٢١.٠٥.٢٠٢٤ - الصحة النفسية

ما أبعد من الطب النفسي التقليدي: التعمق في العلاج بالأدوية المخدرة. مقابلة مع دكتور جيتا فيد

العلاج بالأدوية المخدرة مقابلة مع د.جيتا فيد

في هذا اللقاء المتعمق، يستكشف دين جوستار وجيتا فايد عالم العلاج النفسي بالمُخدر، مقارنًا إياه بالعلاجات النفسية التقليدية. في حين أن الأدوية التقليدية يتم تناولها عادةً يوميًا، فإن العلاج بالأدوية المخدرة غالبًا ما يتضمن سلسلة من الجلسات المُوجهة التي تهدف إلى فتح مسارات عقلية جديدة ومعالجة الأنماط العاطفية عميقة الجذور. تساعد هذه العلاجات المرضى على التحرر من تكيفهم المعتاد، مما قد يزيد من الإبداع والمرونة العاطفية. ومع ذلك، تؤكد جيتا فايد على أهمية الفحص الدقيق، مُشيرة إلى أن العقاقير المُخدرة ليست مناسبة للجميع، ويجب إعطاؤها في بيئات داعمة وخاضعة للرقابة.




دين جوستار:مرحبًا بكِ في زيوريخ ومرحبًا بكِ في مركز كوشناخت.

دكتورة جيتا فيد:شكرًا جزيلاً لك. إنه لمن دواعي سروري أن أكون هنا.

دج:هل هذه هي المرة الأولى لك في زيوريخ

ج د: لا. لقد كنت هنا لفترة طويلة جدًا أثناء فترة نشأتي، لكن هذه هي المرة الأولى التي أكون فيها هنا في السنوات الأخيرة. لذلك من دواعي سروري أن أكون هنا.

دج: نحن هنا اليوم لمناقشة بعض أعمالك المتعلقة بالمواد المخدرة النفسية، وكل ما يخص مجال العلاج بالمخدر الذي يظهر حاليًا في مجال رعاية الصحة النفسية والعقلية. لذلك، أولاً وقبل كل شيء، أود أن أطرح عليكي بعض الأسئلة حول خلفيتك. لماذا قمتي باختيار الطب النفسي؟ لماذا لم تُصبحي محامية أو خبيرة مالية؟ ما الذي دفعكِ إلى مجال الطب النفسي؟

ج د: إنه حقًا سؤال جيد. أعتقد أن فضولي تجاه الناس هو الدافع وراء ذلك. في الواقع، طوال حياتي كنت دائمًا في حيرة شديدة من الناس والحالة الإنسانية. حتى في طفولتي، لاحظت الطريقة التي يتصرف بها الناس، وكيف أنهم يتصرفون، في كثيرٍ من الأحيان، بطريقة تتعارض مع ما يقولون. وأحاول فقط أن أفهم العالم من حولي. أعتقد أنه من أجل الشعور بالأمان فحسب، وأن أكوّن روابط وعلاقات التي أعتقد أنها أمر حيوي بالنسبة للطفل للشعور بالأمان والانتماء. وسرعان ما أدركت أنه كان علي أن أستمع عن كثب إلى تجربة الشخص حتى أتمكن من الدخول إلى عالمه. لذلك، وبطرق عديدة، كان الارتباك بشأن العالم من حولي ومحاولة الدخول إليه والشعور بالأمان هو الطريقة التي تنقلت بها في مرحلة الطفولة المبكرة، حيث أستمع إلى الناس، وأسمع قصصهم ورواياتهم، وفي الواقع، دون أن أشعر، كانت تلك هي بداية تدريبي في الطب النفسي ودراسة الناس. لذا، مع تقدمي في العمر، أصبح الأمر مناسبًا تمامًا.

دج : حسنًا. شكرًا لكِ. أحد المواضيع الرئيسية التي سنناقشها هنا هو المواد المخدرة النفسية، والتي من الواضح أنها أصبحت بارزة جدًا الآن.

ج د: نعم.

دج: هناك الكثير من الاهتمام الإعلامي والكثير من المشاريع البحثية الجارية في جميع أنحاء العالم. من أين أتت هذه المرحلة الجديدة في فهم إمكانات المُخدر في العلاج النفسي، ومن أين نشأت؟ ما أحاول اكتشافه أو سؤالك عنه هو أننا انتقلنا من مكان كان فيه العلاج بالمخدرات شيئًا جديدًا، كما كان الحال في الخمسينيات والستينيات. وفي الواقع، الأسبوع المقبل هو "يوم الدراجة"، على ما أعتقد. الجمعة القادمة

ج د: هذا مثير للاهتمام. نعم. عيد الدراجة هو يوم بارز جدًا في سويسرا. ربما يمكنك مشاركة الناس بأهمية ذلك. أتخيل أنه أمرًا هامًا في سويسرا.

دج: لا أعرف إذا كان الأمر مهمًا هنا، لكنه بالتأكيد يُمثل أمرًا كبيرًا بين مجتمع المتعاطين للمخدرات. وعيد الدراجة هو يوم 19 أبريل، وهو اليوم الذي تناول فيه الدكتور ألبرت هوفمان لأول مرة جرعة كبيرة جدًا من حمض الليسرجيك، أو ما يُعرف بعقار إل إس دي LSD، وبدون أن يفهم كيف سيؤثر ذلك عليه، ركب دراجته وقام بالرحلة من مكتبه إلى منزله وهو تحت تأثير جرعة كبيرة من المخدر. إنها حقًا أول رحلة مُسجلة لحمض الليسرجيك LSD حدثت على هذا الكوكب.

ج د: وقد حدث ذلك في سويسرا.

دج: نعم، وقد حدث ذلك في بازل على ما أعتقد.

ج د: بالضبط.

دج : نعم. نعم.

ج د: أعتقد أن ما تسأل عنه هو أنه كان هناك الكثير من الأبحاث المبكرة، بدءًا من الرواد الأوائل، لإظهار مدى فائدة المخدرات في علاج الحالات العقلية.

دج : صحيح.

