٢٣.٠٦.٢٠٢٣ - الإدمان

اضطراب تعاطي المواد المخدرة - دليل للعائلات والأصدقاء عن كيفية التعامل مع المدمن العنيد

UNDERSTANDING A LOVED ONES SUBSTANCE USE cover

قد يكون من المحزن للغاية أن ترى شخصًا تهتم لأمره يعاني من اضطراب تعاطي المخدرات، الأمر الذي يؤدي حتمًا إلى زيادة الضغوط على من تحب، ولكنه قد يؤدي أيضًا إلى خسائر فادحة في صحتك النفسية والعاطفية.

قد لا يتعاطى الشخص المواد المخدرة كل يوم، ومع ذلك فلا يمكن إغفال التأثير الضار لتعاطي المخدرات على حياته لأنه هو المؤشر الحقيقي لما إذا كانت هناك مشكلة.

إذا كنت تعرف شخص يعاني من اضطراب تعاطي المخدرات، فإن فهم الإدمان وطرق دعم الذين يعانون منه خطوة مهمة نحو تحسين علاقاتك مع أحبائك.

يؤثر الإدمان وتعاطي المخدرات على ملايين الأشخاص، يبدأ الأمر باستخدام العقاقير لأسباب متنوعة، يستخدم البعض المخدرات ليشعروا بالسعادة، أو لتغيير شعورهم الذي يشعرون به، أو للتكيف مع ما يدور حولهم، أو التخفيف من مشاعر الملل أو عدم الرضا عن حياتهم.

تنشط الأدوية وتتفاعل مع نظام المكافأة في الدماغ، مما يجعل الناس يشعرون بالرضا عند استخدامها، مع الاستخدام المتكرر، يربط الدماغ والجسم هذه المشاعر الإيجابية بالمادة المخدرة، مما يؤدي إلى زيادة الرغبة الشديدة، وفي كثير من الأحيان، الاعتمادية الجسدية والإدمان.

يعتمد الكثيرون على المواد المخدرة للمساعدة في تخفيف أعراض بعض الاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب أو القلق أو اضطراب ما بعد الصدمة، ويمكن أن تكون هذه عقاقير غير مشروعة أو قانونية، أو تكون عقاقير وصفها المتخصصين الطبيين بتعليمات محددة للاستخدام، وتستخدم لعلاج مخاوف معينة تتعلق بالاضطراب.

ويمكن أن تُوصف بعض العقاقير لعلاج الحالات الجسدية مثل الألم وأعراض بعض الأمراض الأخرى.

التحمل والاعتمادية والإدمان ...

عندما يتعلق الأمر بتعاطي المخدرات، هناك فروق مهمة يجب ملاحظتها بين مصطلحات "التحمل" و "الاعتمادية" و "الإدمان". يمكن أن يساعد فهم هذه المصطلحات في توفير العلاج المناسب للذين يعانون من اضطراب تعاطي المواد المخدرة.

التحمل

التحمل هو استجابة الجسم الطبيعية لتعاطي المخدرات بشكل متكرر. عندما يستخدم شخص مادة ما على مدى فترة طويلة، فإن جسمه يعتاد عليها، ويصبح دماغه أقل تفاعلًا مع المواد الكيميائية، مما يكون له تأثير أقل على المتعاطي، لذا يبدأ في تناول جرعات أعلى من المادة للحصول على نفس التأثير كما فعل من قبل، وغالبًا ما ترتفع نسبة التحمل إلى مستوى يحتاج إليه الشخص لمجرد الحصول على هذه المادة طوال اليوم.

الاعتمادية

يشير مصطلح الاعتمادية على المخدرات إلى الشعور بعدم القدرة على العمل دون استخدام المادة. يمكن أن تكون الاعتمادية جسدية أو نفسية، وتؤثر على العديد من مجالات حياة الشخص، بالإضافة إلى أنه قد يعاني الفرد من أعراض الانسحاب عند تقليل جرعات الدواء أو إيقافه.

الإدمان

يشير الإدمان إلى عدم القدرة على التحكم في تعاطي المخدرات أو الكحول. قد يحاول الذين يعانون من الإدمان التوقف عن استخدام المادة ولكنهم سيشعرون بأنهم لا يستطيعون التوقف على الرغم من تعرضهم لعواقب سلبية جراء تناولها، مثل المشاكل المالية أو الشخصية، وغالبًا ما يشعر المدمنين برغبة شديدة في الاستخدام وقد يذهبون إلى حد الانخراط في سلوكيات محفوفة بالمخاطر للحصول على الدواء.

