المقدم: مرحبًا، معنا اليوم إدواردو غريغي الرئيس التنفيذي لمركز كوشناخت. مساء الخير! إدواردو، هناك دراسة للمعهد الوطني للصحة النفسية توضح أن 72% من رجال الأعمال يعانون بشكل مباشر أو غير مباشر من مشكلات نفسية مقارنة بالأشخاص الآخرين الذين تبلغ نسبة تأثرهم بالمشكلات النفسية 48% فقط، ما تعليقك على ذلك؟
إدواردو غريغي: عندما تكون رجل أعمال، فأنت تفكر دائمًا في الاستثمار والإنتاجية، وخاصة إذا كنت من رجال الأعمال الصغار؛ فسوف تتأثر بالأحداث العالمية بشكل كبير، وعليك إيجاد طريقة للخروج من الأزمات بشكل أسرع، ما يجعلك تحت الضغوط طوال الوقت، أليس كذلك؟ إذن رجال الاعمال؛ هم أول من يتأثرون بالقلق وعدم الاطمئنان، ودائمًا يواجهون أسوأ المواقف؛ نظرًا لتخوفهم من عدم القدرة على جذب عملاء جدد؛ مما يجعلهم تحت الضغط بشكل كبير، بالإضافة لذلك كيفية سداد حقوق الموظفون الذين يعملون في الشركة بعقد دائم، وهنا يتساءل رجل الأعمال "كيف سأدفع رواتب الموظفين؟ وهل ستستمر الشركة؟"
العديد من رجال الأعمال يقعون في دائرة الديون وأخد أموالًا من المستثمرين لإدارة أعمالهم، وهذا يمثل ضغطًا أكبر بالنسبة لهم، ولقد شاهدت ذلك بشكل خاص، ورأيت أشخاصًا ينهون أعمالهم، ويخسرون كل شيء؛ لذلك، فأنا لست مندهشًا من تأثر 72% من رجال الأعمال، ولكن إذا كنت موظفًا فلن تخسر الكثير، فيمكن طلب الحصول على الرعاية الاجتماعية؛ لتبقى آمنًا لمدة شهرين؛ حتى تتمكن من البحث عن وظيفة في مكان آخر، ولكن يقع رجال الاعمال تحت العديد من القيود، والتي منها جذب عملاء جدد، حيث لن يكون الأمر بتلك البساطة.
المقدم: هذا يقودني للسؤال الثاني، تأثر 23% من رجال الأعمال الذين لديهم أسر واجهت هذه المشكلات، مقابل 16% فقط من الموظفين الذين لديهم أسر واجهت مشكلات من نفس النوع. هل هذا يعني أن عائلات رجال الاعمال هم الأكثر تعرضًا للضغوط؟
إدواردو غريغي: نعم، نحن مجتمع عائلي؛ بالرغم من أن الكثير يعيش بمفرده، ولكن جميعنا نفكر كأسرة، فسعادة الأسرة لا تقل أهمية عن سعادتنا، فإذا كانت الشركة تحيا كأسرة، وواجهت أزمة ما، فإنها تؤثر على العائلة بأكملها. وخاصة إذا كانت مصدر الرزق الوحيد لرجال الأعمال، فإنها تؤثر بشكل مباشر على عائلتهم بأكملها، أعرف أشخاصًا فقدوا كل شيء واضطروا للانتقال وبيع منزلهم، ولم يتمكن أطفالهم من العيش كما كانوا من قبل؛ لذلك الأمر مؤثر على العائلة بشكل كبير.
كثير من هؤلاء الأشخاص استنفذوا طاقتهم، وقضوا سنوات عديدة للوصول لتلك المرحلة؛ لذا تتطلب العودة جهدًا هائلًا، فيمكن أن تدمر حياة كاملة من الجهد الشاق، والمدخرات في فترة قصيرة؛ سأتحدث عن تجربة شخصية؛ لدي ثلاثة أشقاء، جميعهم فقدوا وظائفهم أثناء انتشار الوباء، وكان لهذا الأمر أثرٌ بالغٌ علي.
المقدم: وفقًا لصحيفة The Daily Telegraph أن الحالات التي تعاني من تدهور الصحة النفسية، والإرهاق بين الرؤساء التنفيذيين تضاعفت أثناء انتشار الوباء، ما تعليقك على هذا؟
إدواردو غريغي: هذا ينطبق على رجال الاعمال أيضًا، وليس الرؤساء التنفيذيين فقط، ولكن عندما تكون مدير تنفيذي للشركة؛ فإنك تتحمل مسؤولية مستقبل الشركة بشكل كامل، وتفكر ماذا ستفعل؟ لا يوجد عملاء جدد كما نرى حال الفنادق، فالأمر يزداد سوءًا يومًا بعد يوم.
أحيانًا تضطر إلى خفض التكاليف، وفي الوقت نفسه يصعب التخلي عن الموظفين بعد تدريبهم، وبعد أن أصبحوا يعملون بكفاءة؛ وبسبب الأزمة تضطر لاتخاذ تلك القرارات الصعبة. بالإضافة لذلك؛ فإن مصدر رزقك كرئيس تنفيذي معرض للخطر؛ لأنك تحصل على راتب أكبر من معظم الموظفين؛ فستكون الأنظار عليك، أنا لست متفاجئًا على الإطلاق؛ فالضغط له تأثير سلبي على الأشخاص.