ج د: ولذا كان هناك الكثير من الاهتمام حول العلاج النفسي بالمواد المخدرة، وكيف أن الرحلات والتجارب عبر النفس، من خلال استخدام هذه الأدوية، يمكن أن تكون مفيدة لأنواع الإدمان المختلفة وإدمان الكحول وعلاج اضطرابات الشخصية، وكذلك علاج الصدمة العاطفية، وعلاج نوبات الاكتئاب، وجميع أنواع الاضطرابات العصبية والعلاجات. وبعد ذلك تم إيقاف كل شيء بسبب حظر حرب المخدرات، والشعور بأن هذه الأدوية خطيرة للغاية. وكان هناك الكثير من البيانات التي بدت واعدة للغاية لدرجة أن الباحثين بدأوا في النظر فيها مرة أخرى، وأدركوا أن الكثير من المخاطر قد تم تضخيمها لأسباب سياسية واجتماعية، وأن هذه الأدوية في الواقع لم تُعتبر خطيرة على الإطلاق. في الواقع، كان هناك الكثير من الأبحاث التي تشير إلى أن المخاطر الحقيقية أقل أهمية من المواد التي نستخدمها بشكل عفوي، والتي لم يتم جدولتها بأي شكل من الأشكال، مثل الكحول، الذي يعتبر أكثر خطورة وأكثر إشكالية بكثير من المخدرات. ومعظم المواد المخدرة لم تظهر حتى أنها تُسبب الإدمان. لذلك فقد فُتح الباب من جديد أمام موجة من الاهتمام والبحث. وفي البداية، كان من الصعب جدًا دراسة هذه الأدوية لأنها كانت مجدولة بشدة، حتى أنه كان أمرًا ليس هينًا بالنسبة للمؤسسات الطبية للحصول على ترخيص للسماح بدراستها. أتذكر بعض الأبحاث المبكرة التي أُجريت في المركز الطبي بجامعة نيويورك عن السيلوسيبين، لعلاج القلق وعلاج نوبات الاكتئاب، لم يشعروا بالارتياح حتى لوجود الدواء في المركز الطبي، وكان لا بد من تخزينه في خزانة في كلية طب الأسنان. لذلك أصبح العمل مع هذه المركبات أمرًا صعبًا للغاية، حتى بالنسبة للباحثين. والآن، حتى في السنوات الأخيرة، تغير ذلك بشكل كبير. أنت الآن تحصل على منح من منظمات محترمة حقًا لدراسة هذه الأدوية بشكل متعمق. والسبب في ذلك هو أنها أظهرت الكثير من الأمل. وبالطبع، لدينا أزمة في الصحة العقلية، لذا نرحب بشدة بأي نهج أو علاجات جديدة. وكانت الأبحاث مثيرة وواعدة حقًا.

دج: وكيف انخرطتِ في هذا المجال بالذات من الطب النفسي؟

ج د: حسنًا، لقد اهتتمت دائمًا بما هو أكثر من مجرد التشخيص والعلاج، وهو ما أصبح عليه الطب النفسي في السنوات الأخيرة. يميل الطب النفسي إلى التأرجح بين النهج النفسي والنهج البيولوجي. وفي السنوات الأخيرة، أصبحت النظريات والمنهجيات البيولوجية في المقدمة. ومن المؤسف أنها فشلت بالفعل في أن تكون فعالة بالقدر الذي نفضله. لقد تدربت كطبيبة نفسية، لكني في الواقع أصبحت مهتمة جدًا بالتحليل النفسي لأنه يتناول ما هي أسس هذه الأعراض التي نواجهها جميعًا أو المرضى الذين يأتون لزيارتي. ما هي قصصهم؟ ما هي حقًا السمات الأساسية التي قد تؤدي إلى مرونة أعمق أو تغيير داخل الإنسان الذي أعمل معه؟ أو حتى كيف يمكنني استخدام نفسي لمساعدة شخص آخر؟ تلك كانت خلفيتي، كنت أبحث حقًا في هذه الأسس، والمخدرات تمنحنا وصولًا أعمق إلى اللاوعي أو إلى طبقات مختلفة من الذات. شخصيًا، لقد تعرفت عليهم من خلال الزملاء. لقد كان من حسن حظي العمل مع الكثير من الزملاء ذوي الخبرة الكبيرة والأكبر سنًا، لذا كان لهم امتياز العمل مع بعض الرواد في هذا المجال. كما أن أحد أصدقائي المقربين الأكبر سنًا هو أيضًا محلل نفسي، عمل مع همفري أوزموند، وهو طبيب نفسي كندي ابتكر مصطلح المخدرات النفسية. وكان مشهورًا بإجراء الكثير من الأبحاث حول عقار إل إس دي وإدمان الكحول. وكانت النتائج مذهلة. لذلك كان يخبرني كيف، في تلك الأيام، كان بإمكانك كتابة رسالة إلى ساندوز والحصول على قارورة من عقار إل إس دي عبر البريد للقيام بإجراء بحثك الخاص، والذي كان بالنسبة له يتضمن في الواقع تناول عقار إل إس دي مع الأصدقاء وجمع بعض البيانات، وإن لم يكن بحثًًا قويًا. وحقًا أذهلتني قصصه، كم كانت مفيدة، وما كان يشاهده. ولم أكن أعتقد حقًا أن هناك أي احتمال في هذا اليوم وهذا العصر أن تصبح فترة البحث بأكملها أو حتى التوفر السريري سارية المفعول. لذلك كان من المذهل جدًا مدى السرعة التي أصبح بها الأمر.

دج: هنري أوزموند، هل هو الشخص الذي عمل مع بيل دبليو من جمعية المدمنين المجهولين AA وأعطى بيل دبليو بعض جرعات عقار إل إس دي؟

ج د: أعتقد أنه ربما كان هو أو أي شخص آخر في هذا المجال برمته.

دج : حسنا.

ج د: لست متأكدة من أنه هو هذا الطبيب النفسي بالتحديد، ولكن من المدهش رؤية التأثير.