الإدمان ليس ضعفًا بالإرادة

تنشط الأدوية الشعور بالمكافأة في الدماغ عن طريق زيادة مستويات الدوبامين مباشرة، وهو هرمون "السعادة". يؤثر إفراز الدوبامين على الذاكرة والأداء التنفيذي، مما يشجع الشخص على تكرار التجربة التي أدت إلى ذلك الشعور الإيجابي، ومع كل استخدام للمادة، تصبح أكثر إغراءً، مما يؤدي إلى الإدمان.

يُظهر تصوير الدماغ للأشخاص المدمنين، خضوع مناطق الدماغ المتعلقة بالحكم واتخاذ القرار والتعلم والذاكرة والسلوك لعدة تغييرات. يعاني الشخص المدمن على مادة معينة من الرغبة الشديدة بها، مما يجعل المراكز التنفيذية في دماغه تشعر بأنها مضطرة لاتخاذ أي إجراء ضروري لجعل الدواء يعيد خلق المشاعر الإيجابية التي تأتي معه.

قد يقوم الأفراد، على سبيل المثال، بشراء أو استهلاك المزيد من المخدرات، أو إنفاق مبالغ زائدة من المال للحصول على عقار أو، حتى للسرقة من الآخرين أو الانخراط في سلوكيات محفوفة بالمخاطر أخرى، وتلك السلوكيات تكون نتيجة لاستخدام هذه المادة.

لماذا يُعتَبَر الإدمان في كثير من الأحيان مرضاً دماغيًا؟

يؤثر اضطراب تعاطي المواد المخدرة لفترات طويلة على الدماغ والجهاز العصبي. تتضمن إحدى العمليات العديدة التي ينطوي عليها الانتقال من الاستخدام العادي إلى الإدمان تغييرات في بنية الدماغ ووظائفه.

يعاني الأفراد المدمنين من الرغبة الشديدة في تناول مواد معينة ويشعرون بالحاجة إلى استخدامها على الرغم من العواقب الضارة التابعة لها.

السلوك القهري هو دافع لفعل شيء ما أو التصرف بطريقة معينة ضد رغبات المرء الواعية، فيصبح استهلاك المادة تلقائيًا كاستجابة لرغبة الدماغ في استعادة شعور إيجابي.

قد يقول البعض أن الإدمان اختيار، الحقيقة أن لا أحد يختار أو يرغب في أن يصبح مدمنًا، لكن يحدث ذلك للجسم نتيجة لاختيارات معينة، وبالرغم أن تناول (التعرض) الأولي لمادة ما قد يكون اختيارًا، يفقد الشخص السيطرة على سلوكه بمجرد أن يخضع الدماغ لأي تغييرات بسبب تلك المادة.

التغييرات في الدماغ

ترتبط عدم قدرة المدمن على التوقف عن تعاطي المخدرات أو الكحوليات بحدوث قصور في وظائف المخ، وتشارك جميع المناطق الأكثر تضررًا في الشعور بالمكافأة في الدماغ، وتشمل المناطق المتأثرة ما يلي:

● تلعب العقد القاعدية دورًا في عملية الشعور بالمكافأة في الدماغ وهي مسؤولة عن تكوين العادات (أي تناول المواد)، ونظرًا لأن المادة المخدرة تحفز بشكل مفرط عملية المكافأة، فإنها تتكيف مع وجود المادة وتقلل من حساسيتها، مما يجعل من الصعب على الفرد الشعور بالسعادة من أي شيء غير المادة التي يتعاطاها.

اللوزة الدماغية مرتبطة بمشاعر التوتر والقلق التي تتميز بها أعراض الانسحاب. مع زيادة استخدام المواد المخدرة، تصبح دائرة المكافآت حساسة بشكل متزايد للانزعاج، مما يؤدي بالفرد إلى الاستهلاك من أجل الحصول على راحة مؤقتة من الشعور بالانزعاج.

● تلعب قشرة الفص الجبهي دورًا حيويًا في الأداء التنفيذي للإنسان، الذي يتضمن القدرة على تنظيم الأفكار والأنشطة، وتحديد أولويات المهام، وإدارة الوقت، واتخاذ قرارات صائبة. تقلل الاضطرابات في هذه الدائرة من سيطرة الشخص على الانفعالات، مما يجعل من الصعب عليهم تجنب إغراء تعاطي المواد المخدرة.

