشة. بالنهاية ليس لدينا طريقة محددة لمعرفة ماهية الذي نشتريه، حيث أن إنتاج الدواء وتعبئته كدواء يمنحه بعض المصداقية والأصالة.

نتيجة لتأثير المنشطات المتعددة يستخدمها البعض لأغراض مختلفة، حيث يمكن أن تكون المنشطات علاجًا مناسبًا وخطيرًا للملل. في بعض الأحيان يدخل الناس في استخدام المنشطات لأنهم يريدون التركيز على المهام. كما إنه من الشائع أن يتناول الناس حبوب كبتاجون من أجل إنقاص الوزن لأنها تزيد من التمثيل الغذائي وتقلل الشهية.

يمكن الوصول إلى الأمفيتامينات بسهولة نتيجة لسعرها المنخفض، حيث يتراوح تكلفة حبوب مخدرات الكابتاجون من 1 دولار إلى 15 دولار، وذلك حسب جودتها ومكان تواجدها في منطقة الشرق الأوسط. يتراوح تأثير الدواء بجرعة واحدة من 2 إلى 4 ساعات. للتذكير لا تعتبر أياً من حبوب مخدرات كبتاجون المزعومة أصلية، حيث لا تحتوي على نفس المكونات.

أوضحت بعض الأبحاث أنه غالبًا ما يكون هناك العديد من الأسباب الكامنة التي يمكن أن تجعل الشخص أكثر عرضة لتعاطي المخدرات والاعتماد عليها. إنه ليس سلوكًا متعمدًا أو قضية أخلاقية، حيث يكون لكل دواء غرضًا، وكلما فهمنا ما هو هذا الغرض، كلما كان بإمكاننا مساعدة الشخص بشكل أفضل ومساعدته على إجراء تغييرات إيجابية.

فيما يلي بعض الأسباب الأساسية الشائعة لسوء استخدام الأدوية:


Captagon The Most Commonly Abused 2


  • العلاج الذاتي لحالة نفسية غير مشخصة.

  • تجارب الطفولة السلبية، والصدمات السابقة.

  • التاريخ العائلي لاضطراب استخدام المواد المخدرة (SUD).

  • التعلق المرضي.

  • القضايا المتعلقة بالصحة.

  • التعرض لفجيعة وحزن.

  • الضغوطات البيئية.

هل يدمن الناس دواء كبتاجون؟

أكدت بعض الأبحاث المرتبطة بقبول العلاج في الولايات المتحدة في عام 2012 أن حوالي 7 ٪ من جميع المقبولين في خدمات العلاج كانت بسبب الاعتماد على الأمفيتامين. لذلك هناك بالتأكيد خطر الإصابة بالإدمان على دواء كبتاجون، والتي يكون من المرجح أن تحتوي على الأمفيتامين كمكون أساسي.

تكون معايير تشخيص اضطراب تعاطي الأمفيتامين في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM)، نفس استراتيجية تشخيص اضطرابات تعاطي المخدرات الأخرى. هناك أربعة أعراض رئيسية تظهر عادة بسبب أضرار حبوب كبتاجون، وهي كالتالي:

  • الحاجة إلى المزيد من تعاطي المادة المخدرة للحصول على نفس التأثير.

  • اشتهاء الأمفيتامينات عند عدم استخدامها.

  • المعاناة من أعراض الانسحاب عند عدم استخدام الدواء.

  • الاستمرار في استخدام المادة بالرغم من العواقب السلبية.

يتضمن الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية معايير أخرى، لكنها بالتأكيد علامات رئيسية من أضرار حبوب كبتاجون والاعتماد عليه. إذا شعرت أنك أو أي شخص تعرفه قد أُصيب بإدمان حبوب كبتاجون المخدرة أو الأمفيتامينات، أو كنت مُعرضًا لخطر القيام بذلك، فعليك التواصل وطلب التوجيه والعلاج من المتخصصين.



ما هي مخاطر تناول حبوب كبتاجون؟


نحن نعلم أن مادة كبتاجون المخدرة تسبب لمن يتعاطاها العديد من الأعراض الخطيرة، فمن الخطير جدًا تناول مادة ما أو دواء مجهول المكونات والتأثير، أو ما إذا كان قد تم مزجه مع أدوية أخرى. إذا كانت هناك حالات طبية أساسية مثل أمراض القلب، يكون من أضرار حبوب كبتاجون أن تؤدي بسهولة إلى زيادة ضغط الدم ومعدل ضربات القلب، مما قد يكون له عواقب وخيمة للغاية.