إقامة فاخرة برنامج الرعاية المستمرّة المخصّص في سويسرا

دج: ما هو نوع التشخيص النفسي الذي يتناسب جيدًا مع استخدام المهلوسات كعلاج نفسي؟

ج د: في البداية، لقد تناولت الكثير من الأبحاث السرطان في مرحلة انتهاء الحياة والقلق والاكتئاب. عندما تُصاب بالسرطان، أو القلق من انتهاء حياتك، أو الاكتئاب، أو الأفكار المتعلقة بأمراض تهدد حياتك. ولكن منذ ذلك الحين كان هناك الكثير من الأبحاث التي تنظر في الاكتئاب المقاوم للعلاج، والاكتئاب الشديد. لقد أجروا الكثير من دراسات الإدمان، واضطراب ما بعد الصدمة. لذلك كانت هناك مجموعة متنوعة من المؤشرات. لكنني أعتقد أن الشيء الأكثر إثارة حول المواد المخدرة، على الرغم من أننا في الطب النفسي نحب أن نفكر في تشخيصات مختلفة، هو أن هناك فكرة ظهرت مفادها أنه ربما يكون للمخدرات إمكانات تشخيصية عابرة. وما يترجم ذلك حقًا هو أن المخدرات يمكن أن تصل في الواقع، بدلًا من أن نفكر في تشخيصات مختلفة، إلى بعض الأسس التي تكمن وراء كل هذه التشخيصات. لذلك يمكنك فعليًا الوصول إلى اللبنات الأساسية، التي تجعل نظام التشخيص مفككًا قليلاً، للمساعدة فعليًا في أسس الأشخاص أو اللبنات الأساسية للشخصية أو العجز الأساسي الذي قد يكمن وراء هذه التشخيصات. لذلك، في بعض النواحي، ربما يمكن للمخدرات النفسية أن تساعد في علاج جروح التعلق، وعجز الشخصية، ويمكن أن تكون مفيدة في جميع المجالات.

دج: لقد ذكرت الاكتئاب المقاوم للعلاج.

ج د: نعم.

دج: أنا فقط أتساءل، ماذا يعني الاكتئاب المقاوم للعلاج؟ هل يوجد تعريف له؟

ج د: نعم. عندما يتم تشخيص إصابة شخص ما بالاكتئاب، وهو ما يعني في الأساس أنه كان يعاني لفترة طويلة من اكتئاب شديد الخطورة يُضعف حقًا أداء الفرد ورفاهيته، عندما لا يستجيب لعدة دورات من العلاجات المختلفة بمضادات الاكتئاب، وهو للأسف ليس بالأمر النادر، حيث يتم بدء علاجهم بفئة من الأدوية، ولا يكون لديهم بالضرورة استجابة قوية، فينتقلون إلى مجموعة أخرى من الأدوية، وإذا فشلوا مع مجموعة ثالثة أيضًا، فللأسف، علينا أن نقول إنهم مقاومون للعلاج لأن العلاجات التقليدية لا تخدمهم بشكل صحيح.

دج: وهل أظهرت بعض الأبحاث أنه في حالات الاكتئاب المقاوم للعلاج، كان استخدام العقاقير المخدرة داعمًا في مساعدة المرضى؟

ج د: نعم. لقد كان الأمر مثيرًا للاهتمام حقًا. أنا خبيرة في الكيتامين، لذلك أعالج باستخدام الكيتامين، وهو بالفعل الدواء المتوفر على نطاق واسع الآن وغير خاضع للتنظيم، لذا فهو ليس أول مخدر نفسي، وقد ثبت أنه فعال وسريع المفعول في حالة الاكتئاب المقاوم للعلاج. كانت هناك أيضًا دراسة أخرى مثيرة للاهتمام في مجلة نيو إنجلاند الطبية، والتي قارنت السيتالوبرام، وهو أحد مضادات الاكتئاب الرائدة التي نستخدمها، مع السيلوسيبين. وكان من المثير للاهتمام أنهما تطابقا تمامًا، وكانت جرعة واحدة من سيلوسيبين مكافئة في الفعالية . لقد كانت دراسة مثيرة للاهتمام حقًا. لذا، لا يتعين عليك تناول هذه الأدوية بشكل يومي، لكنني وجدت أنها فعالة بقدر فعالية أحد مضادات الاكتئاب الرائدة، بطريقة ما. وأعتقد أن ما كان أكثر إثارة للاهتمام هو البيانات الثانوية، حيث بالإضافة إلى قائمة التحقق من الشعور بالتحسن، فقد ساعدت هذه الأدوية في بعض الحالات النفسية، والطريقة التي يشعر بها المرء تجاه نفسه، والتعاطف مع الذات. لذلك، في بعض النواحي، كانت هناك بعض التدابير الصحية التي تم تحسينها، والتي عادةً لا يمكن معالجتها بمضادات الاكتئاب التقليدية. وبطبيعة الحال، فإن تحمل الآثار الجانبية يكون أفضل بكثير إذا لم يكن عليك تناولها بشكل يومي. لأنه للأسف، الكثير من العلاجات التقليدية لدينا، برغم كفائتها، تأتي مصحوبة بقدر لا بأس به من الآثار الجانبية، مما قد يعطل الفائدة بشكل عام.

دج: هل ترى وقتًا في المستقبل حيث تصبح المخدرات دواءً تقليديًا وتصبح بمثابة أداة الطب النفسي في الخط الأول؟

ج د: أتمنى ذلك. أتمنى ذلك حقًا، وأتطلع إلى هذه الإمكانية. ولكن كما هو الحال مع كل شيء، الأمور أكثر تعقيدًا مما تبدو عليه. لذلك كان هناك الكثير من الإثارة حول المواد المخدرة النفسية. والمخدرات ليست بالرصاصة السحرية، لذلك أعتقد أنه ستكون هناك أيضًا بعض خيبات الأمل، كما حدث مع عقار بروزاك في الثمانينيات. عندما ظهر، اعتقدنا أن وجدنا الحل، العلاج البيولوجي. ولم يكن الأمر كما كان مأمولًا. وأعتقد أنه مع المواد المخدرة النفسية، سنرى بعض خيبات الأمل لأن تلك المواد نفسها هي علاجات جديدة قوية للاكتئاب والقلق وغيرها من الحالات. لكن أحد التطبيقات التي أعتقد أنها أكثر إثارة هو عندما يتم استخدامها كمحفز، ليس فقط لتأثيراتها البيولوجية، ولكن كمحفز للسماح للعلاجات النفسية الأخرى بالعمل بالتوازي مع المخدر. العلاجات النفسية، كما تعلمون، تحدثنا عن كيف أننا في الطب النفسي أحيانًا نميل نحو العلاجات النفسية وننتقل نحو العلاجات البيولوجية. أعتقد أنه عندما تدمج الاثنين، سيكون لديك آلية عمل أكثر قوة. وهذا ليس مفاجئًا لأنك تعمل بالفعل على نظامين بدلاً من نظام واحد.