الاعتراف بتعاطي شخص عزيز للمخدرات قد تجاوز الحد

قد يكون من الصعب معرفة متى يتعاطى شخص ما مواد مخدرة، إذ يمكن أن يكون بارع جدًا في إخفاء أي علامات تدل على إساءة استخدام المواد المخدرة، وغالبًا ما يتم التغاضي عن السلوكيات غير الصحية وتُنسب إلى التوتر إذا لم يكن هناك مؤشر آخر على تعاطي المخدرات.

قد يكون الأفراد الذين يعيشون مع شخص يتعاطى المخدرات أكثر عرضة لملاحظة التغييرات في عاداته الغذائية أو روتين يومه، أو نظافته الشخصية، وقد يجدون حتى أدوية أو أدوات تعاطي المخدرات في المنزل.

أما بالنسبة للأفراد الذين لا يعيشون مع المتعاطي فيكونون أقل وعيًا بهذه التغييرات وقد لا يمكنهم التعرف على علامات معينة تدل على تعاطي هذا لشخص المواد المخدرة.

تشمل أعراض تعاطي المخدرات المحتملة ما يلي:

    • مشاكل الصحة البدنية - فقدان الوزن أو اكتسابه، ونقص الطاقة والتحفيز.
    • إهمال المظهر - عدم الاهتمام بالمظهر أو الاجتهاد في العناية به.
    • تغيرات في السلوك – وجود أسرار، تغييرات في العلاقات مع العائلة والأصدقاء.
    • مشاكل في المدرسة أو العمل - كثرة الغياب عن المدرسة أو العمل، عدم الاهتمام بالمدرسة أو العمل، انخفاض في الأداء الدراسي.
    • المشاكل المالية - عدم القدرة على التعامل مع الأموال بشكل صحيح، أو زيادة طلبات الحصول على المال دون تفسير معقول، أو سرقة الأموال أو الأشياء من المنزل.

تأثر العائلة

يمكن أن تتأثر العائلات بشكل كبير باضطراب تعاطي المواد المخدرة لدى أحد أفراد أسرته. إن رؤية الأقارب يفقدون الوزن أو يكتسبونه، ويعانون من تغيرات سلوكية، ويصبح من الصعب التعرف عليهم على مر الوقت، يمكن أن يكون أمرًا محزنًا للغاية. يؤثر الإدمان على الأسرة بعدة طرق، في كثير من الأحيان لا تشعر العائلات بالراحة للتحدث عن هذه المشكلة. غالبًا ما تشعر العائلة والأصدقاء المقربون أيضًا بأنهم ملزمون بالتعامل مع المدمنين ومع عواقب أفعال أحبائهم بينما يظل الشخص المدمن غير مدرك لمشاعره وسلوكياته وتداعياته المرتبطة به، مما يخلق ضغوطًا إضافية في الأسرة، الأمر الذي قد يؤدي إلى زيادة الصراع بين أفراد الأسرة.ما تجده العائلات أصعب هو مشاهدة شخص تحبه يتحول إلى شخص لا تعرفه، وأحيانًا أيضًا شخص قد يخشونه.

يمكن أن يمثل العيش مع شخص مصاب باضطراب تعاطي المخدرات تحديًا كبيرًا للعائلة.عندما يكون أحد أفراد الأسرة مدمنًا، يمكن أن تتأثر الأسرة ككل بالمصاعب المالية والعلاقات المتوترة، فقد يكذب الأفراد المدمنون على أسرهم بشأن نفقاتهم أو مكان وجودهم وقد يسرقون أو يقترضون أموالاً من أسرهم للصرف على المواد التي يتعاطونها دون أن يتمكنوا من سداد ديونهم ويكون من الصعب التعامل مع المدمنين في هذه الحالة.

كيف تتعامل مع المدمن العنيد

يمكن أن يحدث الإدمان نتيجة عدد كبير من الأسباب، فيمكن أن يبدأ الأمر بالعلاج الذاتي للمشاكل النفسية مثل الاكتئاب والقلق باستخدام بعض الأدوية لعلاج هذه الحالات، في حين يلجأ البعض الآخر إلى تعاطي المخدرات للتعامل مع التوتر. من المهم العثور على الطريقة الصحيحة للتعامل مع المدمن العنيد، فيمكن أن تأتي المواجهة الشديدة بنتائج عكسية، لا تجعلهم يهربون من الأمر فحسب، بل تشجعهم أيضًا على الاستمرار في التعاطي بمزيد من السرية.

