٠٣.١١.٢٠٢٢ - الإدمان

الإدمان على الألعاب الإلكترونية.. الأسباب وأفضل طرق العلاج

Addiction to video games cover blog

من الرائع أن نقوم من وقت لآخر بالاستمتاع بعمل بعض الهوايات أو الأشياء المسلية، مثل ممارسة ألعاب الفيديو المختلفة عبر الإنترنت، ولكن إلى أي مدى من الممكن أن نتمادى في ذلك ليتحول من مجرد هواية ممتعة إلى ادمان الالعاب الإلكترونية؟

أصبحت الألعاب الإلكترونية متاحة الآن أمام الجميع في كل مكان؛ سواء على تطبيقات الهواتف المحمولة والوسائط الاجتماعية أو على أجهزة البلاي ستيشن وألعاب الفيديو المختلفة التي تتطلب الاتصال بالإنترنت، وكل يوم تجذب هذه الألعاب ملايين من الأطفال والكبار إلى عوالمهم الافتراضية.

ومثل كل الألعاب والهوايات الأفضل فيها هو الاعتدال في الاستخدام في أوقات الفراغ، ولكن للأسف يمكن للكبار والأطفال على حد سواء تطوير أنماط من الهوس والإدمان بهذه الألعاب، فمتى يُصنف الفرد كمدمن لهذه الألعاب ويحتاج إلى رعاية طبية ونفسية لكي يتخلص من هذا التعلق المرضي؟

هذا ما نتناوله معكم بالتفصيل في السطور القادمة

ما هو الإدمان على الألعاب الإلكترونية ولماذا يعتبر مثيرًا للجدل؟


يتم تعريف إدمان الألعاب الإلكترونية والمعروف أيضًا بـ إدمان ألعاب الفيديو VGA أو اضطراب ألعاب الإنترنت على أنه:


نمط من الاستخدام القهري للألعاب "الألعاب الرقمية أو ألعاب الفيديو"، ينتج عنه ضعف ف

ي قدرة الفرد على التحكم في الوقت الذي يقضيه أمام تلك الألعاب وزيادة الأولوية الممنوحة للألعاب على أداء وظائفه الأساسية في مختلف مجالات الحياة والتوحد بشكل كبير مع هذه الألعاب على مدار فترة طويلة من الزمن واستمرار اللعب أو تصعيده على الرغم من وجود عواقب سلبية سيئة"

يعتبر هذا النوع من الإدمان مثيرًا للجدل إلى حد ما في الأوساط العلمية، نظرًا لأنه لا يوجد إجماع علمي حتى الآن على الوقت الذي يصبح فيه الإفراط في استخدام ألعاب الفيديو إدمانًا، ومع ذلك قامت الجمعية الأمريكية للطب النفسي (APA) بتصنيف اضطراب الألعاب عبر الإنترنت على أنه "تشخيص محتمل يتطلب المزيد من المراجعة" وتركت الباب مفتوحًا أمام احتمالات تغيير التصنيف مستقبلًا. وأرجعت ذلك إلى أنه حتى الآن لا يوجد أبحاث كافية قاطعة تجعل الإفراط في ألعاب الفيديو يصنف كنوع من أنواع الإدمان.


وعلى الجانب الآخر أضافت منظمة الصحة العالمية "اضطراب الألعاب" إلى كتابها المرجعي الطبي في التصنيف الدولي للأمراض عام 2018، في الوقت الذي لم تفعل فيه ذلك الجمعية الأمريكية للطب النفسي حتى الآن، حيث تضع المقامرة كنشاط سلوكي وحيد مدرج كإدمان محتمل!

انهاءً للجدل يمكن القول أنه حتى وإن كان اضطراب إدمان الألعاب الإلكترونية غير معترف به رسميًا من بعض الجهات إلا أنه لا يوجد شك على وجود الكثيرين ممن يفقدون أعمالهم وعلاقتهم بمحيطهم و عائلاتهم بسبب التوحد التام مع تلك الألعاب وإدمانها، لذلك فالخبرات الواقعية والوعي العالمي المتزايد بالإدمان السلوكي يُأؤكد على هذا النوع الخطير من الإدمان وهو السبب الرئيسي لإدراج منظمة الصحة العالمية له في تصنيفها للأمراض.

أسباب الإدمان على الألعاب الإلكترونية



تشير العديد من الدراسات أن الأغلبية العظمى ممن يعانون من أعراض إدمان الألعاب الإلكترونية يلعبون ألعابًا متعددة اللاعبين عبر الإنترنت، حيث تقدم هذه الألعاب مغامرات لا نهائية في عالم افتراضي متكامل يمكن للاعبين من خلاله أن يعيشوا حياة مختلفة كأشخاص جديدة منفصلين عن مشاكلهم وعن الواقع الحقيقي.


Addiction to video games picture2


ومن هنا يمكن الوقوف على عدة أسباب لهذا النوع من الإدمان تتمثل أهمها في:

  • العزلة الاجتماعية والانطواء وعدم التواصل الجيد مع الأبوين أو المحيطين.

  • الشعور بالسعادة والنشوة الزائفة نتيجة ممارسة تلك الألعاب والرغبة المستمرة في الإحساس بذلك.

  • الرغبة في الهروب من الواقع بسبب عدم القبول الاجتماعي للشخص المدمن.