دج: هل يمكنكِ أن تخبريني المزيد عن هذا التكامل؟ العلاج النفسي بالمخدر، هل يحدث الأمران في نفس الوقت؟ فهل يتناول العميل أو المريض المخدر ويتم تطبيق العلاج النفسي أثناء شعوره بتأثيراته أم يتم ذلك في وقت آخر؟

ج د: نعم، إنه سؤال جيد. في الواقع، يتم الأمر على ثلاث مراحل. لذلك نقوم بتقسيمها إلى ثلاثة مكونات مختلفة. هناك مرحلة التحضير للجلسة، وهو جانب مهم جدًا من العلاج النفسي نفسه. بناء العلاقة العلاجية، بناء الثقة، مساعدة المريض على الشعور بالأمان، وتثقيف المريض. وأعتقد أن الشيء الأكثر إثارة والفريد من نوعه فيما يتعلق بالعلاج النفسي بالمخدرات هو أنه لا يوجد الكثير من الأدوية، حيث عندما تتناول عقارًا ما، ستؤثر العقلية التي تدخل بها الجلسة على التجربة. مثلاً، أستطيع أن أعطيك دواء بروزاك في أي مكان في العالم وفي أي وقت سواء كنت حزينًا أو سعيدًا، لا يحدث ذلك فرقًا، سيكون لديك نفس التأثير الدوائي بشكل أو بآخر. أما مع المُخدر، عقليتك، ما تشعر به، ما تتوقع أن تشعر به، ومدى شعورك بالأمان أو بعدم الأمان يمكن أن يؤثر بالفعل على مسار التجربة نفسها. لذا يُعد التحضير جانبًا قيمًا من التجربة حيث نضع النوايا ونُعِد الشخص جيدًا لتجربته. ثم هناك مرحلة الجلسة نفسها، جلسة الجرعات، عندما يتم إعطاء العلاج أثناء التجربة، وهذه المرحلة لها مكونات عديدة أيضًا. والمرحلة الثالثة هي ما بعد الجلسة، حيث تكون تأثيرات الجلسة قد انتهت، ولكن لا يزال هناك تطور ومعالجة يمكن أن تستمر لعدة أيام، وأحيانًا حتى عدة أسابيع بعد الجلسة. وخلال تلك الفترة، يُعد الدعم مفيدًا حقًا لتعزيز تلك الفترة والاستفادة منها بشكل أفضل. لذا فهي دورة مكثفة.

دج: عادةً ما يتم وصف الأدوية النفسية التقليدية على مدار فترة زمنية، حيث قد يتناول الشخص الدواء يوميًا. لكن ماذا عن المواد المخدرة؟ هل هو حدث لمرة واحدة أم أنها تتم كدورة علاجية؟ كيف يحدث ذلك؟

ج د: أود أن أقول أن الأمرين يحدثان معًا، لكن عادةً ما يكون ذلك بشكل تسلسلي. معظم الدراسات والخبرات التي اكتسبتها، عادةً ما تكون بدء عملية، افتتاح، ويمكنك حقًا تدريب عقول الناس وأجسادهم على تعلم كيفية الخروج من الخوف وأنماط التكييف. يعيش معظمنا في حالة اعتيادية، وهي في الواقع الأنماط التي أنشأناها في حياتنا المبكرة، والتي نستمر في توظيفها، ولهذا السبب نكون معروفين بالنسبة لعائلاتنا وأصدقائنا. ويصبح ذلك، كما تعلمون، منطقة الأمان لدينا، ولكنه أيضًا يشكل نوعًا من القيود في حياتنا اليومية. والكثير من مواهبنا تكون محدودة حقًا لأننا نقوم بنفس الحركات مرارًا وتكرارًا. وأعتقد أننا نرى هذا في الناس، فنحن لا نميل إلى التوسع بقدر ما كنا عليه كأطفال، وكبالغين. صحيح؟ نرى كيف أصبحنا أكثر ضيقًا، وأكثر تقييدًا، وأكثر صرامة، بشكل عام، ونلاحظ فجأة الأفراد الذين، مع تقدمهم في السن، ما زالوا أحرارًا ومنفتحين ولديهم أفكار جديدة. تسمح لنا المواد المخدرة حقًا بالانفتاح على أنفسنا، وتجاوز تلك الهياكل المقيدة، وتسخير المزيد من إبداعنا وخيالنا، والحصول على المزيد من عقلية الطفل لرؤية الأشياء بشكل مختلف، وليس الانغلاق على وجهات النظر.

دج: حسنًا، يعجبني حقًا ما ذكرتيه عن اتباع نهج أكثر عقلانية لتأثير المواد المخدرة، حيث أنها ليست الحل السحري، ولن تعالج الصحة العقلية في جميع أنحاء العالم. هل هناك مجموعة معينة من العملاء الذين سيعمل المخدر معهم بشكل أفضل؟ وهل هناك مجموعة معينة من العملاء ربما ينبغي عليهم تجنب العلاج بالمخدرات؟

