٠٥.٠١.٢٠٢٣ - الإدمان

ما هو تأثير إدمان العمل على العلاقات الأسرية، وما هي طرق علاجه؟

WHAT IS THE EFFECT OF WORK ADDICTION ON FAMILY RELATIONSHIPS cover

يصنف الكثير من الناس أنفسهم على أنهم مدمنو عمل في حياتهم الشخصية. يُنظر أحيانًا إلى مدمني العمل على أنه مصطلح عام لوصف الأشخاص الذين يعملون كثيرًا بحيث لا يبدو أن لديهم وقتًا لأي شيء آخر غير العمل.

إدمان العمل

بالرغم من أن إدمان العمل ليس تشخيصًا طبيًا أو نفسيًا، يمكننا جميعًا أن نفهم سلوك "كل الوقت للعمل فقط ولا يوجد وقت للعب" الذي يتحول في النهاية إلى نزاع بين العمل والحياة. قد يؤثر الكثير من العمل بدون توقف سلبًا على حياتك، مما يتسبب في حدوث العديد من المشكلات في العمل والحياة المنزلية، يكون من أعراضه العمل كثيرًا مع عدم القدرة على التحكم أو فقدان السيطرة تمامًا.

يمكن أن يؤدي إدمان العمل إلى تعطيل علاقات الرعاية الصحية مع الأسرة والتسبب في مشكلات صحية

أطلق "واين إي أوتس" مصطلح مدمن العمل في أوائل السبعينيات. قال أوتس إن إدمان العمل يُعرَّف على أنه " ذلك الشخص الذي أصبحت حاجته إلى العمل مفرطة لدرجة أنه تسبب في حدوث اضطرابًا ملحوظًا في صحته الجسدية وسعادته وعلاقاته الشخصية مع المحيطين به". لهذا فإن ذلك الشخص الذي يعمل إلى حد الهوس قد يحتاج إلى مساعدة طبية من أجل تحسين علاقاته مع أسرته ولإضافة جانب الرفاهية إلى حياته.

أنواع إدمان العمل

كان البحث عن إدمان العمل واضحًا على مر السنين، فيمكن أن يظهر بسهولة في متلازمة الإرهاق. يؤثر مرض إدمان العمل على الناس من جميع نواحي الحياة. هناك نوعان رئيسيان حسب ذلك البحث، وهما:

الموجه نحو الإنجاز (The achievement-orientated)

يضع هذا النوع من مدمني العمل مساحة صغيرة جدًا لارتكاب أي أخطاء، وذلك لأن النتائج هي التي تقودهم. كلما تمكنوا من إنتاج وتحقيق النتائج بشكل أسرع، والتي يحتاجونها في عملهم، كلما زاد ذلك من إسعادهم، مما يجعلهم يتمكنون من التباهي بهذه الإنجازات.

منشد الكمال (The perfectionist)

عادة ما يفخر الكماليون بـ "لقبهم". غالبًا ما يفضلون هذا الإحساس بالسيطرة لأنه يمنحهم إحساسًا بالعمل الشامل والنتائج المثالية في كل مهمة. لكن غالبًا ما يجهد المثاليون أنفسهم في أشياء جيدة بالفعل، لكنهم يقضون الوقت في محاولة إعادة العمل عليها وإتقانها بشكل أكثر. يحاول مدمني العمل الساعين للكمال قدر الإمكان التحكم في النتائج، مما يجعله يدير كل شيء بالتفصيل.

ما هي مخاطر إدمان العمل؟

تنتشر حالات الموت بسبب العمل المفرط في اليابان، ويطلق على هذه الظاهرة "كاروشي" وهي قضية صحية عامة مهمة. في حين أن اليابانيين معروفون بهذه المأساة، فإن أجزاء أخرى من العالم تعاني من نفس الصراع مع مرض إدمان العمل أيضًا. قد تكون العواقب وخيمة، ويمكن معالجتها من خلال نهج التدخل المهني على حد سواء عقليًا وجسديًا.

ما هي مخاطر إدمان العمل؟

التغيرات الصحية والجسدية

  • ارتفاع ضغط الدم.

  • اضطراب نبضات القلب.

  • نظرة زائغة متعبة.

  • صداع مستمر.

  • التوتر، بما في ذلك آلام عنق الرحم والكتف.

  • الإرهاق (التعب الجسدي والعقلي).

  • الموت المبكر عند بعض مدمني العمل.

التغيرات النفسية

  • التغيرات المزاجية والتغيرات في سمات الشخصية.

  • انخفاض الرضا الوظيفي (لبعض الأفراد).

  • زيادة القلق.

  • مشكلات شخصية في المنزل.

  • الشعور بالكآبة.


ينتشر إدمان العمل بين كثير من الناس، سواء كانوا يشغلون وظائف مهمة أو وظائف أقل أهمية. إن الإرهاق يعني الشعور بالتعب، وإنه على وشك الإنهاك الوظيفي، مما يشير إلى حالة من إدمان العمل، فإنه يعني أكثر بكثير من مجرد يوم سيء في المكتب.