  • الأشخاص الذين يعانون من أمراض نفسية مثل الاكتئاب واضطرابات القلق يكونوا أكثر عرضة لمثل هذا النوع من الإدمان.

يمكن القول أيضًا أن شركات الألعاب تنتمي إلى صناعة أصبحت تقدر بمليارات الدولارات، وقد صممت خصيصًا لكي تسبب نوعًا من الإدمان فكلما زاد عدد الأفراد الذين يلعبون تلك الألعاب كلما زادت أموال المستثمرين دون وضع أي اعتبارات أخلاقية.

ببساطة أنتَ تبدأ بالعيش في واقع افتراضي تختبر من خلاله مجموعة من التجارب المسلية والمغامرات التي توفر لديك نسب عالية جدًا من الدوبامين، ومن السهل الانخراط في اللعب لساعات طويلة دون إحساس بالوقت، فهي بالأساس ألعاب اجتماعية تخلق لك بيئة تشعر فيها بالأمان والتحكم الكامل.


ما هي علامات الخطر التي تشير إلى وصولك لمرحلة إدمان الألعاب الإلكترونية؟

كما هو الحال مع جميع أنواع الإدمان خاصة الإدمان السلوكي فهناك مجموعة من الأعراض التي تدق ناقوس الخطر بالنسبة لك وتجعل الأمر يصل في تلك الحالة إلى مرحلة الإدمان وإليك أبرز الأعراض التي توضح مخاطر الإدمان على الألعاب الإلكترونية:

أولًا: الأعراض العاطفية والاجتماعية


  • الشعور بالتهيج والانزعاج الشديد عند عدم القدرة على اللعب.

  • الكذب على الأشخاص المقربين منك بشأن مقدار الوقت الذي تقضيه في اللعب.

  • العزلة الاجتماعية والتوحد لفترات طويلة في اللعب بدون ملل.

  • عدم القدرة على التوقف أو حتى تقليل الوقت الذي تقضيه في اللعب.

  • اللجوء إلى تلك الألعاب بشكل مستمر للشعور بحالة مزاجية أفضل.

    • وجود مشاكل في العمل أو الدراسة ناتجة عن طول الوقت الذي تقضيه في اللعب.

  • الاستمرار في اللعب على الرغم من إدراكك أنك بدأت تتعرض لمشاكل دراسية أو اجتماعية.


ثانيًا: الأعراض الجسدية


  • الصداع المستمر والتشويش في الرؤية نتيجة للإجهاد الشديد للعين.

  • سوء التغذية نتيجة التخلي عن الوجبات الرئيسية في مقابل اللعب أو اللجوء إلى الوجبات السريعة.

  • الإرهاق الجسدي نتيجة اللعب المستمر وعدم الحصول على قدر كافي من النوم.

  • الشعور بألم مستمر في الظهر والفقرات.

  • احمرار العين وضعف التركيز.


إذا كان طفلك المراهق يعاني من تلك الأعراض فيجب عليك التواصل الفوري مع المساعدة الطبية المتخصصة بمجرد اعتقادك أن الأمر أصبح خارج السيطرة.


كيفية علاج الإدمان على الألعاب الإلكترونية





الآن بعد أن تعرفت على جميع المعلومات المتعلقة بمخاطر الإدمان على الألعاب الإلكترونية وأشهر الأعراض لهذا الإدمان يأتي الوقت للبحث عن حلول لهذه المشكلة وكيفية التغلب عليها؛ الخبر السعيد هنا أنه على الرغم من أن الدراسات حول إدمان الألعاب الإلكترونية لا تزال في مراحلها الأولى إلا أنه يوجد العديد من العلاجات التي تساعد في علاج الإدمان على الألعاب الإلكترونية.

يأتي العلاج السلوكي المعرفي على رأس الأنواع العلاجية التي تساعد بشكل كبير في التغلب على هذا النوع من الإدمان للمساعدة في تغيير سلوكك ونظرتك إلى التفكير في الأشياء بناءً على استراتيجيات نفسية علمية واضحة.

في بعض الحالات قد يستدعي الأمر إلى التدخل الدوائي لبعض الأدوية التي تعمل على تغيير كيمياء الدماغ مما يساعد بشكل كبير في تقليل الرغبة الشديدة لممارسة تلك الألعاب، وهنا بالطبع ننصحك بالحصول على الرعاية النفسية والطبية اللازمة من المختصين وعدم تناول أي أدوية من تلقاء نفسك حتى لا يتفاقم الأمر إلى الأسوأ.

هناك أيضًا بعض النصائح البديهية التي يجب عليك تجربتها قبل اللجوء إلى المساعدة الطبية وهي محاولة الانخراط في المجتمع المحيط بك مع الأهل والأصدقاء وخاصة للمراهقين والأطفال وكذلك تقليل الوقت الذي تقوم فيه باللعب وفصل الانترنت عن المنزل أو عدم جعله في المتناول على مدار اليوم، ولكن إن فشلت تلك الحلول وأصبح الأمر خارج السيطرة فلا تقلق!


قد يكون التعافي ليس سهلًا ولكنه ممكن وقابل للتحقيق. فقط إن ظهرت عليك أو على أي شخص تعرفه الأعراض السابق ذكرها مع عدم القدرة على التحكم، فالرجاء عدم التردد في طلب المساعدة الفورية من جانب المختصين.


بقلم دين جوستار


The link is copied and ready to share!