ج د: أعتقد أن هناك العديد من التطبيقات المختلفة لهذه العقاقير. لذلك أعتقد أنها تُغطي نطاقًا واسعًا من الأشخاص الذين قد يكونون مؤهلين أو قد يستفيدون. لكن هناك أيضًا حاجة إلى الفحص الدقيق، حيث أنه على الرغم من وجود تطبيقات مختلفة، وسأعطيك مثالاً، فقد يأتي شخص ما إلى مكتبي وهو في حالة عدم استقرار شديد، ويُعاني من اكتئاب شديد وميول انتحارية كبيرة، قد يستفيد هذا الشخص من علاج الكيتامين الوريدي، وهو مضاد للاكتئاب سريع المفعول يمكن أن يساعد في القضاء على الأفكار الانتحارية على الفور. إنه الدواء الرائد لمكافحة الانتحار. وحتى بدون علاج، يُمكن استخدامه كعامل دوائي سريع المفعول لقطع تيار الأفكار السلبية، وجعل الشخص يشعر بالتحسن على الفور. إنها استجابة تراكمية، لذلك يجب أن تحصل على بعض العلاجات. لن تكون هناك طلقة واحدة لإصلاحها، ولكن طلقة واحدة يُمكن أن تكسر تلك الدورة، ومن ثم تحتاج إلى تسلسل علاجي لمواصلة ذلك. ولكن عندما يكون الشخص مستقرًا بالفعل، ربما بعد عدة أسابيع أو أشهر ويشعر بالفعل بمزيد من الراحة والاستقرار، فإنه في بعض الأحيان سيتحول إلى جلسات أقل تكرارًا، ولكن مع المزيد من العلاج بالكيتامين للانتقال إلى العلاج النفسي المخدر، لمحاولة التعرف على الأسباب الأعمق التي ألقت بهم في تلك الأزمة من البداية. لذلك هناك العديد من الطرق المختلفة للقيام بذلك. أنا أعمل أيضًا مع أشخاص يُعانون من قلق عام، ربما لا يعانون من أعراض كبيرة، ولكنهم ما زالوا يعانون بشدة. ووجدت أنهم يمكنهم الابتعاد عن العلاجات النفسية التقليدية التي استخدموها لفترة طويلة، مثل بعض الأدوية المخدرة الكلاسيكية، أنا آسفة، أقصد مضادات الاكتئاب، والتحول إلى علاج أقل تكرارًا مع المساعدة في الوصول إلى بعض الأسباب الجذرية وبناء القدرة على التكيف مع ما قد أدي إلى ظهور هذه الأعراض أو الضيق في المقام الأول. ولكن هناك أشخاص يجب عليهم تجنب هذه العقاقير، وهذا يتطلب تقييمًا سريريًا دقيقًا للغاية. هناك بعض الموانع الطبية لاستخدام تلك المواد مثل الأشخاص الذين يُعانون من حالات طبية غير مستقرة. لذا يجب أن يتمتع الشخص بصحة جيدة حقًا، وألا يعاني من بعض الحالات الطبية، مثل ارتفاع ضغط الدم غير المستقر، والذي يجب علاجه على أي حال، ولكن بالتأكيد التقلبات الشديدة في ضغط الدم، إذا كنت تعاني منه بالفعل، فقد يكون ذلك خطرًا طبيًا. لذلك يجب التأكد من استقرار الحالة الصحية للشخص. ولكن أيضًا من الناحية النفسية، عليك التأكد من عدم وجود أي ظروف قد تجعل حالة الشخص تزداد سوءًا. إذا كان الشخص مصابًا بالفصام النشط، فإن إعطاءه مخدرًا قد يؤدي إلى حالة أكثر تشوشًا وارتباكًا. إذًا، فهذه أدوية قوية جدًا، وفي ظل الظروف والدعم المناسبين، يمكن أن تكون رائعة. لكنها ليست للجميع، وليست حلوى. لقد رأيت الكثير من الأشخاص الذين جلبتهم عائلاتهم، والذين قرأوا كل الأبحاث وسارعوا إلى تناولها دون أن يُدركوا أن لديهم تاريخًا عائليًا قويًا من مرض انفصام الشخصية ثم وقعوا في مأزق حقيقي. وأحيانًا يكون من الصعب علاج هذه الحالات التي كانت كامنة. لذا أود حقًا أن أدعو إلى الحذر الشديد وعدم التسرع في تجربة هذا أو القيام بذلك بنفسك في المنزل.

دج : حسنا. أريد أن أطرح عليكي سؤالًا حول الفرق بين شخص يتناول مخدرًا في بيئة ترفيهية، وفي بيئة سريرية. مثل، هل الأشخاص الذين يتعاطون المخدر في حفلات الرقص يعالجون صدماتهم بأنفسهم؟

ج د: إنه سؤال مثير للاهتمام حقًا، أليس كذلك؟ أعتقد أن التواصل الاجتماعي يمكن أن يكون علاجيًا بشكل كبير. أعتقد أننا نعلم أنه عندما نكون منعزلين ووحيدين، غالبًا ما نشعر، كما تعلم، أننا لسنا بخير، ونشعر بمعاناة أكبر. على الرغم من أنني أعتقد أن هذا أمر صعب للغاية، لأن هناك الكثير من الأشخاص الذين يشعرون بقدر كبير من الانفصال والوحدة، حتى داخل المجتمعات أو داخل العائلات. لذلك ليس من السهل الحكم على ذلك من الخارج. لكن بالطبع، أعتقد أن هناك بعض الجوانب التي يمكن اعتبارها ذات قيمة. والمخدرات النفسية في المجتمع، حتى في الأبحاث التي لا يتم إجراؤها في المختبرات، ولكن يتم جمعها فقط من خلال التقارير، يبدو أن هناك لها بعض القيمة. على الرغم من أنني أود أن أقول بشكل عام، حتى عندما أتحدث إلى الأفراد الذين أعمل معهم والذين استخدموا الكثير من العقاقير الترفيهية في الكلية أو في مهرجان Burning Man، لست متأكدة إذا كانوا أكثر صحة عقلية أو أكثر استنارة. لكن كما تعلم، هذا لا يعني القول بأنه لا يمكن أن تكون هناك بعض القيمة العلاجية لهذه المواد. يعتمد بعضها على النية، وبعضها يعتمد في الواقع، على ما أعتقد، على المجموعة والإعداد والاتجاه. كما تعلم، لقد عمِلت مع أفراد استخدموا المخدرات النفسية في حفلات الرقص والغناء، وقد أُصيبوا بالصدمة عندما جاءوا إلى مكتبي لأن التجربة، حتى لو كانوا يتناولون نفس الدواء، مختلفة تمامًا. جزء من ذلك، بالطبع، هو أنك لا تعرف أبدًا ما الذي تحصل عليه عندما تتعاطى مخدرًا ترفيهيًا تحصل عليه في الشارع. أنت لا تعرف ما إذا كنت تحصل بالفعل على المادة الفعالة. وبعضه أيضًا عندما يتعين عليك فعليًا البدء في العملية الخاصة بك، لاحظ الأفراد أن الأمر لا يقتصر على السلام والحب وقضاء وقت ممتع فحسب، بل إنه في الواقع مقابلة مع نفسك. والتي يمكن أن تكون تجربة جميلة جدًا، ولكنها يمكن أيضًا أن تُثير الكثير من المشاعر التي لم تتم معالجتها، والتي من الجميل أن يكون لديك موقف للعمل من خلاله، ولكن يمكن أن يتطلب الكثير من العمل العاطفي لأن هذا، بعد كل شيء، علاجًا نفسيًا وهناك فائدة لذلك. لكنها عملية مختلفة تمامًا.

