المقدم: مرحبًا بالجميع، نستمع الآن إلى بودكاست مركز كوشناخت. نحن مع دكتور كاتايون حسنبور "هي الأخصائية الرئيسية في الطب النفسي وأخصائية الطب النفسي والعلاج النفسي في الصدمات". صباح الخير.
كاتايون حسنبور: صباح الخير، شكرًا جزيلًا على هذه المقدمة اللطيفة.
المقدم: جميل جدًا. نحن هنا لمناقشة معركة ليدي غاغا مع الاكتئاب. مع اعتراف ليدي غاغا بأنها تعاني من الاكتئاب، ما نوع اعراض مرض الاكتئاب التي يجب أن يبحث عنها الأحباء، والتي تشير إلى الإصابة بهذه الحالة؟
كاتايون حسنبور: من أكثر اعراض مرض الاكتئاب التي يمكن ملاحظتها من قبل أفراد الأسرة أو الأصدقاء هي الانسحاب من التواصل الاجتماعي، فيصبح المريض لا يتفاعل مع المكالمات، ولا يريد أن يحضر التجمعات العائلية.
هناك أعراض أخرى محددة يمكن أن يلاحظها المحيطين بالمريض مبكرًا، مثل حدوث اضطرابات في النوم، مما يعني النوم والاستيقاظ في الليل عدة مرات، والاستيقاظ في الصباح الباكر قبل رنين المنبه ولا يمكنه النوم بعدها. كذلك قد يحدث فقدان للشهية، والذي قد يكون بعض أعراضه ملحوظة، وهناك أعراض أخرى له غير ملحوظة، إذا لم يريد المريض مشاركتها مع الآخرين، مثل حالة اليأس، والتي نحرص على معالجتها ضمن تقييماتنا، والتي قد يكون المريض نفسه لا يعلم عنها شئ.
من الأعراض المرئية أيضًا هي فقدان الفرح، أو ما يسمى بانعدام التلذذ، بحيث يفقد المريض الشعور بالفرح في الأنشطة التي كانت ممتعة من قبل، وكذلك نقص الطاقة والقيادة. مما يعني أن المريض يمكن أن يقضي وقتًا طويلاً في المنزل، مستلقي على الأريكة أو في السرير، بالإضافة إلى كثرة الحزن والبكاء دون أي سبب واضح، ومن المؤكد أن هناك أعراض تحتاج إلى مناقشة عميقة.
المقدم: مع ظهور الأعراض الشائعة في الاكتئاب، ما نوع العلاج الذي تنصح به؟
كاتايون حسنبور: من المهم جدًا تشخيص الاكتئاب أولاً. ويكون ذلك من قبل طبيب نفساني أو معالج نفسي، لأنه يحتاج إلى تشخيص عميق. لهذا لدينا اختبار قياس نفسي لدعم ذلك، ولكن يكون الأهم هو الانطباع السريري.
كما أن لدينا خيارات علاجية، وهي بعض العلاج الدوائي باستخدام مضادات للاكتئاب، وكذلك العلاج النفسي، وكلاهما موصى به ومدمج في علاج مرض الاكتئاب.
المقدم: تصف ليدي غاغا حالتها في بعض الأحيان بأنها جامدة، وتعترف بأن لديها أفكار انتحارية يومية. هل تعتقد أن هذه الخصائص مرتبطة بشكل شائع بالاكتئاب؟
كاتايون حسانبور: هذه أعراض نموذجية نراها في حالات الاكتئاب الحاد. فقد نجد أن المريض المصاب بهذا النوع من الاكتئاب يصف شعوره بأنه مشلول أي جامد كما وصفته ليدي غاغا، حيث يرقد في السرير غير قادر على الحركة مع الشعور بقلق داخلي، وهو أمر غير محتمل في الواقع. بالإضافة إلى سيطرة الأفكار الانتحارية، حيث يكون لدى بعض المرضى نوايا للمخاطرة بحياتهم. مما يجعلنا كأطباء نفسانيين في حالة تأهب قصوى، وفي وضع الاستعداد التدخل لإنقاذ حياة المريض.
