اضطرابات الأكل هي عبارة عن حدوث خلل نفسي نتيجة لتطور سلوكيات الغذاء غير الصحية مثل نهم الطعام أو هوس الوصول إلى شكل الجسم المثالي. قد تتسبب اضطرابات الأكل النفسي في مشكلات صحية خطيرة تصل إلى الوفاة، فهي من أكثر الأمراض العقلية خطورة بعد إدمان المواد الأفيونية. فما هي أهم أعراض وعلاج اضطرابات الأكل النفسية؟
أعراض اضطرابات الأكل النفسية
يوجد العديد من أنواع اضطرابات الأكل، والتي تختلف في أعراضها، ولكنها ترتبط جميعًا بحدوث خلل في تناول الطعام والانشغال بالوزن وشكل الجسم المثالي، من أهم هذه الأعراض:
ارتداء العديد من الملابس لإخفاء فقدان الوزن الزائد والشعور بالبرد الشديد.
عدم القدرة على تناول الطعام في الأماكن العامة.
الانشغال بالأنظمة الغذائية وفقدان الوزن.
اضطرابات في الدورة الشهرية عند النساء.
الادعاء بالشعور بالشبع طوال الوقت.
تجنب تناول الطعام بأعذار مختلفة.
اضطرابات في الجهاز الهضمي.
الشعور بخمول أو نشاط شديد.
الإفراط في ممارسة الرياضة.
الإصابة بالأنيميا أو فقر الدم.
خلل في مستويات الغدة الدرقية.
اضطرابات معدل ضربات القلب.
الهوس بوزن الجسم على الميزان.
اضطرابات في الجهاز المناعي.
خلل في عدد ساعات النوم.
الشعور بعدم توازن ودوخة.
فوبيا من زيادة الوزن.
تأخر التئام الجروح.
ضعف العضلات.
ضعف التركيز.
فقدان للوعي.
جفاف الجلد.
ضعف الأظافر.
تقصف الشعر.
ما هي أسباب اضطرابات الأكل النفسي؟
يعتقد الأطباء بوجود مجموعة متنوعة من العوامل التي تتسبب في الإصابة باضطرابات الأكل، ومن أهمها:
الوراثة: يزداد خطر الإصابة باضطرابات الأكل في حالة وجود أحد الأقارب مصاب بنفس المرض.
طبيعة الشخصية: عند وجود بعض السمات كالعصبية والكمالية والاندفاع في بعض الأشخاص، مما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة باضطرابات الأكل.
اضطرابات في بنية الدماغ والبيولوجيا مثل حدوث خلل في مستويات المواد الكيميائية في الدماغ مثل السيروتونين والدوبامين.
الهوس بالنحافة ومتابعة وسائل الإعلام التي تروج لذلك باستمرار.
أنواع اضطرابات الأكل
يوجد العديد من أنواع اضطرابات الأكل والتي تختلف في أعراضها، ولكنها تتشابه في حدوث اضطرابات في تناول الطعام، ومن أهم هذه الأنواع:
فقدان الشهية العصبي
يعتبر هذا النوع هو الأكثر شهرة في اضطرابات الأكل، ويكثر في سن المراهقة، وتكون النساء هي الأكثر عرضة للإصابة به من الرجال. من أهم أعراضه:
الرغبة في النحافة الشديدة وليس الوصول للوزن الصحي فقط.
الربط بين وزن الجسم واحترام الذات.
الإصابة بفوبيا من زيادة الوزن.
اتباع أنماط أكل محدودة.
إنكار نقص الوزن.
الشره المرضي العصبي
هو أحد أنواع مرض اضطرابات الأكل، حيث يصاب المريض بشره تناول كميات كبيرة من الطعام في وقت محدد. يظهر هذا المرض في نوبات نهم الطعام مع عدم القدرة في التحكم في تناوله. من أكثر الأعراض الشائعة لهذا النوع هي:
تعدد نوبات شراهة تناول الطعام وفقدان السيطرة على كميات الطعام المتناولة.
انعدام الثقة بالنفس وتقدير الذات تأثرًا بزيادة وزن الجسم المفرط.
يتبع نوبات الشراهة نوبات تطهير، ولكن لا يمكنها منع زيادة الوزن.
الخوف من زيادة الوزن بشكل مبالغ فيه.