دج : حسنا. هل هناك بعض القيمة العلاجية تعود على الأشخاص الذين يستخدمون هذه الأدوية بشكل ترفيهي؟

ج د: أود أن أقول إنني لاحظت فرقًا، لأنني أعتقد أن الأشخاص الذين جربوا المخدر على الأقل لديهم مستوى من الراحة معه. لذا، هناك خوف أقل، وقلق أقل. عادةً، أعتقد أننا جميعًا، إذا لم نقم بتعاطي أي من هذه المواد الجديدة، خاصةً عندما تقرأ عنها، فهي شديدة جدًا، وأعتقد أننا نأتي بالخوف من "ماذا لو كان لدي رد فعل سيئ" أو "ماذا لو فقدت عقلي؟" أعتقد أن هذه مخاوف طبيعية. هذه هي المخاوف التي كانت لدي عندما اسمع عن المخدرات، أو قبل أن أتناول المخدر، فكرت، حسنًا، ماذا لو كان لدي رد فعل سيئ؟ ماذا لو فقدت عقلي؟ ماذا لو كان لا يعمل بالنسبة لي؟ وهذه مواضيع صعبة للغاية بالنسبة للأفراد الذين يعانون. لذلك أعتقد أن الشخص الذي تعاطي مخدرًا ولديه بعض الخبرة، لديه إحساس بما هو غير عادي، لديه إحساس بكيفية بدئها، وكيفية خروجها . إنهم يثقون في عقولهم. إذن هناك استعداد. وإذا لم يكن لديهم ذلك، فإن مرحلة الإعداد بأكملها تصبح أكثر أهمية.

دج : حسنا. لدي سؤال واحد الآن أريد أن أطرحه وأعتقد أنه قد يكون مفيدًا. لذلك هناك العديد من المواد المخدرة النفسية التي يتم البحث فيها. على سبيل المثال، هناك الكيتامين، وهناك عقار إم دي إم ايه.

ج د: صحيح.

دج: هناك عقار إل إس دي، وهناك السيلوسيبين، والعديد من المواد الأخرى.

ج د: صحيح.

دج: هل تأثير كل هذه المواد المخدرة النفسية متشابه أم أنها متنوعة جدًا، هل هي متنوعة جدًا في النتيجة النهائية؟