المقدم: من خلال دورك في مركز كوشناخت، هل رأيت زيادة في عدد حالات الاكتئاب في ضوء الوباء العالمي؟
كاتايون حسنبور: نعم، ولكن ليس لدي رقم محدد يمكنني تقديمه لك، ولكن ذكر بعض من عملائنا أثناء تلقيهم علاج مرض الاكتئاب لدينا أن أحد العوامل التي تساهم في تدهور حالتهم هو انتشار الوباء والعزلة الاجتماعية والشعور بالقلق.
المقدم: تقول ليدي غاغا أنها عندما عادت إلى فنها ساعد ذلك في تخفيف اكتئابها. هل يمكن أن تكون الموسيقى والفن أداة فعالة بهذه الطريقة؟ وما هي استراتيجيات المواجهة التي يمكن أن يستخدمها الفرد المصاب بالاكتئاب للمساعدة في التعامل معها؟
كاتايون حسانبور: يكون من أهم خطوات علاج مرض الاكتئاب هو خلق روتين يومي عن طريق الاستيقاظ في وقت معين، وتناول الوجبات في أوقات محددة، وتشجيع المريض على ممارسة التمارين الرياضية. لذلك يجب الالتزام بالروتين اليومي بشكل أساسي، وتجنب البقاء في السرير، والإصرار على الخروج، مهما كان مستوى الطاقة الذي يسمح بذلك، وقضاء بضع ساعات من الحركة، والقيام ببعض الأنشطة.
يعتمد ذلك على استعداد المريض وما يمكن أن يستجيب له. بينما في حالة ليدي غاغا، فقد ساعدها الفن كثيرًا على التعافي. قد يساعد ممارسة بعض المهن الأخرى في عملية التعافي. يكون لدينا بعض استراتيجيات العلاج التي نستخدم فيها العلاج بالفن، وذلك للوصول إلى عاطفة المريض، والذي يمكن أن يكون غير قادر على التعبير عنها لفظيًا.
المقدم: عندما تتحدث الشخصيات العامة مثل ليدي غاغا وحديثها عن تعرضها للاكتئاب، هل تعتقد أنه يمكن أن يساعد ذلك الآخرين في مواجهة مرض الاكتئاب والتعامل معه؟ وهل تعتقد أن هذا يشجعهم على التحدث عما يشعرون به؟
كاتايون حسانبور: نعم، أعتقد أنه من الرائع أن تقدم ليدي غاغا مثل هذا الأمر، الذي بالفعل يمكن أن يساعد الآخرين. كما نعلم إن الاضطرابات النفسية تعتبر وصمة عار شديدة في المجتمع، لذلك يحاول الناس تجنب الحديث عنها، وذلك لأنهم يخافون من عقباتها الاجتماعية. لذلك يكون من الضروري زيادة حملات التثقيف المجتمعي ونشر الوعي بين أفراد المجتمع حول كيفية التعامل مع مشكلات الصحة العقلية، وتشجيعهم على طلب الدعم والمساعدة والذهاب لرؤية الطبيب عند الحاجة لذلك.
المقدم: وهل تتوقع أن يزداد عدد الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب وتشخيصهم، في ضوء الاعتراف بأن شخصًا بارزًا مثل ليدي غاغا يعاني من ذلك؟ هل ترى أن هذا يمكن أن يتزايد في المستقبل القريب؟
كاتايون حسنبور: أعتقد أن الأرقام قد تزداد بشكل مطلق، ولكن ليس بسبب زيادة انسبة الإصابة بلاكتئاب بشكل عام، ولكن بسبب أنه كان لا يتم تشخيصه مرض الاكتئاب بشكل كبير، ولا يخضع مرضى الاكتئاب للعلاج. بالرغم من الاكتئاب مرض شائع إلا أنه يكون من الصعب الوصول إلى طبيب نفسي للمساعدة في العلاج. وبالتالي هناك عدد كبير من البشر المصابين بالاكتئاب في المجتمع، ولم يتم تشخيصهم، بينما نأمل في معالجتهم ونكون حريصون على تقديم المساعدة لهم.
المقدم: شكرا لك كاتايون. كنت هذا الصباح مع كاتايون حسانبور، وهي الطبيبة النفسية الرئيسية والمتخصصة في الطب النفسي والعلاج النفسي هنا في مركز كوشناخت. نحن رواد عالميون في خدمات الرعاية المبتكرة في مركز كوشناخت، ونعيد ابتكار تجربة الرعاية.