اضطراب الشراهة عند تناول الطعام
هو نوع آخر من اضطراب الأكل بنهم، والذي يصيب المراهقين بشكل أكبر وبداية من مرحلة البلوغ. يشبه كثيرًا الشره المرضي العصبي. من أهم أعراضه:
تناول كميات هائلة من الطعام بالرغم من الشعور بالشبع بسرعة وفي الخفاء.
عدم القدرة على السيطرة على نهم تناول الأكل.
الشعور بالحزن والضيق نتيجة سلوك الأكل بنهم.
- عدم القدرة على استخدام سلوكيات التطهير المعتادة للتخلص من أضرار نهم الأكل، مثل:
التحكم في كمية السعرات الحرارية.
ممارسة الرياضة بشكل مبالغ فيه.
تناول ملينات أو مدرات البول.
القيء.
بيكا (Pica)
هو اضطراب الأكل يصيب الأطفال والمراهقين والبالغين، والذي يعتمد على تناول أشياء مضرة وليست طعامًا صحيًا، مثل التربة أو الحصى أو الصابون أو الورق أو القماش أو الثلج أو الأوساخ أو الطباشير أو الشعر أو الصوف أو منظفات الغسيل أو نشا الذرة. عادًة يصيب هذا النوع من اضطراب الأكل مرضى الإعاقة الذهنية وتأخر النمو مثل مرضى التوحد والفصام.
اضطراب الاجترار
هو من أحدث أنواع اضطرابات الأكل، حيث يقوم المريض بهذا النوع بتقيؤ الطعام بعد مضغه وبلعه، ويقوم بمضغه مرة أخرى وبلعه أو بصقه. يصيب هذا المرض الرضع والأطفال والبالغين، قد يختفي من تلقاء نفسه عند الرضع، بينما يجب الخضوع إلى علاج ومتابعته في حالة الأطفال والبالغين. يتسبب هذا النوع من اضطرابات الأكل في الإصابة بسوء التغذية وفقدان الوزن، والذي قد يصل إلى الموت.
اضطراب تجنب تناول الطعام (ARFID)
هو أحد أنواع اضطراب الأكل القديمة التي تصيب الرضع والأطفال تحت سن السابعة، وذلك نتيجة لعدم الاهتمام بالأكل أو النفور من الروائح أو الأذواق أو الألوان أو القوام أو درجات الحرارة. من أهم الأعراض الشائع له:
تقييد تناول الطعام، مما يتسبب في نقص العناصر الغذائية الضرورية للنمو.
تناول المكملات الغذائية أو اللجوء للتغذية بالأنبوب لتعويض نقص السعرات الحرارية اللازمة.
نقص الوزن وحدوث خلل في النمو بالنسبة للعمر.
يوجد بعض الأنواع من اضطرابات الأكل الأخرى الأقل شيوعًا، ومنها:
اضطراب التطهير.
متلازمة الأكل الليلي.
اضطرابات التغذية أو الأكل المحددة الأخرى (OSFED).
علاج اضطرابات الأكل النفسية
تشتمل طرق علاج اضطرابات الاكل النفسية، التثقيف الغذائي والمراقبة الطبية، وقد تحتاج إلى تناول بعض الأدوية أيضًا. كما يجب الاهتمام بعلاج المشكلات الصحية الأخرى الناتجة من الإصابة باضطرابات الأكل النفسي. يساعد اتباع نظام علاجي متزن على علاج اضطرابات الأكل والتخلص من جميع الأعراض المزعجة واستعادة الوزن المثالي والصحة الجسدية والعقلية مرة أخرى.
العلاج النفسي
يكون العلاج النفسي من أهم عناصر علاج اضطرابات الأكل، والذي قد يستمر من شهور لسنوات، ولكن يجب أن يكون بصورة منتظمة لضمان فاعليته. يمكن للمعالج النفسي مساعدة المريض على:
وضع أنماط للأكل مناسبة للوصول إلى وزن صحي.
التعرف على الطرق المثالية لحل المواقف العصيبة.
تعلم كيفية التحكم في كميات الأكل والحالة المزاجية.
تغيير العادات غير الصحية بأخرى صحية.
اكتساب مهارات حل المشكلات.
تحسين العلاقات الاجتماعية.
