١١.١١.٢٠٢٢ - الإدمان

دليلك الكامل لـ ادمان الترامادول وكيف تفرق بين الإدمان والاعتمادية الدوائية


يعتبر التحكم الفعال في الألم أحد التحديات الرئيسية للطب الآن. يتم تعريف الألم من قبل الرابطة الدولية لدراسة الألم (IASP) على أنه "تجربة حسية وعاطفية غير سارة مرتبطة بتلف الأنسجة الفعلي أو المحتمل". تشمل استراتيجيات تخفيف الألم وإدارة حالات الألم المزمن مجموعة من التدخلات الصيدلانية. فمن الطبيعي أننا لا نحب أن نعاني من الشعور بالألم، فهي تجربة ذاتية للغاية، حيث تختلف القدرة على تحمل الألم من شخص لآخر. كل واحد منا لديه قدرة خاصة لمستوى تحمل الألم.

تم استخدام الأفيون قديمًا بشكل طبي للتخفيف من أعراض الألم الشديدة، لكن التأثيرات المهدئة والشعور بالبهجة نتيجة لتعاطي الأفيون تؤكد أنه قد تم استخدامه بشكل ترفيهي على مر العصور السابقة. بينما في العصر الحديث تم تطوير الأفيون لتصنيع مجموعة من الأدوية، عندما اُكتشف المورفين ونُقل ليصبح ضمن مسكنات الألم الأفيونية الاصطناعية، مثل الفنتانيل والأوكسيكودون والترامادول.


فما الذي يجعل الترامادول دواء قابل للإدمان؟ وما هي أهم أعراض إدمانه وكيفية العلاج من هذا الإدمان؟




ما هو الترامادول؟

يعد الترامادول واحدًا من أكثر مسكنات الألم الشائعة التي يُساء استخدامها من جانب الأفراد، حيث يعتقد الكثيرين أنه عقار آمن خاصة إذا كان لديهم وصفة طبية، مما قد يصل بهم في النهاية إلى مرحلة الإدمان. ينتمي الترامادول لمجموعة الأدوية المعروفة باسم المسكنات الأفيونية، حيث يرتبط الترامادول بالمستقبلات الأفيونية في الدماغ، والتي تؤثر على الجهاز العصبي المركزي لتقليل الشعور بأعراض الألم. كما يزيد الترامادول من مستويات السيروتونين والنورادرينالين.


يتوفر الترامادول على شكل أقراص أو كبسولات ممتدة المفعول، تظهر آثارها بشكل تدريجي بعد الابتلاع وتبلغ ذروتها في غضون أربع إلى ست ساعات، وبشكل أساسي بعد تناوله يشعر المتعاطي بحالة من الاسترخاء والنشوة وعدم الإحساس بأي آلام أو إرهاق جسدي مما يمكنه من عمل مجهود كبير يفوق طاقته دون التعرض للشعور بأي إجهاد.

وهنا يجب التوضيح أنه ليس بالضرورة أن يكون الشخص الذي يسيء استخدام الترامادول مدمنًا، فالاعتماد الجسدي والنفسي على الدواء بشكل كبير يضعك في خانة المدمنين لهذا الدواء.


ما هي دواعي استعمال الترامادول وأهم مكوناته؟

الترامادول هو وصفة طبية تستخدم بشكل أساسي لتخفيف الآلام المتوسطة والشديدة. فعادة ما يوصف من جانب الأطباء كمسكن للآلام بعد الشفاء من الجراحة أو لمن يعانون من آلام مرضية شديدة مثل استخدامه من جانب بعض مرضى السرطان لتخفيف آلام العلاج الكيميائي.

ويُعد الترامادول بشكل أساسي مادة أفيونية اصطناعية تعمل في الدماغ والعمود الفقري (الجهاز العصبي المركزي) لتقليل مقدار الألم الذي يشعر به الفرد، ويُساء استخدامه في الكثير من الأحيان بسبب مشاعر الإنتشاء وعدم الإحساس بالإجهاد أو الألم التي يتسبب بها عند تناوله. المواد الأفيونية في المطلق لها خصائص مسببة للإدمان، وبالرغم من أن الترامادول يُعرف كأحد أقل المواد الأفيونية فعالية، إلا أن ذلك لا يقلل من خطورته في إمكانية التحول إلى الإدمان.