هناك مسألة مهمة أخرى تتعلق ببعض الآثار اللاحقة لتناول الدواء. أي دواء يزيد من إنتاج الدوبامين يكون لديه القدرة على التسبب في الإصابة بأعراض اكتئاب لفترات، وذلك عندما يتلاشى هذا الدواء من الجسم. وقد يشجع هذا الانخفاض من الدواء الشخص على علاج آلام الاكتئاب عن طريق تعاطي المزيد من الدواء.

في بعض الأحيان يتناول الناس المنشطات لزيادة قدرتهم على تناول الكحول والتحكم في الأمر. يمكن أن تؤدي الزيادة في استهلاك الكحول إلى جانب استخدام المنشطات إلى ضعف اتخاذ القرار والسلوكيات عالية الخطورة. يجب علينا النظر في بعض المخاطر القانونية التي قد تحدث أيضًا. نظرًا لاستخدام المخدر على نطاق واسع في الشرق الأوسط، فقد يكون لضبط حيازته آثارًا قانونية شديدة على المستخدمين وعائلاتهم، حيث تكون عواقب رسوم المخدرات في العديد من دول الشرق الأوسط وخيمة للغاية.



كيف يمكن أن تساعد العائلة في العلاج؟

إذا كنت تعتقد أن أحد أفراد أسرتك مدمن على حبوب مخدرات الكبتاجون أو أي مادة أخرى، الأمر الذي قد يتسبب في الشعور بالقلق والتوتر، فبالرغم من أنك قد تشعر أحيانًا بالغضب والانزعاج من هذا الشخص، لكن عليك أن تتذكر أنه لا أحد يرغب في أن يصبح مدمنًا، وأن السلوك ليس هو الشخص.

يمكن للأسرة توفير نظام دعم يساعد في التغيير والشفاء، كما يجب فهم السبب وراء تناول الشخص المخدر والغرض منه. يجب أن يعرف المدمن أن هناك طريقة أفضل وأكثر صحة للشعور بالسعادة، حتى لو كان في حالة إنكار ولم يقبل أنه بحاجة إلى المساعدة. يجب أن يشجعه أفراد الأسرة على تطبيق أسلوب حياة صحي بدون كبتاجون مخدرات.

يبدأ العلاج بالتراجع خطوة إلى الوراء دون إصدار أحكام على المدمن، حيث قد يؤدي ذلك إلى دفعهم أكثر إلى الإدمان، كما يتسبب في امتناع المدمنين عن الإخبار عن مشكلة المخدرات لديهم، ويلجأون لحل مشكلاتهم بأنفسهم. احتضن محبوبك المدمن بحب غير مشروط، خاصة خلال هذا الوقت الصعب. تَحدَّث معهم حول تطبيق بعض العادات الصحية مثل تناول طعام صحي وممارسة الرياضة، والأهم من ذلك، حثهم على التحدث عن مشاعرهم.

العلاج تحت إشراف متخصصين

نحن نعلم مدى صعوبة رؤية من تحب يعاني من الإدمان وترى حياته تتدهور إلى أسفل. كن متشجعًا لأنه دائمًا يوجد أمل وهناك علاج متخصص متاح للإدمان. في مركز كوشناخت يتم تطبيق نهج شامل ومهني لشفاء الشخص بأكمله، حيث أن عملية العلاج خالية من الحكم على المريض، بينما تركز على الشفاء الكامل للفرد.


Captagon-the-most-common
البرامج العلاجية المصممة لعلاج إدمان المخدرات

يتلقى جميع المقيمين في العيادة علاجًا مخصصًا يناسبهم بشكل مباشر. سيخضعون لتقييم من قِبل أطباء داخليين مؤهلين تأهيلًا عاليًا وذوي خبرة والذين سيوصون بأفضل برنامج علاج ذو نتائج فعالة.

هناك العديد من البرامج العلاجية المصممة خصيصًا لعلاج إدمان المخدرات والكحول والطعام وغير ذلك. قد يحتاج بعض المرضى إلى البقاء لفترة أطول اعتمادًا على شدة إدمانهم للمخدرات. تقدم العيادة الحصرية مجموعة من العلاجات الطبية المتقدمة ومجموعات المساعدة الأسرية وفريق من مقدمي الرعاية الصحية والرعاية المستمرة.

إذا كنت أنت أو أي شخص تعرفه يكافح إدمان العقاقير التي تستلزم وصفة طبية مثل كبتاجون، فلا تتردد في الاتصال بنا. نحن نقدم علاجًا سريًا ومعقدًا للمساعدة في إعادة أحبائك إلى المسار الصحيح. يسعى مركز كوشناخت لمساعدة المرضى على معالجة المشكلات الصحية المهمة وشفاء عقولهم وأجسادهم.

- بقلم دين جوستار


The link is copied and ready to share!