١٢.١٠.٢٠٢٣ - الصحة النفسية

التعامل مع الصحة النفسية والعاطفية خلال الأزمات

1

الصراعات أو الأزمات العالمية يمكن أن تكون سببًا للضغوط الشديدة على الكثير من الأشخاص حول العالم، ففي أعقاب الأحداث الأخيرة التي حدثت في عدة أماكن مثل غزة وأوكرانيا، ازدادت التوترات، وأصبح الناس يشعرون بالخوف والقلق، مما يجعل من الأهمية بمكان أن نولي اهتمامًا كبيرًا لصحتنا العامة ونعزز المرونة العاطفية خلال هذا الوقت.

ضغوط مختلفة

الضغوط المرتبطة بالأزمات الدولية تختلف عن الضغوط اليومية التي نواجهها، فغالبًا ما تكون أقوى وأكبر تأثيرًا على الناس في جميع أنحاء العالم، فالحروب والأزمات العالمية مخيفة، وعناوين الأخبار المقلقة يمكن أن تجعل عواطفنا تسيطر علينا، بالإضافة إلى أن الصراعات العالمية تخلق مشاعر جماعية من عدم اليقين وعدم الاستقرار - مما يزيد من الإحساس بالضغوط.

يمكن أن تسهم مصادر الضغط المرتبطة بالأزمات الدولية في تفاقم الآثار الضارة على الصحة الجسدية والعاطفية والنفسية. يمكن أن يؤدي الضغط إلى مشاكل صحية مثل ارتفاع ضغط الدم، أو الإصابة بالسكتة القلبية، أو السكتة الدماغية، أو الاكتئاب، لنذكر بعضًا منها.

للقلق الناجم عن الأزمات العالمية أشكال متنوعة، فيمكن أن يظهر فجأة كرد فعل على مثبط معين، أو يمكن أن يبدأ كشعور بسيط بالقلق يتصاعد تدريجياً حتى يسيطر على الإنسان.

يمكن أن يشعر الأشخاص الذين يعانون من هذا النوع من الضغط بالقلق الجسدي مع ارتفاع في معدل ضربات القلب أو الشعور بالغثيان، بينما قد يجد آخرون صعوبة في النوم.

وبينما قد يعاني بعض الأفراد، بالإضافة إلى هذه الأعراض، من نوبات هلع، قد يشعر آخرون بالخدر العاطفي كرد فعل على الضغوط.

يمكن أن تكون الضغط البسيطة أمرًا تكيفيًا، مشيرًا إلى جسمك بأهمية التعامل مع التهديد الذي يواجهه بجدية، لكن تعلم كيفية التحكم في القلق أمر مهم للمساعدة في منعه من أن يتفاقم ويعيق الحياة الطبيعية.

آليات التكيف

الدعم المجتمعي والاجتماعي عنصر أساسي في تعزيز الصحة العامة، فاللجوء إلى الأصدقاء والعائلة يمكن أن يساعد في تقليل الضغط وزيادة المرونة، كما تلعب العلاقات الشخصية دورًا كبيرًا في الصحة النفسية، حيث تعمل كمصدر للدعم خلال الأوقات الصعبة.

يعمل تعزيز الانتماء القوي مع الأشخاص المحيطين بك كعامل وقائي ضد الآثار السلبية على الصحة النفسية، لذا كن حذرًا من تأثير الأخبار ووسائل الإعلام على صحتك النفسية، فعلى الرغم من أهمية البقاء على اطلاع على الأحداث الحالية، إلا أن الاستهلاك المفرط للمعلومات واللقطات عن حادث مؤلم يمكن أن يكون سببًا للضغط والقلق، ويمكن أن يزيد من مشاعر الإجهاد والتوتر، سواء على المدى القصير أو الطويل، لذا فإن عمل حدود لاستخدام وسائل الإعلام يمكن أن يكون وسيلة رائعة لخلق مسافة بينك وبين الأزمة المعنية دون تجاهل الحالة الحالية للأزمة بالكامل.

بناء المرونة

المرونة - أي قدرة الفرد على التعامل مع الحالات المفاجئة والأزمات - تساعد المرونة الأشخاص على التعافي من الانتكاسات، أو التحديات مثل المرض، أو فقدان الوظيفة أو الكوارث الطبيعية.
الأفراد الذين يفتقرون إلى المرونة أكثر عرضة للتفكير المفرط في المشاكل، والشعور بأنهم ضحايا، والشعور بالاكتئاب، أو اللجوء إلى آليات التكيف غير الصحية مثل إساءة استخدام المواد المخدرة أو السلوكيات الخطرة الأخرى.
تعد المرونة عنصرًا رئيسيًا في قدرة الإنسان على التكيف، ويمكن أن تساعد في حماية الأشخاص من مختلف الحالات الصحية النفسية مثل القلق أو الاكتئاب.
الشخص الذي يتمتع بالمرونة أكثر عرضة لرؤية الصعاب من منظور مختلف والتعامل بشكل أفضل مع الضغوط.

