تعد الاستجابة الطبيعية للجسم من الاسترخاء علاجاً قوياً للضغط النفسي، إذ يمكن أن تساعدك تقنيات الاسترخاء مثل التنفس العميق والتخيل واسترخاء العضلات التدريجي والتأمل واليوغا على تنشيط استجابة الاسترخاء للجسم.
فعند ممارسة هذه الأنشطة بانتظام يمكن أن تساعد في التحكم في مستويات التوتر اليومية وتقليلها وتعزيز مشاعر الفرح والصفاء لدى الإنسان، بالإضافة إلى أنها أيضًا أنشطة وقائية من خلال تعليمك كيفية الحفاظ على الهدوء واستجماع النفس عند مواجهة منحنيات الحياة.
كيف يمكن لاستجابة الاسترخاء أن تساعد في التحكم في التوتر؟
لا يمكن تجنب المواقف العصيبة في كل جوانب الحياة، ولكن يمكن مواجهة الآثار السلبية لهذه المواقف من خلال تعلم كيفية إثارة استجابة الاسترخاء، وهي حالة من الراحة العميقة تعاكس الاستجابة للضغط والإجهاد.
تغمر استجابة الإجهاد الجسم بالمواد الكيميائية، وهو رد فعل الجسم لتحضير الشخص "للمواجهة أو الهروب"، ويعد الجهاز العصبي اللاإرادي أحد المسارات العصبية الرئيسية التي ينشطها الإجهاد، لكن في حين أن الاستجابة للضغط مفيدة في حالات الطوارئ الحقيقية لأن الإنسان يحتاج أن يكون في حالة تأهب، إلا أنها تضعف الجسم عندما يتم تنشيطها باستمرار.
كشفت دراسات متعددة عن وجود علاقة بين مستويات التوتر المزمن والتأثير الذي يمكن أن تحدثه على الصحة العقلية للفرد، فيمكن أن يساهم الإجهاد المزمن في الإصابة بمرض خطير أو تفاقمه.
تعيد استجابة الاسترخاء نظام الجسم إلى التوازن الطبيعي عن طريق: تعميق التنفس وتقليل هرمونات التوتر وإبطاء معدل ضربات القلب وضغط الدم وتشجيع استرخاء العضلات التدريجي.
تُظهر الأبحاث أن استجابة الاسترخاء، بالإضافة إلى آثارها الجسدية المهدئة، تزيد من الطاقة والتركيز ومكافحة الأمراض، وتقليل الأوجاع والآلام ، وتزيد من القدرة على حل المشكلات وتعزز الدافع والإنتاجية. وأفضل ما في الأمر - بقليل من الممارسة - أنه يمكن لأي شخص التحكم في التوتر وتحقيق التوازن العاطفي لديه.
بدء ممارسة الاسترخاء
تساعد مجموعة متنوعة من تقنيات الاسترخاء على تحقيق استجابة الاسترخاء، تشمل تلك التقنيات، التي لها فوائد في التخلص من التوتر على نطاق واسع، التنفس العميق والاسترخاء التدريجي للعضلات والتأمل والتخيل واليوغا والتاي تشي.
إن تعلم أساسيات تقنيات الاسترخاء ليس بالأمر الصعب، لكنه يتطلب ممارسة يومية للتحكم في قدرتها على تخفيف التوتر.
يوصي معظم الخبراء بتخصيص ما لا يقل عن 10 إلى 20 دقيقة يوميًا لممارسة الاسترخاء، أما إذا كنت ترغب في التخلص من التوتر بشكل أكبر فمارسه لمدة 30 دقيقة إلى ساعة.
كيفية الحصول على أقصى استفادة من ممارسة الاسترخاء
● خصص وقتًا في جدولك اليومي. أفضل طريقة للتعامل مع التوتر هي الاستمرار في ممارسة الاسترخاء ودمجه في روتينك اليومي. حدد موعدًا إما مرة أو مرتين يوميًا لممارسة الاسترخاء. قد تجد أنه من الأسهل الالتزام بالأمر إذا كنت تفعل ذلك أول شيء في الصباح، قبل أن تعترضك المهام والمسؤوليات الأخرى.
● لا تمارس الاسترخاء عند الشعور بالنعاس. يمكن لهذه الأساليب أن تريحك كثيرًا لدرجة أنها تجعلك تشعر بالنعاس الشديد، خاصة إذا اقترب موعد النوم وكنت تشعر بالتعب، ولكنك ستحصل على أقصى استفادة من هذه الأساليب إذا كنت تتدرب عندما تكون مستيقظًا ومتيقظًا تمامًا.
● اختر تقنية تعجبك. لا توجد تقنية استرخاء واحدة هي الأفضل، لذا عند اختيارك لتقنية الاسترخاء، ضع في اعتبارك احتياجاتك وتفضيلاتك ومستوى لياقتك، فأسلوب الاسترخاء الصحيح هو الأسلوب الذي يناسبك ويتناسب مع أسلوب حياتك.
هل تحتاج إلى ممارسة فردية أم جلسات جماعية؟
إذا كنت تتوق إلى العزلة، فإن تقنيات الاسترخاء الفردي مثل التأمل أو استرخاء العضلات التدريجي ستمنحك تهدئة عقلك وإعادة شحن طاقتك، أما إذا كنت ترغب في التفاعل الاجتماعي، فيمكنك الالتحاق بفصل تدريب للتحفيز والدعم الذي تبحث عنه، فقد يساعدك التدرب مع الآخرين أيضًا على البقاء متحمسًا.