ج د: هذا سؤال جيد حقًا. أود أن أقول أولاً وقبل كل شيء، أعتقد أنهم متنوعون أحيانًا في الطريقة التي يعملون بها في الجسم، والمستقبلات التي يُصيبونها. يعمل عقار إم دي إم إيه بشكل مختلف تمامًا عن الكيتامين، والذي يعمل بشكل مختلف تمامًا عن عقار إل إس دي. حتى أنهم يعملون على مستقبلات عصبية مختلفة في الدماغ. لذا فإن آلية عملهم مختلفة تمامًا. ومِن ثَم يُمكن أن تكون التجربة نفسها مختلفة تمامًا باختلاف الأدوية. كما تعلم، سيسمح عقار إم دي إم إيه للناس بالشعور بالأمان التام في مكان مفتوح شديد الحرارة. أقل اعتمادًا على عقولهم المفكرة، وأكثر اعتمادًا على عقولهم العاطفية. وفي هذا المجال الأمن، يُمكنهم حقًا الغوص بكل أريحية في الذكريات المأساوية والمؤلمة، والتي تأتي بشكل تلقائي تقريبًا، ليتم النظر إليها ومعالجتها والشفاء منها. لذا، فهي تجربة مختلفة تمامًا أثناء جلسة MDMA، وهي جلسة طويلة جدًا، وتستمر من 3 إلى 6 ساعات. وهذا يتناقض تمامًا مع شيء مثل LSD، فهي تجربة طويلة جدًا، مدتها 12 ساعة. بجرعة مكثفة للغاية، فيبدأ بأعلى تركيز له ثم يتلاشى ببطء، على مدار الـ 11 ساعة المتبقية، ويستمر في فعاليته تمامًا، وأحيانًا في موجات متكررة. لكنها حالة نشطة للغاية حيث يكون لديك الكثير من الانطباعات الحسية، والكثير من المعلومات القادمة من الداخل والخارج، والتشوهات البصرية، والكثير من المعرفة القادمة من خلال هذه الأنماط المختلفة للتجربة. لذا، أحيانًا يتعرف الناس على أنفسهم من خلال الصور البصرية التي يرونها من حولهم أو عندما يغمضون أعينهم أو من خلال عوالم حسية مختلفة، حتى مثل تنزيل المعلومات من خلال الموسيقى أو من خلال التأمل أو من خلال التجربة الجسدية. لذا، كما تعلم تمامًا، نحن نسمي ذلك تآلف الحواس، حيث يحدث كل هذا الخلط بين الأحاسيس المختلفة، وهو مختلف تمامًا عن الكيتامين، الذي هو قصير المفعول، ويستمر حوالي 40 دقيقة فقط عندما يتم إعطاؤه عن طريق الحقن. وخلال تلك المدة، تكون التجربة تأملية تمامًا اعتمادًا على الجرعة. إنه يُسمى مخدر انفصالي. مخدر فصامي في الواقع. لكن في الجرعات المنخفضة، تكاد تنفصل مكونات الذات. تشاهد العقل، وترى التيار العاطفي، والتيار الجسدي، ويُصبح لديك منصة لمراقبة كيف أنك مبنيًا هيكليًا. لذلك يمكنك أن تتخيل أن التجربة نفسها مختلفة تمامًا. ويمكن أيضًا أن تكون التأثيرات اللاحقة مختلفة تمامًا. لكني أحب استخدام هذا التشبيه، إنه تقريبًا كما لو أنه يمكنك التعرف على نفسك أو تطوير نفسك من خلال تجارب مختلفة، تمامًا مثل، كما تعلم، أعتقد أننا جميعًا ننمو ونتعلم عن أنفسنا من خلال السفر إلى بلدان مختلفة. يمكنك الذهاب إلى الهند والتعرف على نفسك أو الذهاب إلى أوروبا والاستمتاع بتجربة مختلفة عن نفسك. وبالنسبة لبعض الناس، كان بإمكاني رؤيتك، ومقابلتك، والتحدث معك وأقول، لا، لا، لا، يجب عليك الذهاب إلى، لا لا تذهب إلى الهند. ستكون مرتبكًا بعض الشيء. لماذا لا تبدأ وتذهب إلى أمريكا أولاً، ومن هناك ستتعرف على نفسك. وهذا مثل الطريقة التي أحب أن أفكر بها في الأدوية، لأنه يمكنك حقًا أن يكون لديك إحساس، بناءً على الفرد، حول الطريقة اللطيفة لهم لاستكشاف أنفسهم. الشخص المصاب بصدمة نفسية ويواجه صعوبة كبيرة في البقاء بمفرده، قد يكون البدء بتعاطي عقار إم دي إم إيه مكانًا جيدًا لأن ذلك سيسمح له بالانفتاح على الأمان وعدم الانفصال. في حين أن الشخص الذي يكون من النوع المسيطر إلى حد ما، للحفاظ على الأمان، يكون مهووسًا للغاية، فقد تكون هذه بداية جيدة، ولكن مع شيئًا أقصر مدة، حيث لا يضطر الشخص إلى فقد السيطرة لأكثر من 20 إلى 40 دقيقة، مثل استخدام جرعة منخفضة من الكيتامين، وقد تكون نقطة بداية أفضل. لذلك يمكنك حقًا أن تصبح ماهرًا ومتمرسًا في محاولة التقييم، لكن كما تعلم، للأسف في هذه اللحظة، هناك بعض الاختيارات مقيدة بالقانون لأن الكثير من هذه الأدوية متاحة فقط خلال بروتوكولات البحث. ولكن في المستقبل، نأمل أن يكون لدينا طرق أكثر تطورًا لتقييم سبب تفضيل دواء ما لشخص ما على الآخر.

دج: إذًا في ممارستك الإكلينيكية، كيف واجهت الفرق بين العملاء الذين يعانون من الصدمة أو اضطراب ما بعد الصدمة ويحتاجون إلى علاج الصدمة العصبية، والفرق بين هؤلاء العملاء الذين يستخدمون العلاج النفسي المخدر والعلاج النفسي التقليدي؟

ج د: حسنًا، أود أن أقول إن العملية مختلفة حقًا، وسأعطيك مثالاً حتى تتمكن من الحصول على فكرة عما يبدو عليه الأمر في الجلسة. بالفعل لقد عالجت شابة ذكية جدًا ومبدعة للغاية وكانت طالبة جامعية. قد أتت إليّ لأنها كانت في حالة جيدة إلى حدٍ ما، لكنها لا تزال تعاني من أعراض اضطراب ما بعد الصدمة، على الرغم من العلاج الكثير الذي ساعدها، وقد عانت من تجربتي اغتصاب. وكانت إحداها حديثة، مما أعاد تنشيط الصدمة والإصابة السابقة، وأثناء جلستها، وكانت هذه في الواقع جلستها الأولى مع الكيتامين، كانت لديها تجربة بصرية رأت فيها بُساط معقدًا للغاية، مع الكثير من التفاصيل والجمال، ورأت في ذلك تمثيلاً رمزيًا لنفسها وحياتها بأكملها. وكانت مبهورة من ملمسها وجمالها وتعقيدها. لاحظت أيضًا وجود بقعة كبيرة عليها في منطقة معينة، وأدركت على الفور، في جلسة المخدر، أن ذلك يمثل ويرمز إلى تجربة الاغتصاب المروعة التي مرت بها، وكم رأت أن ذلك كان يجسد إحساسها بمن تكون، وكاد أن يصبح مركز جاذبيتها. كانت تصف لي وتضحك كيف كانت أكبر وأوسع من ذلك بكثير. ولماذا كان هذا مركز جاذبيتها بدلًا من ثراء البساط بأكمله

وكان هناك بالفعل انفصال عن تلك التجربة التي استولت عليها، وهو ما تفعله الصدمة لسوء الحظ، والتحرر الحقيقي منذ تلك اللحظة، والذي استمر في استعادتها لنفسها حقًا والشعور بالذات بشكل أعمق بكثير والهوية والتحرر من عدم وجود الكثير من القوة عليها. أعتقد أن هذا يمنحك فكرة عن مدى اختلاف هذه العملية وكذلك عن مدى سرعتها. والأهم من ذلك، أعتقد أن الإبداع الذي يأتي حقًا من الشخص نفسه، يشبه إلى حد كبير الأحلام. نحن جميعًا، في بعض الأحيان لا نعتبر أنفسنا مبدعين، ولكننا جميعًا، عندما نتذكر أحلامنا، يمكن أن نندهش من القدرة التخيلية حقًا. يبدو الأمر كما لو أن هناك شخصًا آخر بداخلنا هو الذي يخترع هذه الأشياء الغريبة التي تتجمع معًا من مكونات مختلفة. ولكن هذا حقًا هو عقلنا.