يعتمد الطبيب المعالج على اتباع أنواع متنوعة من العلاج النفسي، كما يطلب من المريض أداء بعض المهام المنزلية، ومنها تدوين المحفزات التي تؤدي إلى الإفراط في تناول الطعام أو اتباع سلوكيات غير صحية لمراجعتها في الجلسات وتدارك الأمر. من أهم أنواع العلاج التي يتبعها الأخصائي النفسي:
العلاج السلوكي المعرفي.
العلاج الأسري.
العلاج السلوكي المعرفي الجماعي.
التثقيف الغذائي
يعمل أخصائي التغذية على تقديم المعلومات الكافية عن الأنظمة الغذائية وتوضيح العادات الصحية والعادات السيئة التي يجب الابتعاد عنها، فيعمل على تحفيز المريض وتثقيفه من أجل:
الوصول للوزن الصحي.
التعرف على مشكلات التغذية والأمراض الجسدية.
تنظيم الوجبات.
أدوية لاضطرابات الأكل
لا تكون الأدوية الكيميائية فعالة في علاج اضطرابات الأكل لوحدها، لكن يجب تناولها بجانب الخضوع للعلاج النفسي. يمكن استخدام مضادات الاكتئاب لعلاج اضطرابات الأكل، كما يمكن وصف بعض الأدوية الأخرى لعلاج المشكلات الصحية الناتجة من اضطرابات الأكل النفسية.
الاستشفاء لاضطرابات الأكل
في حالة وجود مشكلات صحية جسدية أو عقلية خطيرة يكون العلاج في المستشفى هو الاختيار الأمثل. قد تهدد هذه المشكلات الحياة مثل فقدان تام للشهية أو زيادة الوزن بصورة مفرطة. يكون الهدف من مرحلة الاستشفاء هي التحكم في الأعراض الطبية الحادة عن طريق تطبيع الأكل والوزن، تتم هذه المرحلة في العيادات الخارجية بشكل طبيعي.
برامج العلاج النهاري بالمستشفى
هي برامج متخصصة تتم عن طريق التواجد في المستشفى في أيام محددة وتطبق من قبل المعالج، وذلك لتلقي الرعاية الطبية اللازمة، والتي قد تكون في صورة علاج جماعي أو للفرد أو عائلي، وتشمل على جلسات لوضع أنماط منتظمة للأكل والتثقيف الغذائي.
العلاج السكني لاضطرابات الأكل
هو أحد أنظمة العلاج عن طريق الإقامة في مركز متخصص لعلاج اضطرابات الأكل. يعد برنامج العلاج السكني ضروريًا في بعض الحالات مثل احتياج بعض المرضى للخضوع للرعاية لفترة طويلة، وذلك بسبب عدم الاستجابة للعلاج الاعتيادي عدة مرات وعدم القدرة على تحسن الحالة الصحية والعقلية.
العلاج المستمر للمشكلات الصحية
يتسبب الإصابة باضطرابات الأكل النفسية بالإصابة بالعديد من المشكلات الصحية الخطيرة المتعلقة بسوء التغذية أو نهم تناول الطعام، والتي تحتاج إلى علاج ومتابعة بصورة مستمرة. من أهم المشكلات الصحية المرتبطة باضطرابات الأكل:
اضطرابات في الكهارل، والتي تؤثر على عمل العضلات والقلب والأعصاب.
الإصابة بأمراض نفسية مثل الاكتئاب والقلق والوسواس القهري.
الإصابة بالعقم أو مشكلات في الحمل.
قلة العناصر الغذائية الضرورية.
تآكل الأسنان نتيجة للقيء المتكرر.
الإصابة بأمراض القلب وضغط الدم.
أمراض الجهاز الهضمي.
اضطرابات الشهية.
إدمان المواد المخدرة.
خلل في الطمث.
هشاشة العظام.
تأخر النمو.
*الكهارل: تعرف على أنها الإلكتروليتات، وهي معادن وأملاح الجسم، والتي تحمل شحنة كهربائية، وتتواجد في سوائل الجسم مثل الدم والبول والأنسجة.
إذا كنت تعاني من اضطراب في الأكل، فيجب عليك الاهتمام بطلب المساعدة الطبية لتحديد الحالة ووضع خطة العلاج المناسبة لحالتك، وذلك لضمان التعافي بشكل أسرع. لذلك وجب شرح وتوضيح أنواع اضطرابات الأكل وأعراضه وطرق علاجه لزيادة الوعي بين الأفراد ومساعدتهم لاكتشاف الأمر مبكرًا. احكي لنا تجربتك مع اضطرابات الأكل.