المذيع: "مرحبا، نحن الآن على موعد مع الدكتور لازلو أوروجي، أخصائي الطب النفسي والعلاج النفسي في مركز كوشناخت.. مساء الخير يا دكتور.
لازلو أورجي: مساء الخير.
المذيع: "وفقًا لمجلة (Men’s Health)، يُعتقد أن حوالي 10 إلى 20٪ من الأشخاص في المملكة المتحدة، و14٪ في الولايات المتحدة، يعانون من أعراض منهكة للاضطراب العاطفي الموسمي المصاحبة لبرودة الطقس، كما يواجه حوالي 6٪ من البالغين في المملكة المتحدة والولايات المتحدة نوبات الاكتئاب المتكررة بشكل موسمي".
أضاف المذيع: "بحسب الإحصائيات، يبلغ متوسط العمر للرجال والنساء الذين يعانون من أعراض الاضطراب العاطفي الموسمي 27 عامًا في هذه الآونة، ما يعني أنه ينتشر بشدة بين الشباب، الأمر الذي أدهشنا جميعًا، وجعلنا نتوجه بالسؤال لدكتور لازلو: ما هو الاضطراب العاطفي الموسمي وكم عدد المصابين به؟
دكتور لازلو أورجي: " للأسف ما تقوله صحيح، ولكي أكون صريحًا لست متفاجئًا بهذه الأعداد، لكنني أتفهم جيدًا ضغوط الحياة اليومية، والتي تجعلنا نتجاهل هذه الأعراض ولا نلقي لها بالًا، أنظر لزملائك في العمل، هل فكرت في الصعوبات التي يواجهونها، فهم يستيقظون كل صباح بعد جهد شاق، ويجاهدون من أجل تحفيز أنفسهم على ممارسة المهام اليومية، ولا يشعرون بهذه الأعراض المؤرقة، ما يؤثر عليهم بالسلب بطبيعة الحال".
المذيع: "ما هي العلامات التي تنذر بهذه الأعراض سواء حدثت مع الشخص أو للمحيطين به، والتي قد تشير إلى أعراض هذا الاضطراب يا دكتور"؟
دكتور لازلو أورجي: " يعتبر الاضطراب العاطفي الموسمي نوع من أنواع اضطرابات الاكتئاب الرئيسية، ويعاني المصابون به من بعض الأعراض المصاحبة له، مثل:
الشعور باليأس.
الحقارة.
تراوده الأفكار الانتحارية.
فقدان الشغف بممارسة الأنشطة.
العزلة الاجتماعية.
اضطرابات النوم.
فقدان الشهية.
الصعوبة في التركيز واتخاذ القرارات.
انخفاض الرغبة الجنسية والإثارة.
نقص الطاقة أو الإعياء.
تابع دكتور لازلو: "عادةً ما يرتبط الاضطراب العاطفي الموسمي بالاكتئاب الشتوي، ولكن علينا إدراك أن هناك أعراض مشابهة في فصل الربيع كالكسل والخمول، بجانب التقلبات المزاجية الموسمية الأخرى لكنها غير شائعة، وتختلف الأعراض لدى الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب في الربيع والصيف فهم الأكثر عرضة لأعراض أخرى مثل الأرق، أو فقدان الشهية وخسارة الوزن، وهي بذلك عكس أعراض الاكتئاب في الشتاء".
المذيع: "كيف يؤثر النشاط البدني في تخفيف حدة آثار الاضطرابات العاطفية الموسمية ووباء كورونا على الصحة العقلية؟ نعلم أن أحوال الطقس السيئة ستؤثر بالسلب على الكثيرين، وتمنعهم من ممارسة التمارين الرياضية بسبب سوء الأحوال الجوية، لكننا نشدد على ضرورة الاحتفاظ باللياقة البدنية، أليس كذلك"؟
دكتور أوزلو أورجي: " يتوجب على الناس المواظبة على العمل الجيد وبذل قصارى جهدهم لتجنب الاضطراب العاطفي الموسمي، لذا نوصي جميع عملائنا بالعلاج والالتزام بجدول زمني محدد، مع الالتزام بالإجراءات الوقائية مع أخذ القسط الكافي من النوم، كما نوصي بالمواظبة على التمارين الرياضية والمشاركة المجتمعية عبر الإنترنت، فهناك برامج جيدة وفعالة تعرض هذه التمارين، مثل اليوغا وتمارين الوزن والتأمل والاسترخاء".
المذيع: "يوصي العديد من الخبراء بالعلاج القائم على الصندوق الضوئي، أو مصابيح SAD بالتزامن مع زيادة الجرعات من فيتامين (د)، هل تتفق مع هذا الاقتراح يا دكتور؟
دكتور أوزلو أورجي: " أتفق بشدة، لأن عملائنا بحاجة إلى علاج آمن ليست له أي آثار جانبية، ويعد العلاج بالضوء بديلًا جيدًا لزيادة فعالية الأدوية المضادة للاكتئاب، مع مراعاة الحصول على استشارات الصحة العقلية أو العلاج النفسي، مما يسمح بتقليل جرعة الأدوية المضادة للاكتئاب في حال كان تناولها أمرًا ضروريًا، فالعلاج بالضوء يؤثر على المواد الكيميائية في الدماغ المرتبطة بالمزاج والنوم، مما يساعد على تخفيف أعراض الاضطراب العاطفي الموسمي، كما يساهم استخدام صندوق العلاج بالضوء في علاج أنواع أخرى من الاكتئاب واضطرابات النوم وحالات أخرى".
المذيع: "يصعب التواصل بين الناس في ظل فرض قواعد التباعد الاجتماعي وعمليات الإغلاق، ومن المتوقع استمرارها في جميع أنحاء العالم، ما يحتم علينا التواصل الرقمي للمساعدة في تجنب مثل هذه الأعراض.. أليس كذلك"؟
دكتور أوزلو أورجي: "بالطبع نعم، فالحفاظ على الاتصال الاجتماعي أمرًا ضروريًا للغاية، فالإنسان بطبعه كائن اجتماعي، تستهويه المشاركة في الأنشطة الاجتماعية، حتى لو كانت عبر الإنترنت فقط، وبالرغم من استمرار وباء كورونا، والذي أثر على استمرار التواصل الاجتماعي، ما زلت أوصي باستخدام المنصات الاجتماعية عبر الإنترنت مثل Zoom أو Teams أو Skype، مع الحفاظ على المسافات الآمنة للتباعد عند مقابلة الأشخاص والأحباء وجهًا لوجه".
اختتم دكتور أوزلو أورجي بقوله: "نشجع الناس جميعًا على المشاركة في الأنشطة عبر الإنترنت كل شخص بطريقته، وممارسة جميع الأنشطة والألعاب والاستمتاع بها، بالإضافة إلى تبادل المعلومات، وبذلك نواجه المواقف الصعبة ونتعلم كيف نتعامل معها".
المذيع: "شكرا جزيلًا يا دكتور، هنا نأتي لختام حلقة اليوم، والتي تناولنا من خلالها الارتفاع المتوقع في الإصابات بالاضطرابات العاطفية الموسمية مع اقتراب فصل الشتاء ووباء كورونا."