من الطبيعي أن تشعر بمجموعة من المشاعر - الغضب، والخوف والخداع والقلق - عند اكتشاف أن أحد أفراد أسرتك يعاني من اضطراب تعاطي المخدرات، ومع ذلك، من المهم التعامل مع الموقف بنهج منظم لتعزيز أفضل النتائج. جهز نفسك لردود فعل تتراوح من الغضب إلى الإنكار، لكن لا تستخدم رد فعلهم كسبب لتجنب المناقشة. من المهم التمسك بالنقطة الأولى وعدم السماح لهم بإقناعك بأنه ليس لديهم مشكلة، في النهاية، حبك له واهتمامك به هو منبع هذه المناقشة، وسيستطيع الشخص في النهاية إدراك هذا الحب والاهتمام.

إرشادات لمساعدتك في المناقشة

عند التحدث مع أحد أفراد أسرتك عن مخاوفك، من المهم اختيار الوقت والمكان المناسبين والتواصل بطريقة تسمح له بفهمك. لبدء مناقشة مع من تحب، وللتعامل مع المدمن العنيد، ضع في اعتبارك ما يلي:

كن واضحًا وصريحًا

يمكن أن يكون الإدمان موضوعًا صعبًا يمكن للناس التهرب منه. كن واضحًا وصريحًا فيما تريد قوله، ولا تتردد في التحدث عن مشاعرك تجاه الموقف. يمكنك إخباره بمدى الضرر الذي تشعر به عند رؤيته يتعاطى المواد المخدرة والتعبير عن مخاوفك بشأن سلامته وصحته.

عند التحدث إليه، استخدم أمثلة حقيقية لكيفية تأثير اضطراب تعاطي المخدرات عليه وعليك، في حين أن هذا قد يزعجه، سيكون من الصعب عليهم الاختلاف مع مشاعرك الشخصية والحقائق بناءً على حالات حقيقية تأثر سلوكهم جراء الإدمان.

كن لطيفًا

يجب أن تتذكر أن هدفك هو لفت الانتباه إلى مشكلة ما وأن الإدمان مرض نفسي، وأن لا أحد يختار أن يصبح مدمنًا، ولكنه يحدث نتيجة مجموعة متنوعة من الأسباب، لذا لا التمحيص في الشخص المقرب لك بحثًا عن اضطراب تعاطي المخدرات.

يعد الإدمان وصمة عار شديدة، ما يجعل المدمن يعاني من القلق من تلقي النقد أو الإهانات أو الرفض من المجتمع. لذا بقبولك لهذا الشخص، حتى لو لم تقبل سلوكه، فأنت تشير إلى أنك شخص آمن ويمكنه الوثوق بك وطلب المساعدة، وعلى الرغم من أنك قد لا تكون مجهزًا لمساعدته على التعامل مع المدمنين، فإن ثقته بك هي أهم نقطة تساعد في السماح لك بمساعدته في طلب العلاج والحصول على المساعدة التي يحتاج إليها.

ضع حدودًا صحية

كونك صديق أو أحد أفراد أسرة متعاطي المخدر، من المهم تقديم الدعم له دون تعزيز سلوكه، ففي كثير من الأحيان، تختلق العائلات أعذارًا لشخص عزيز يعاني أو يخفي الإدمان أو حتى يقدموا دعمًا ماليًا دون معالجة المشكلة من الأساس. وبينما قد تعتقدوا أن هذا يساعد الشخص المريض، فإن ما يفعلونه هو تعزيز هذا السلوك بدلاً من المساعدة في وضع حد له.

اتخذ إجراءات معه

من خلال اتخاذ إجراء مع من تحب، فإنك تُظهر التضامن وتضرب مثالًا جيدًا له. يمكن للأفراد الذين يعانون من اضطرابات الإدمان أن يخشوا الحصول على المساعدة أو قد يفتقرون إلى الانضباط للالتزام بحضور الاجتماعات أو جلسات العلاج. يمكن أن تتضمن هذه الإجراءات حضور مجموعات الدعم معهم، وبدء العلاج الفردي و/ أو الأسري، أو البحث في مواضيع الإدمان وكيف تتعامل مع المدمن العنيد، لتصبح داعمًا أفضل لمن تحب.