وإليك بعض المهارات التي يمكنك اعتمادها لتعزيز المرونة:
  • ممارسة الوعي الذاتي: وهو أن تكون على دراية بنفسك، أي أن تكون على علم بأفكارك ومشاعرك وأفعالك، تساعدك ممارسة الوعي الذاتي في التكيف والتعامل بشكل أفضل مع مختلف الأوضاع بشكل مناسب.
    • اليقظة الذهنية: القدرة على الحضور الكامل في اللحظة الحالية، دون إصدار أحكام - تساعد اليقظة الذهنية في بناء قدرتنا على إدراك أفكارنا ومشاعرنا وإدارتها في خضم الصراع.
    • لعناية الذاتية لتعزيز الصحة النفسية والبدنية من خلال اتخاذ إجراءات للحفاظ على الصحة والعافية أو تحسينها مثل ممارسة الرياضة والحصول على قسط كاف من النوم وتناول طعام صحي.
    • كوننا مخلوقات اجتماعية، فإن العلاقات الاجتماعية أمرًا أساسيًا لبقائنا ولتعزيز صحتنا، لذا علينا تحسين والحفاظ على العلاقات الصحية، وأن نحيط أنفسنا بأشخاص نتبادل معهم الدعم والرعاية، مما يعد جزءًا أساسيًا من المرونة.

اقامة علاجية فاخرة لعلاج الصحة النفسية العلاج في سويسرا

دعم الآخرين

اطمئن على أحبائك وأعلمهم بأنك متاح للحديث بأي وقت، فالاستماع للشخص وإدراك ما يعاني منه يمكن أن يلعب دورًا كبيرًا في تعافيه من آثار حادث مؤلم.
قد يشعر ضحايا الأزمات بأنهم عبء على أصدقائهم وعائلتهم؛ فذكرهم بأنك على استعداد لمساعدتهم، مما يمنحهم مساحة آمنة للتعبير عن أفكارهم ومخاوفهم.
في أوقات الأزمات، غالبًا ما تتحد المجتمعات معًا وتقدم الدعم لبعضها البعض. يوفر المجتمع شعورًا بالانتماء، وهو عنصر رئيسي في المرونة والصحة العامة.
بعد أي حادث مروع، يبحث الأفراد عن الراحة من خلال الاقتراب من الآخرين الذين يمكنهم التحدث معهم وتبادل الأفكار والعمل معًا للتغلب على الأوضاع الصعبة، يمكن أيضًا لقادة المجتمع إنشاء مجموعات دعم، وجمع التبرعات لمساعدة الضحايا، أو تنظيم مجموعات عمل لإرسال المستلزمات إلى من يحتاجون إليها.
شارك مع مجتمعك إذا شعرت برغبة في مساعدة الآخرين خلال هذا الوقت.
قد تكون العائلات التي تضم أطفالًا معرضة بشكل خاص للانهيار خلال الأزمات، لأنه غالبًا ما يصعب على الأطفال فهم الوضع الحالي، والتعامل مع التغيرات التي تحدث في روتينهم الحياتي، ويكونون حساسين للغاية تجاه قلق والديهم خلال الأوقات الصعبة، ونظرًا لعدم قدرتهم للتعبير عن أنفسهم بالكلام، يمكن أن تتجلى معاناتهم من خلال تغييرات في نمط النوم والأحلام المزعجة، وتغييرات في السلوك، ومقاومة لوالديهم - وقد تشير كل هذه التغييرات إلى الحاجة إلى مساعدة من محترفين.


طلب المساعدة الاحترافية:

إذا كنت تشعر بالإرهاق بسبب الوضع الحالي، فلا تتردد في طلب الدعم الاحترافي.
يوفر مركز كوشناخت دعمًا فرديًا لقضايا الصحة النفسية، بما في ذلك القلق والاكتئاب. يمكن للمعالجين النفسيين لدينا مساعدتك في معالجة مشاعر التوتر، وتطوير استراتيجيات التكيف مع القلق الناجم عن الأزمات، والمساعدة في تعزيز المرونة خلال الأوقات الصعبة.

اتصل بنا للحصول على مزيد من المعلومات حول كيف يمكننا المساعدة.

The link is copied and ready to share!