تمت الموافقة على استخدام الترامادول لأول مرة في ألمانيا عام 1977 وفي أمريكا عام 1995، حيث لم يكن يصنف ضمن الأدوية الأفيونية. لكنه يعتبر الآن مادة أفيونية، حيث صنفته إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) كمادة خاضعة للرقابة في الجدول الرابع عام 2014. وفقًا لإدارة خدمات إساءة استخدام العقاقير والصحة العقلية Substance Abuse and Mental Health Services Administration، فقد زاد عدد زيارات قسم الطوارئ التي ترجع إلى إساءة استخدام الترامادول أو إدمانه بنسبة 250% تقريبًا في الفترة من 2005 إلى 2011.


الآثار الجانبية المحتملة الأكثر شيوعًا وخطورة للترامادول


الآثار الجانبية المحتملة للترامادول


هناك العديد من الآثار الجانبية المحتملة الشائعة المرتبطة باستخدام الترامادول والأفيونيات الموصوفة الأخرى. وتشمل هذه:

  • الدوخة أو النعاس.

  • نقص الطاقة أو عدم القدرة على القيادة.

  • الإمساك.

  • حكة في الجلد.

  • الغثيان والقيء.

  • الصداع.

  • جفاف الفم.

  • آلام العضلات.



تكون هذه الآثار الجانبية شائعة جدًا، حيث إنها ليست مؤشرات على إدمان الترامادول فقط، بل تنطبق على العديد من المسكنات الأفيونية. يمكن أن يكون لجميع الأدوية الأفيونية آثار جانبية خطيرة وردود فعل سلبية. عند تناول ترامادول، من المهم أن تكون مدركًا لها لأنها قد تكون عالية الخطورة ويكون لها تأثير على التبعية الجسدية أو العقلية.

  • ارتفاع ضغط الدم.

  • الاعتماد على ترامادول.

  • الحاجة إلى المزيد من الترامادول بجرعات أعلى لتخفيف الألم بشكل فعال.

  • خطر جرعة زائدة من ترامادول.

  • اضطرابات تنفسية.

  • متلازمة السيروتونين.

  • أعراض انسحاب ترامادول.

  • النوبات.

  • الهزات أو الاهتزاز.

  • أعراض اكتئاب الجهاز العصبي المركزي.


يجب إبلاغ الطبيب في حالة ظهور هذه الآثار الجانبية، والتي يمكن أن تكون خطيرة ومهددة للحياة.


متى يجب تجنب الترامادول

هناك بعض الحالات التي يجب أن يمنع فيها استخدام الترامادول أو الأدوية الأفيونية أو استخدامه فقط تحت إشراف صارم. يجب إبلاغ الطبيب بالتاريخ المرضي للمريض والظروف الحالية له، لتجنب المشكلات المحتملة، والامتثال لأنظمة الأدوية، وتقليل مخاطر إدمان المواد الأفيونية. تشمل موانع الاستعمال ما يلي:

  • المرضى الذين تقل أعمارهم عن 12 عامًا.

  • الأمهات المرضعات.

  • تاريخ من تعاطي المخدرات أو اضطراب تعاطي المخدرات.

  • الاستخدام الحالي للأدوية الأخرى بما في ذلك مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs) مثل بعض مضادات الاكتئاب بسبب خطر الإصابة بمتلازمة السيروتونين.

  • أي استخدام حالي لأدوية أفيونية أخرى.

  • تاريخ من تعاطي ترامادول أو أدوية أخرى.

  • الامتثال الضعيف للأدوية.

  • الاضطرابات التنفسية.


أعراض إدمان الترامادول

يدق إدمان الترامادول ناقوس الخطر، لذلك من الضروري أن تكون مُدرك لأعراض إدمان الترامادول، وذلك لتخضع للعلاج مبكرًا. يقدم الدليل التشخيصي والإحصائي (DSM-V) مجموعة من الأعراض التي توضح وجود اضطرابات استخدام المواد الأفيونية. يجب أن تتوقع أن ترى على الأقل 2 من الأعراض تحدث على مدار 12 شهرًا، ومنها:

  • تعاطي كميات كبيرة من العقار أو تناوله لفترة أطول من المطلوب.

  • فشل جميع المحاولات للإقلاع عن تناول المواد الأفيونية أو التحكم في الكميات المتناولة.

  • قضاء وقت كبير للحصول على المواد الأفيونية أو استخدامها أو التعافي من أعراضها.

  • الرغبة الملحة لتناول المواد الأفيونية.

  • عدم القدرة على الالتزام بالمهام المطلوبة في العمل أو المدرسة أو في المنزل.

  • استمرار استخدام المواد الأفيونية بالرغم من التعرض لمشكلات اجتماعية وشخصية.

  • التخلي عن ممارسة بعض الأنشطة نتيجة لاستخدام المواد الأفيونية.