ساعده في العثور على الدعم

هل تقوم ببعض البحث عن مقدمي الرعاية الصحية وبرامج العلاج وخدمات الصحة العقلية المناسبة لاحتياجات أحبائك؟ في حين أن الشخص متعاطي المخدرات قد لا يكون مستعد للالتزام بالتغيير، فإن هذا لا يعني أنه لا يمكنك القيام بالاستعدادات الأولية. تجنب مناقشته في وقت مبكر جدًا أو الضغط عليه للدخول في طريق علاج رسمي، لأنه قد يشعر بأنه في كمين، وقد تفقد ثقته.

ضع في اعتبارك برامج العلاج المختلفة المناسبة لاحتياجاتهم. قد يستفيد البعض من العلاج بالمنزل، بينما قد تكون الأشكال المختلفة للعلاج أكثر ملاءمة للآخرين.

استشر أخصائي في علاج إدمان المخدرات

يمكن أن تساعد استشارة أخصائي الإدمان في التحضير للتدخل لحل مشكلة من تحب، ويأخذ أخصائي الإدمان في الاعتبار حالة الشخص الخاصة ويقترح نهجًا مناسبًا لعلاجه. يمكن لمتخصص الإدمان مساعدة العائلات على فهم ما يعانيه أحبائهم بشكل أفضل، وتعلم طرق يمكنهم من خلالها دعمهم، ويمكن أيضًا مساعدة العائلات في الاستعداد للتدخل. في بعض الأحيان تحدث التدخلات دون متخصصين، على الرغم من أن مساعدة الخبراء قد تكون مفيدة.

متى يجب التدخل

في بعض الحالات، ينكر الشخص المتعاطي وجود مشكلة في مع المخدرات، حينها يجب إجراء مناقشة أكثر رسمية لبدء علاج الادمان من الكحول، وفي هذه الحالة، قد يكون التدخل مناسبًا. التدخل عبارة عن اجتماع منظم من العائلة والأصدقاء ويمكن أن يشمل اختصاصيًا طبيًا ومستشارًا للكحول والمخدرات وأشخاصًا آخرين مهمين بالنسبة للفرد صاحب المشكلة. يعمل التدخل على إلقاء الضوء على العواقب الحقيقية للإدمان وتداعيات إدمانه ويُطلب منه قبول المساعدة والدعم.

أثناء التدخل، يجب:

1. تقديم أمثلة محددة للسلوكيات الهدامة وتأثيرها على حياة الفرد وعائلته وأصدقائه.

2. تقديم خطة علاج منظمة بأهداف واضحة وخيارات علاجية.

3. توضيح ما سيفعله كل شخص إذا رفض هذا الشخص قبول العلاج (أي توقف عن دعمه مالياً).

التدخل ليس بالأمر السهل، ويجب أن يتم بعد عملية تحضير طويلة والالتزام بالدعم طوال فترة العلاج والاستشفاء.

عادة ما تتبع التدخلات تسلسلًا مشابهًا من التحضير والتنفيذ والمتابعة، وتشمل الخطوات ما يلي:

  • التخطيط: يمكن أن يشمل التحضير للتدخل أي شيء بداية من عمليات البحث عن معلومات عن الإدمان، وجمع المعلومات عن سلوكيات المتعاطين، وتشكيل فريق التدخل. أحد أهم أجزاء التخطيط للتدخل هو أن يكون كل الأفراد المعنيين على علم بكل شيء قبل التدخل الفعلي، لهذا السبب من المهم إنشاء فريق التدخل بعناية. يتضمن التدخل عادةً من أربعة إلى ستة أشخاص يحبهم الفرد أو يحترمهم أو يعتمد عليهم. من المهم عدم تضمين أي شخص:
  • يعاني من اضطرابات نفسية غير مُتحكم بها أو اضطراب تعاطي المخدرات
  • يكرهه الشخص صاحب مشكلة الإدمان
  • قد لا يكون قادر على اتباع الخطة المتفق عليها و / أو تخريب التدخل.
  • يجب أن يعمل الأفراد في فريق التدخل معًا لتحديد أهدافهم للتدخل ومناقشة كيف سيلعب كل منهم دورًا في إقناع الشخص المعني بقبول الدعم. في كثير من الأحيان، يقرر الأفراد حدودًا معينة إذا كان الفرد لا يرغب في قبول خيارات العلاج، ويجب أن ينصب التركيز على التعبير عن القلق والحب والرغبة في دعم الشخص، ولا يجب أن يتعلق الأمر باللوم أو العار.