دج: هل تتوقعين أن هذا الأمر سيصبح شائعًا في مرحلة ما في المستقبل؟ يبدو الأمر إلى حدٍ ما وكأنه أداة للتنمية الشخصية ولبناء المرونة.

ج د: أعتقد أن الأمر يتعلق بالفعل بتحقيق الذات وتنميتها، والتي أعتقد فعلاً أنها ليست بعيدة عن المعاناة العقلية، لأنني أعتقد أن الكثير من مواقفنا المتعثرة والصدمات التي نواجهها تُحِد من قدرتنا الكاملة على التحقق من الذات. لذا، عندما تتعامل مع تلك العقبات والصدمات، فيترتب على ذلك التحقيق الذاتي وتطوير الذات.

دج: أرغب في أن أسألك عن تدريب المتخصصين الذين سيشاركون في تطبيق الجرعات النفسانية. هل هناك تطور في التدريب؟ هل هو بالتوازي مع البحث؟

ج د: نعم. هناك العديد من البرامج التدريبية الآن التي يتم تصميمها خصيصًا للعلاج النفساني بالمواد المخدرة. وهو أمر معقد إلى حدٍ ما لأننا نقوم بتدريب المعالجين باستخدام بعض هذه الأدوات التي ليست متاحة بالكامل، ولكن هناك تدريب مكثف لتصبح معالجًا نفسيًا لمرضى اضطراب ما بعد الصدمة باستخدام عقار إم دي إم إيه. لذا عليك الدخول في برنامج التدريب الخاص بك، ومشاهدة وتعلم الكثير عن هذا النهج. في السابق، عندما قمت بذلك، كان لدينا أيضًا فرصة حقيقية لتناول إم دي إم إيه وتجربة كيفية تأثيره كمعالج نفسي، لذا لدينا تلك المعرفة داخلنا. الآن قاموا بتغيير ذلك.

لذا، كما تعلم، ما زلنا نقدم ضمن هذا البرنامج التدريبي تجربة حالة غير عادية من العلاج بالتنفس الشامل، المعروف بالهولوتروبيك. بالتأكيد، بالنسبة للكيتامين، فإن الكثير من مراكز تدريب الكيتامين، مثل مركز تدريب الكيتامين الذي التحق به وأنتمي إليه، تقدم إقامة تجريبية حيث يختبر المعالجون أنفسهم في حالات غير عادية عبر الكيتامين، بجرعات منخفضة وجرعات عالية . لذلك هناك الكثير من الطرق المختلفة التي يتم بها تدريب الأشخاص. معظم برامج التدريب عبارة عن وحدات تدريبية. أنا في الواقع المدير السريري الدولي للدورة التدريبية للعلاج النفسي بالمخدرات لمنظمة "عقل الطب" في أستراليا. إن أستراليا مثيرة للاهتمام للغاية لكونها الدولة الأولى التي وافقت من حيث لوائحها التنظيمية، على استخدام كلٍ من عقار إم دي إم إيه والسيلوسيبين. لذا فإن المعالجين والأطباء النفسيين هناك حريصون جدًا على تعلم كيفية التعامل مع هذه الأدوية. ولدينا دورة تدريبية طويلة جدًا حيث لدينا الكثير من الوسائل التعليمية والدروس النظرية، ولكن هناك أيضًا معسكرات، حيث يمكن للأشخاص الاستمتاع بتجربة جرعات غير عادية. نحن نستخدم التنفس الشامل الهولوتروبي، والذي هو لمن لا يعرفونه، تقنية تم تطويرها بواسطة ستانيسلاف غراف. إنه طبيب نفسي من جمهورية التشيك، وكان رائدًا في العلاج النفسي باستخدام عقار إل إس دي. وعندما ظهرت هذه القيود على عقار إل إس دي، طور نهجًا مختلفًا من خلال التنفس السريع الفعلي، والذي تم استخدامه لآلاف السنين في ثقافات مختلفة. لكنه طور أسلوبًا باستخدام التنفس والموسيقى الصاخبة، مع الأكسجين ومستويات متغيرة في عملية التمثيل الغذائي للوصول إلى الحالات غير العادية. ولأن دائمًا ما ننساه هو هذه القدرة، فمرة أخرى، إنها في طبيعتنا البشرية، نحن مبرمجون لهذه الحالات وهناك طرق مختلفة لاستغلال تلك القدرة حقًا. المخدرات المحفزة هي أحد هذه الطرق، وهناك طرق أخرى أيضًا، مثل التأمل أو الحرمان الحسي أو التنفس. يتطلب الأمر الكثير من العمل والوقت والجهد والانضباط، ولكن تم استخدام هذه الأشياء منذ آلاف السنين.

دج: ربما يكون ويم هوف وبراميل الجليد التابعة له هي واحدة أخرى.

ج د: واحدة أخرى. بالتأكيد.

دج: نعم. حسنًا.

ج د: أكثر برودة.

دج: وهل سننتقل إلى مكان حيث، سبب سؤالي لك عن المحترفين هو أنني أريد أن أعرف ما إذا كنا سنصل إلى مكان حيث سيكون هناك بعض الاعتماد الموحد لاستخدام تلك المواد المخدرة في الطب النفسي؟

ج د: أتمنى ذلك. أعتقد أن هناك حاجة فعلية إلى المزيد من معايير الممارسة والرعاية. وأعتقد أن المكان الذي وصلنا إليه هو مرحلة مبكرة جدًا في هذا المجال. عليك أن تكون حذرًا جدًا بشأن مَن تراهم، وكيف يتم تدريبهم، وهل لديهم أوراق اعتماد من شأنها أن تمنح المستهلك الثقة في أن المعالج قادر حقًا على علاجه.

دج: دكتور جيتا، لقد كان من الرائع التحدث إليكِ اليوم. لديك الكثير من المعرفة والخبرة ولقد تعلمت منكِ الكثير حقًا. وأشكركِ على قضاء بعض الوقت معي ومع مركز كوشناخت ومشاركة معرفتك معنا.

ج د: شكرًا لاستضافتي. لقد كان من دواعي سروري أن أكون هنا.


The link is copied and ready to share!