المقدم: أزمات الشركات الناتجة عن COVID-19 أيضًا، بما فيها من انخفاض الإيرادات، والتوقف عن العمل؛ مما يؤدي إلى تعرض الموظفين إلى ضغوطات، كما أن إدارة الشركة من المنزل ستزيد الإرهاق والمشكلات النفسية، أليس كذلك؟
إدواردو غريغي: نعم، وهذا وضع جديد تمامًا؛ على سبيل المثال: بالنسبة لعملي هنا في مركز كوشناخت، لم نعتد على عقد مؤتمرات الفيديو، ولكن كنا نعقد اجتماع كل يوم في الصباح؛ فيجتمع الجميع لمناقشة اليوم، ولتتماشى مع الوضع الجديد، وتحاول الجلوس على الكراسي الموسيقية وعيناك مغمضتان؛ لم يكن بالأمر السهل علينا جميعًا؛ لذا كنا بحاجة للتكيف.
بغض النظر عن القدرة على التكيف، هناك العديد من التغيرات تحدث في نفس الوقت؛ بالإضافة إلى الضغط الذي يسببه انتشار الوباء، والحظر الذي تفرضه الحكومة، اليوم مسموح بالخروج، وغدًا غير مسموح، كل هذا يسبب التوتر؛ حتى الأشخاص الذين لا يتعرضون لخطر فقد الوظيفة؛ فبقاؤهم في المنزل لفترات طويلة مع الأزواج أمرٌ لا يعتاد عليه الكثير من الناس، وقد يسبب مشكلات في العلاقة، تلك المشكلات تؤثر على الأداء في العمل والقدرة على الإدارة، فوجودك بالمنزل أمر في حد ذاته يشعرك بضغوط.
المقدم: وحول قضاء المزيد من الوقت في المنزل بالتحديد، هل يمكن للأقارب والأصدقاء أن يلاحظوا على رجل الأعمال، أو الرئيس تنفيذي علامات تشير إلى أنه يعاني من ضغوط تؤثر على الصحة النفسية؟ وماهي تلك العلامات؟
إدواردو غريغي: لدي الكثير من الأشخاص في فريقي يمكنهم الإجابة عن هذا السؤال أفضل مني بكثير؛ ولكني سأحاول. عندما يتعلق الأمر بالمقربين لديك، أول ما يجب أن تبحث عنه هو هل هذا الشخص مازال يمارس الرياضة، إذا كان هذا متاحًا بالنسبة له، وهل يأكل وينام بشكل جيد، فهذه علامات توضح ما إذا كان الشخص بدأ يشعر بالقلق أم لا.
إذا لم يتم بشكل جيد، ولم يمارس الرياضة، ولا يأكل جيدًا، غالبًا ستبدأ العواقب؛ والتي تكون بطيئة، ولكنها مستمرة، والأمر يستغرق وقتًا؛ لتظهر العادات الجديدة؛ مثلا: عندما يصبح الشخص غير متحمسًا لفعل الأشياء، وذلك نوع من الاكتئاب البسيط، فستجد الشخص الذي يمتلك صحة ذهنية جيدة؛ يمتلك صحة بدنية جيدة؛ فيجد سعادته في تناول وجبة مع الأطفال أو اللعب معهم، وكذلك قضاء الوقت مع الأزواج والأصدقاء. لذا فأول علامات تظهر؛ هي بدء الشخص في عزل نفسه، أو تناول المزيد من الخمور والأدوية، والشعور بمزيد من القلق؛ فتلك العلامات تسبق مرحلة الانطفاء، كنت أتمنى أن يجيب على هذا السؤال أحد الأطباء النفسيين لدينا، مؤكد أنهم كانوا سيجيبون بشكل أفضل مني.
المقدم: بماذا تنصح رجال الأعمال والرؤساء التنفيذيين القلقين بشأن سلامتهم النفسية؟
إدواردو غريغي: النصيحة الأولى: المشاركة أكثر أهمية من الإنتاجية؛ هناك القليل جدًا من الأحداث يمكننا التحكم بها، ولكن من المؤكد أنك قادر على التحكم في نفسك، كن مشاركًا، واهتم بنفسك؛ على سبيل المثال: في مركز كوشناخت لدينا بعض الأشياء الخاصة بالرفاهية، ونعتبرها من الأمور الهامة كممارسة الرياضة؛ فأنا أحصل على جلسة تدليك مرة أسبوعيًا كجزء من الاهتمام بالصحة.
مقابلة الأشخاص المقربين، وقضاء وقت ممتع معهم، والنوم الجيد هي عناصر أساسية للبقاء بصحة جيدة، هناك الكثير ممن يهملون ذلك، وهذه هي البداية، وبصفتي رئيسًا تنفيذيًا؛ فإن أحد الأشياء التي أفكر بها بشكل مستمر؛ ما الذي يمكنني تقديمه؟ دون أن تقدم أي توقعات، فعندما أعطيك تفاحة لا انتظر شيئًا سوى ابتسامتك، وعندما لا تبتسم، فلا بأس! فلابد أن تهتم بنفسك وصحتك ونومك وصحتك النفسية، وعندما تهتم بمن حولك، ستلقى الاهتمام منهم، وهذا حدث بالفعل خلال انتشار الوباء عندما شعرت بالعجز لفترة من الوقت، تحليت بالهدوء وحاولت إعطاء فريقي الثقة، فما وجدت منهم غير الاهتمام؛ لأني قدمته أولًا.
المقدم: وصلنا لنهاية الحلقة، كنا مع إدواردو غريغي الرئيس التنفيذي لمركز كوشناخت، شكرًا جزيلًا إدواردو!
إدواردو غريغي: شكرًا لك!