يجب إجراء الكثير من التحضيرات قبل التدخل لإبقائه على المسار الصحيح، ويجب العلم أنه غالبًا ما تكون التدخلات عاطفية جدًا لجميع المشاركين به.

  • تنفيذ التدخل: في بعض الحالات، قد يكون من المهم أن يحضر أحد المتخصصين أثناء التدخل للمساعدة في البقاء على المسار الصحيح أو إذا كنت تعتقد أن أحد أفراد أسرتك قد يكون لديه رد فعل سلبي.
  • المتابعة: المتابعة جزء مهم من أي علاج متعلق بالصحة النفسية، وبمجرد قبول الفرد للعلاج والبدء فيه، يجب على أفراد الأسرة والأصدقاء المقربين الاستمرار في المشاركة في العملية وفي إظهار الدعم له ولرحلة علاجه. يمكن أن يكون ذلك من خلال حضور اجتماعات المساعدة الذاتية معه أو إجراء تغييرات في الحياة اليومية للمساعدة في تسهيل تجنب سلوكه.
  • على سبيل المثال، إذا كان أحد أفراد أسرتك يعاني من إدمان الكحول، ففكر في التخلص من جميع أنواع الكحول في المنزل لتقليل إغرائه.
  • لاستعداد للانتكاس: يمكن أن يكون الانتكاس محبطًا، ومع ذلك، لا يعني هذا أن التعافي مستحيل. اعلم أن الانتكاس أمر شائع للأفراد الذين يتعافون من اضطرابات تعاطي المخدرات. ثقّف نفسك بما يجب أن تفعله في حالة حدوث الانتكاس من أجل تقديم أفضل مساعدة لمن تحب.

دعم التعافي من إدمان أحد أفراد الأسرة

يؤثر الإدمان على الناس بطرق مختلفة، ويعتبر فهم الإدمان على أنه مرض نفسي جزءًا مهمًا من دعم أفراد الأسرة أو الأصدقاء المقربين ومعرفة كيفية التعامل مع المدمن العنيد. وبالرغم من أنه يجب عليهم تحمل المسؤولية عن أفعالهم، فإن فهم سبب لجوء شخص ما إلى تعاطي المخدرات يمكن أن يساعدك في تقديم الدعم له. يمكن أن تلعب الصدمات وغيرها من مشكلات الصحة النفسية الذي يعاني منها الشخص مسبقًا مثل الاكتئاب أو القلق أو التوتر دورًا في اضطراب تعاطي المخدرات.

لا توجد طريقة واحدة صحيحة للتغلب على إدمان المواد المخدرة، لكن تظهر الأبحاث أن الذين لديهم شبكة دعم جيدة من العائلة والأصدقاء هم أكثر ميلًا للتعافي الناجح.

عندما يعاني أحد أفراد الأسرة من الإدمان، يمكن أن تتأثر الأسرة بأكملها، لذا بجانب برنامج العلاج الخاص بالشخص المدمن، يمكنك أنت وعائلتك أيضًا التفكير في المشاركة في جلسات العلاج الأسري. يمكن أن يساعد مستشار الأسرة في تسهيل المحادثات بين أفراد الأسرة والمساعدة في خلق بيئة آمنة للأفراد للتحدث عن قضايا الأسرة.

اقامة علاجية فاخرة لعلاج الإدمان العلاج في سويسرا

فوائد التدخل في وقت مبكر

يمكن أن يكون التدخل عندما يكون أحد الأصدقاء المقربين أو الأقارب يتعاطى المخدرات، ولكنه ليس مدمنًا بعد، مما يساهم في منع حدوث ما قد يهدد الحياة. من خلال التدخل المبكر، يمكنك منع تطور الاعتماد على المخدرات وجميع المشاكل النفسية والعاطفية المرتبطة بالإدمان. يمكن أن يساعد التدخل المبكر أيضًا في حماية الصحة البدنية عن طريق تقليل أخطار الإصابة بأمراض حرجة مثل أمراض الكبد أو القلب.