  • استخدام المواد الأفيونية في المواقف التي تتسبب في مخاطر جسدية.

  • استمرار استخدام المواد الأفيونية بالرغم من تفاقم المشكلات الجسدية أو النفسية.

  • ظهور أعراض انسحاب، والحاجة لتناول المزيد من المواد الأفيونية للتخلص من هذه الأعراض.

  • الحاجة إلى تناول كميات أكثر للحصول على نفس التأثير.


إدمان الترامادول

هناك علامات تحذيرية أخرى تشير إلى إدمان الترامادول أيضًا. فقد يتناول المريض الترمادول بجرعات أعلى من الموصوفة، وعند تكرار هذا قد يتسبب ذلك في القضاء على المريض.

ولمنع التعرض لأعراض الانسحاب، يميل المتعاطين إلى اختلاق القصص للحصول على المزيد من الترمادول، فقد يزعم البعض منهم أنهم فقدوا أدويتهم في مكان ما من أجل الحصول على وصفة طبية جديدة، أو زيارة أكثر من طبيب أو اللجوء إلى الخدمات المقدمة عبر الإنترنت لوصف الأدوية.

مما يعني أنهم قد يشترونها من السوق السوداء، حيث تكون الأدوية الموصوفة والمواد الأفيونية أيضًا متاحة عبر الإنترنت ويمكن شراؤها بسهولة. ولكنها تكون شديدة الخطورة أو ملوثة بمواد أخرى شديدة الخطورة مثل الفنتانيل.

كما يمكن أن يلجأ بعض الأشخاص لاستخدام مواد أخرى غير مشروعة مثل الهيروين، وذلك عندما لم يتمكنوا من الحصول على الكميات المعتادة من الترامادول، وإصابتهم بأعراض انسحاب الترامادول.

يتم وصف ترامادول للمساعدة في التحكم في الألم بعد إجراء العمليات ولتقليل الشعور بالألم. وإذا كان المريض يحصل على نوم منتظم، ولكن عند تناول أدويته ينام أكثر، فذلك يعني أنه يسيء استخدام الدواء ويتناول كميات أكبر من الموصوفة.


عوامل وأسباب تزيد من خطر ادمان الترامادول


هناك مجموعة من العوامل قد تكون بشكل أو بآخر سببًا رئيسيًا لإدمان الترامادول ويمكن اختصارهم في 4 عوامل رئيسية هي كالتالي:

  1. أسباب مجتمعية

بيئة الفرد والمجتمع المحيط به قد يلعب دورًا كبيرًا في احتمالية تعاطي الفرد ودخوله في دائرة الإدمان، ويرجع ذلك بشكل أساسي إلى إمكانية الحصول بسهولة على عقار الترامادول من محيطه نتيجة وجود مدمنين أو أصدقاء يتعاطون في دائرة الفرد أو عائلته.

  1. أسباب نفسية

الأفراد الذين يعانون من أمراض نفسية مثل القلق والاكتئاب أو اضطراب ثنائي القطب يكونون أكثر عرضة لإدمان الترامادول أو الإصابة بإضطراب إدمان المخدرات بشكل عام، بسبب رغبتهم في الهروب من الواقع ومحاولة التغلب على المشاعر النفسية السيئة التي يعانون منها.

  1. أسباب جينية وعائلية

تؤثر الجينات والتاريخ العائلي بشكل كبير على احتمالية تعرض الفرد للإدمان فالشخص الذي يوجد في عائلته تاريخ لآباء أو أجداد يعانون من اضطراب تعاطي المخدرات يكونون أكثر عرضة بشكل كبير إلى إدمان الترامادول أو غيره من أنواع الإدمان الأخرى.

  1. الصدمات النفسية وسوء المعاملة

من أكثر الأسباب التي قد تدفع الفرد إلى إدمان الترامادول هو تعرضه لهزات وصدمات نفسية عنيفة، مما يجعله يلجأ إلى تعاطي الترامادول للشعور بشكل أفضل ومحاولة التغلب على المشاعر السلبية الناتجة عن تلك الصدمات وكذلك تعرض الفرد إلى سوء المعاملة والتنمر والتجاهل المجتمعي تجعله يلجأ إلى هذا النوع من الإدمان.


علاج إدمان الترامادول



هناك العديد من مراكز علاج الإدمان المختلفة التي يمكن أن توفر برامج علاج إدمان الترامادول. من المهم أن تبحث في الأساليب المختلفة لمراكز العلاج. لا تخف من الاتصال بمركز العلاج وطرح أسئلة حول نهجهم وخبراتهم. سيرحب مركز علاج الإدمان الجيد بمثل هذه الاستفسارات. عندما يكون الأشخاص الذين أساءوا استخدام الترامادول مستعدين للعلاج من
استخدام الترامادول، فمن المهم التصرف بسرعة عندما يكون الدافع مرتفعًا. ابحث عن مركز علاج الإدمان الذي يطبق العلاج القائم على الأدلة ولديه فريق طبي قوي.

