الطعام والشراب، مثل الضوء، لهما تأثير قوي في تنظيم الإيقاع البيولوجي للجسم، وبالتالي، يمكن أن تؤثر اختيارات النظام الغذائي والمشروبات بشكل كبير على جودة النوم.
ومعرفة كيف يمكن أن تؤثر هذه العوامل على نومنا تسمح لنا باتخاذ قرارات أفضل في نظامنا الغذائي لمساعدتنا في تحسين نومنا.
الكافيين واحد من أكثر المنبهات السهل الحصول عليها والأكثر استهلاكًا، وعلى الرغم من أنه يحمل العديد من الخصائص الإيجابية مثل زيادة اليقظة والتركيز، إلا أنه يؤثر بشكل كبير على النوم. لا يمكن أن يتخلص الجسم من الكافيين بالكامل خلال مدة قصيرة، فعلى سبيل المثال إذا كنت قد شربت كوبًا من القهوة في الساعة 12 ظهرًا، سيكون نصفه ما زال نشطًا في جسمك عند منتصف الليل، علاوة على ذلك، قد أظهرت الدراسات أن الأشخاص الذين يستهلكون الكافيين في المساء يعانون نقص في مرحلة النوم العميق بنسبة 20٪ - وهي مرحلة مهمة للعديد من الوظائف الجسدية والعاطفية والعقلية.
ونقص مرحلة النوم العميق أمر طبيعي مع التقدم في السن، ومع ذلك، يمكن تجنبه بسهولة في الأعمار الأصغر بواسطة الوعي بعادات النوم.
الكحول مادة مهدئة، ويُعتقد غالبًا أنه يساعد على النوم، ومع ذلك، فإن يجب الانتباه أن التخدير والنوم شيئين مختلفين، فالتخدير يتضمن تقليل النشاط، ولكنه لا يعزز حالة النوم الحقيقية.
يعمل الكحول أيضًا على منع مرحلة حركة العين السريعة أثناء النوم، وهي مرحلة مهمة تلعب دورًا في ترسيخ الذاكرة ومعالجة العواطف وتطور الدماغ والأحلام، وبالتالي، يمكن أن يزيد الكحول من أعراض اضطراب النوم وحدوث الشخير وتقطع النوم بالإضافة إلى عرقلة إفراز الميلاتونين أثناء الليل.
تناول الطعام في وقت متأخر من الليل يمكن أن يؤدي إلى نوم سيء، على وجه التحديد، تناول الوجبات ذات السعرات الحرارية العالية والمليئة بالدهون أو الكربوهيدرات قبل ساعة من النوم يمكن أن يزيد الوقت اللازم للاستغراق في النوم أثناء الليل. قد يؤدي ذلك أيضًا إلى إعاقة إنتاج هرمونات مثل هرمون النمو البشري (HGH) والميلاتونين، وهما ضروريان للوظائف الصحية لجسمنا.
لتحسين جودة نومك، يمكنك تناول وجبة خفيفة وصحية قبل النوم إذا كنت جائعًا، ولكن تجنب تناول وجبات كبيرة لأنها يمكن أن تسبب لك الشعور بعدم الراحة وتقلق نومك.
أخيرًا، تقليل استهلاك السوائل في وقت متأخر من المساء يمكن أن يقلل من احتمال الاستيقاظ خلال الليل بسبب الذهاب إلى المرحاض.
من خلال الوعي بعادات تناول الطعام والشرب الخاصة بك، يمكنك تحسين جودة نومك وصحتك العامة بشكل كبير.