الإحصاء والمراجعة المنهجية على أساس الدراسات

وفقًا لاختبار مخاطر إدمان العمل (WART)، يتم قياس إدمان العمل على أنه إجهاد منخفض وسلبي أو نشط وعالي. هذه المستويات هي القياسات التي يمكن من خلالها تحديد إدمان العمل. كما يلي:

  • إجهاد منخفض 2.6٪ من العمال معرضون لخطر إدمان العمل.

  • 15.0 ٪ من العاملين غير فعالين معرضون لخطر الإدمان على العمل.

  • أما النشط يكون 28.9 ٪ من العمال معرضين لخطر إدمان العمل.

  • جاء الإجهاد العالي في 33.3 ٪ من العمال المعرضين لخطر إدمان العمل.

ما هي علامات وأعراض إدمان العمل؟

بعض العلامات المميزة للإفراط في العمل تشمل الانسحاب وتغيرات الحالة المزاجية والصراع والانتكاس، من السهل أحيانًا الخلط بين إدمان العمل والعمل ببساطة أكثر في أوقات معينة من العام أو وفقًا للطلب. الأشخاص الذين يعملون أكثر ولا يدمنون على العمل يتوقفون عن التفكير في العمل بمجرد انتهائهم من عملهم اليومي. مدمنو العمل لا يتحكمون في طريقة تفكيرهم في العمل حتى عندما لا يكونون في العمل؛ حيث تكون عقولهم وعواطفهم تدور باستمرار حول العمل.

ما هي علامات وأعراض إدمان العمل؟

فيما يلي بعض علامات مدمن العمل:

  1. خوف شديد من الفشل في حياتك المهنية.

  2. السعي باستمرار لنجاح العمل والتحقق من صحته.

  3. تجنب العلاقات الشخصية من أجل العمل.

  4. تتغير عادات النوم، مثل قلة النوم لتلبية متطلبات العمل (حتى عندما لا يكون ذلك ضروريًا).

  5. رفض أخذ إجازة أو استراحة من العمل.

  6. استخدام العمل وسيلة للهروب من المشكلات الشخصية.

  7. العمل على منع التعامل مع الحزن أو المرض العضال أو المخاوف المالية أو أي أزمة أخرى.

  8. الشعور بجنون العظمة فيما يتعلق بالأداء داخل مكان العمل.

  9. خبرات وذكريات عائلية مفقودة من أجل العمل.

هناك سمة أخرى لمدمني العمل هي أنهم قد لا يثقون في قدرة شخص آخر على أداء الوظيفة، لهذا يقوموا بها بأنفسهم. يشعر مدمني العمل أنه من الضروري السيطرة على مكان العمل في جميع العوامل، حتى عندما لو لا يوجد وقت لتناول الطعام أو النوم أو أخذ يوم عطلة. العمل لساعات طويلة هو شيء يتطوع مدمن العمل للقيام به لأنه يمنعه من مواجهة المشكلات في المنزل أو في علاقته، ومن ثم يؤدي إلى اضطراب في حياته الأسرية ويفقدون الاهتمام.

لماذا يصاب الناس بمرض إدمان العمل؟

غالبًا ما ينكر مدمنو العمل المزمنون قضاياهم الشخصية ويستخدمون العمل والجهد المفرط للهروب. قد لا يكون الأمر مماثلاً لتعاطي مادة ما أو الإدمان على الكحول، لكن إدمان العمل هو حالة تؤثر على العديد من الأشخاص، وقد يصادف معظم المعالجين مثل هؤلاء الأشخاص. وفقًا لاختبار مخاطر الإدمان على العمل، كان العمال الذين يعانون من ظروف نفسية أكثر عرضة لأن يصبحوا مدمنين على العمل. كان الأشخاص المصابون بالاكتئاب أكثر عرضة للإصابة بمرض إدمان العمل مقارنة بأولئك الذين لا يعانون من هذه الحالة العقلية. تشمل الجوانب الرئيسية التي تتسبب في مرض إدمان العمل أو حالة الإرهاق ما يلي:

القدرة المعرفية

قد تتأثر القدرة المعرفية لأولئك الأشخاص الذين يعانون من مرض إدمان العمل، حيث يستمروا في التفكير بالأشياء المتعلقة بالعمل. لهذا يكون من النادر أن يكونوا قادرين على التفكير في الأشياء اليومية لأنهم يكونوا مشغولين بموضوع متعلق بالعمل.

عدم الاستقرار العاطفي

يتعرض بعض الأشخاص الذين يكافحون إدمان العمل للعديد من الأشياء، بما في ذلك الشعور بالذنب والتوتر عندما لا ينخرطون في نشاط العمل. في حين أن هذا قد يبدو غريبًا بالنسبة للعاملين المنتظمين، إلا أنه بالنسبة لمدمني العمل، فإنه يمثل جانبًا صعبًا وعاطفة يجب معالجتها. لذلك يظلون مشغولين في العمل لتجنب الشعور بالذنب.