الفريق الطبي مهم حقًا لدعم عملية سحب الترامادول وأيضًا معالجة مشكلات الألم الأساسية التي تم وصف الترامادول لعلاجها. يجب أن يشمل التعافي الفعال من الترامادول إدارة الألم كجزء من خطة العلاج الشاملة، فإذا لم يتم الانتباه إلى هذا، فهناك خطر من أن الشخص قد يسيء استخدام الترامادول مرة أخرى في المستقبل.


تشمل مكونات العلاج الفعال لإدمان الترامادول ما يلي:

  • تقييم متعمق للشخص المعني.

  • طلب التقارير الطبية السابقة.

  • فريق طبي قوي وفريق دعم التخلص من السموم.

  • تطوير خطة إدارة الانسحاب.

  • العلاج النفسي والاستشارة.

  • دعم الأسرة والعلاج.

  • الرعاية اللاحقة للعلاج وتخطيط الرعاية المستمرة.

هل يمكنني علاج نفسي في المنزل من إدمان الترامادول؟

بسبب أعراض الانسحاب الشديدة للإدمان على هذا الدواء، لا ننصح بمحاولة التغلب عليه في المنزل. قد تتسبب محاولة القيام بذلك بمفردك في حدوث مشكلات خطيرة، ليس فقط لك ولكن لمن حولك أيضًا. نوصيك بشدة باللجوء إلى المراكز الطبية النفسية المتخصصة حتى تتمكن من الشفاء التام والأمان.


كيف نتعامل مع إدمان الترامادول في مركز كوشناخت

في مركز كوشناخت، لدينا أفضل الخبراء للتعامل مع جميع أنواع الإدمان على العقاقير الطبية. يتم التعامل مع كل حالة بسرية تامة، في بيئة متفهمة وداعمة.

نحن نتفهم أن محاربة إدمان الترامادول ليس بالأمر السهل. لبدء علاج الإدمان، سوف نتفاوض بشأن خطة إدارة التخلص من السموم الطبية والانسحاب. هدفنا هو الحفاظ أعراض الانسحاب إلى مستوى يمكن التحكم فيه، مع أهداف واضحة ومستويات عالية من الرعاية الطبية والإشراف. سنقوم أيضًا بفحص أي اضطرابات أخرى متعلقة بتعاطي المخدرات وإدراجها في تخطيط العلاج.

من المحتمل جدًا أن الأشخاص الذين يتعاطون الترامادول بدأوا بالفعل في تناوله كجزء من نظام للمساعدة في إدارة الألم المزمن. ، لذا يدعم فريقنا الطبي المخصص عملية العلاج من خلال فهم الحالات الطبية الأساسية وعلاجها وتطوير استراتيجيات إدارة الألم والتعافي بشكل أكثر أمانًا.

في مركز كوشناخت، نعتقد أن لكل فرد أسبابه الداخلية الكامنة التي دفعته إلى الإدمان. ، هنا نقوم بعلاج طبي فعال ومتخصص لمعالجة جذور المشاكل النفسية لدى كل مريض. نحدد أسباب المشكلة ونضع خطة علاجية متخصصة بالإضافة إلى خبرتنا الواسعة في التعامل مع أعراض الانسحاب.

من خلال برامجنا، نعمل على استعادة التوازن بين عقلك وجسمك وطاقتك من خلال العلاجات المختلفة، مثل العلاج النفسي، و BIO-R، والعلاجات التكميلية، والاستشارات الروحية، وغير ذلك الكثير. بالإضافة إلى كونها جوانب مهمة في برنامج العلاج، ستساعد هذه التدخلات أيضًا على تقليل أعراض الانسحاب خلال مرحلة التخلص من السموم.

لدينا أيضًا تركيز قوي على رعاية ما بعد العلاج. ، فسيعمل فريق الرعاية المستمرة لدينا مع الشخص المعني، والعائلة، لضمان إمكانية مواجهة تحديات العودة إلى بيئة المنزل والتخفيف من مخاطر الانتكاس أو العودة إلى تعاطي ترامادول.

كل هذا يتم في بيئة آمنة، مع إقامة فندقية فاخرة في غرفتك من فئة الخمس نجوم وسط الطبيعة السويسرية الخلابة.


The link is copied and ready to share!