المحفزين

يتعرض بعض الأشخاص الذين يكافحون إدمان العمل للعديد من الأشياء، بما في ذلك الشعور بالذنب والتوتر عندما لا ينخرطون في نشاط العمل. في حين أن هذا قد يبدو غريبًا بالنسبة للعاملين المنتظمين، إلا أنه بالنسبة لمدمني العمل، فإنه يمثل جانبًا صعبًا وعاطفة يجب معالجتها. لذلك يظلوا مشغولين في العمل لتجنب الشعور بالذنب.

الحصول على دعم الأسرة

قد لا يعترف الأشخاص المدمنون على العمل أنهم بحاجة إلى المساعدة. في بعض الأحيان، يعاني مدمنو العمل من الإرهاق ليوقفوا العمل ويطوروا توازنًا صحيًا بين العمل والحياة. يعد دعم الأسرة لمدمني العمل أمرًا مهمًا، وكذلك دعم أفراد الأسرة الذين قد يدفعون ثمن هذا التركيز المتعجرف على العمل، وعدم الاهتمام بالحياة الأسرية. بصفتك فردًا من عائلة أحد أفراد أسرتك مدمنًا على العمل، فإنك تقلق بشأن رفاهيتهم لأنهم لا يتوقفون للحظة حتى لالتقاط الأنفاس. إنه لأمر مفجع أن نشاهدهم يؤذون أنفسهم من أجل عدم التعامل مع القضايا الأساسية الأخرى.

تحتاج العائلات والأصدقاء إلى التفكير في أن أحبائهم قد يتعاملون مع موقف صعب ولا يعرف كيف يتعامل مع الأمر بصرف النظر عن دفن أنفسهم في العمل وتجنب أي دعم اجتماعي. شجع من تحب على مشاركة مشاعره وما قد يزعجه. يكون العلاج الأسري مفيد أيضًا.

إذا لم يتحدثوا معك، فأعرض مساعدة احترافية. الدعم العاطفي ضروري لمشكلات الصحة العقلية خلال هذا الوقت. ربما أعرض مرافقتهم في الموعد الأول مع المعالج. طلب المساعدة لإدمان العمل ليس شيئًا يمكن الاستهزاء به، لأن الحصول على المساعدة قد ينقذك أنت أو أحد أفراد أسرتك من مخاوف صحية خطيرة في مرحلة لاحقة.

علاج مدمني العمل

يقع مركز كوشناخت في محيط هادئ في مدينة زيورخ بسويسرا. مما يُتيح التمتع بمناظر خلابة جميلة وهواء نقي يعزز الشفاء من الداخل إلى الخارج. إقامتك في الفيلات الفخمة مريحة مع الشعور بالخصوصية والهدوء. تشمل الضيافة والخدمات الحصرية، على سبيل المثال لا الحصر، خادم شخصي خاص، وسائق شخصي، وزيارات عائلية، ومستشارون مقيمون، وخدمات فاخرة.

علاج مدمني العمل

أنت تعلم أنك في أيد أمينة مع فريق من المهنيين المؤهلين تأهيلًا عاليًا وذوي الخبرة لتلبية جميع احتياجاتك عاطفيًا ونفسيًا وطبيًا وروحيًا. تسعى عيادة كوشناخت لمساعدة المرضى على الشفاء وإجراء تغيير إيجابي من الداخل إلى الخارج والعودة إلى حياتهم العادية منتعشة ومستعادة بالكامل.

لا يوجد إدمان كبير جدًا أو ضئيل جدًا بحيث لا تستطيع فرق العلاج الطبي والعلاج النفسي والصحة العقلية إدارته. تم تصميم العلاج وفقًا للاحتياجات والحالة الفريدة لكل شخص. يتم بذل كل جهد لفهم كيفية مساهمة ماضي العميل أو تاريخه في المشكلات التي تواجهها هنا والآن.

قد يكون لإدمان العمل سمات مشابهة لظروف أخرى مثل إدمان المخدرات أو الكحول لأن المدمنين من الناحية النفسية يحتاجون إلى مواد "ليكونوا طبيعيين" أو يعيشون حياتهم الشخصية. يمكن أن يكون إدمان العمل ضارًا. سيواجه مدمنو العمل مشكلات من نفس النوع ولا يمكنهم الاستمرار في الحياة دون تكريس كل رفاهيتهم وطاقتهم لعملهم. هل أنت أو أي شخص تعرفه تعاني من إرهاق العمل؟ تواصل مع الفريق في مركز كوشناخت للحصول على استشارة. لقد قمنا بدعم العديد من العملاء الذين يعانون من مرض إدمان العمل. ونقدم أيضا نموذج العلاج الاسري لهذه الحالات. لنبدأ طريقك إلى الشفاء بخطة علاج فريدة.

The link is copied and ready to share!