علاوة على ذلك، يمكن للإدمان أن يتعارض مع كل جانب من جوانب الحياة اليومية، لذا فالصحة مجرد جانب واحد متأثر من الإدمان.

تؤدي التغييرات السلوكية التي يتعرض لها الأشخاص المصابون بالإدمان أيضًا إلى مشاكل في العلاقات، ومشاكل في حضور المدرسة والعمل والأداء بهما، فضلاً عن احترام الذات بشكل عام، لذا يمكن أن يساعد التدخل المبكر في منع هذه الاضطرابات في حياة الشخص العزيز عليك.

كيف تتعامل مع ابنك المدمن في مرحلة العلاج

يبدأ علاج الإدمان عادةً بإزالة السموم بطرق طبية للتخلص بأمان من المادة المخدرة من الجسم، ربما يعاني الأفراد من أعراض انسحاب غير مريحة خلال هذه الفترة، لذا فإن فريقًا من المهنيين الطبيين موجود لدعم الفرد طوال العملية.

بالنسبة لبعض أنواع الإدمان، مثل إدمان المواد الأفيونية أو إدمان الكحول، يمكن أن يكون العلاج بمساعدة الأدوية مفيدًا للمساعدة في تقليل شدة أعراض الانسحاب.

يمكن أن يساعد العلاج السلوكي المعرفي (CBT) الأفراد في معرفة المواقف التي من المرجح أن يستهلكوا فيها المواد وتجنبها ومعالجة المشكلات الأساسية أيضًا، مثل الاكتئاب، التي تساهم في تعاطيهم للمخدرات.

لعب دور فعال في التعافي

يمكن للأفراد المتعافين أيضًا العمل على أنفسهم كجزء من رحلتهم ضد الإدمان. في حين أن العلاج الطبي والعلاج النفسي ضروريان في علاج الإدمان، يمكن للأفراد العمل على علاج جوانب مختلفة من حياتهم والتي قد تسهل حدوث الإدمان.

نظرًا لأن الشعور بالوحدة والملل يمكن أن يكونا محفزين للانتكاس، فإن العمل على تطوير العلاقات مع الأصدقاء والعائلة يمكن أن يكون ذا فائدة كبيرة. يمكن للأفراد أيضًا الانضمام إلى مجموعات الدعم مثل Alcoholics Anonymous (AA) أو Narcotics Anonymous (NA) لتوسيع شبكة الدعم الرصينة الخاصة بهم.

يمكن أن يكون تطوير مهارات التأقلم وتقنيات التحكم في الإجهاد بمساعدة المعالج النفسي أداة رائعة للأفراد في فترة التعافي.

غالبًا ما يكون تعاطي المخدرات بمثابة آلية للتعامل مع المشاعر غير السارة، يعد تحديد طرق التأقلم الصحية، مثل التدوين أو ممارسة اليقظة أو التمارين البدنية، جزءًا أساسيًا من عملية التعافي والوقاية من الانتكاس.

يتطور الإدمان في الظلام

الإدمان ليس موضوعًا نخجل منه، وعلى الرغم من أننا قد نشعر أننا نحمي أحبائنا من خلال إخفاء إدمانهم والسلوكيات المرتبطة به، فإننا نحتاج إلى مراعاة مشاعرهم عند القيام بذلك.

الإدمان مرض يتطلب علاجًا متخصصًا ورعاية لاحقة بدعم من أفراد الأسرة والأصدقاء من أجل رحلة شفاء ناجحة.

كيفية التعامل مع المدمنين في مركز كوشناخت

في مركز علاج ادمان المخدرات كوشناخت، قمنا بتطوير برنامجنا لعلاج اضطرابات الإدمان بناءً على تدخلات فعالة قائمة على الأدلة، إلى جانب خبرتنا في العمل مع العملاء الذين يعانون من الإدمان. نحن نؤمن بوجود نهج يركز على الشخص نفسه في عملنا، ونتفهم أن العلاقة مع العميل يمكن أن تساعد في تشكيل الأساس الصحيح للتعافي، لذا نعمل مع العميل في تحديد الأهداف وخطط العلاج وحدود كل خطوة على الطريق.

ستكون الخطوات الأولى للبرنامج مع فرقنا الطبية والنفسية المتخصصة، والتي ستعمل على ضمان تشخيص جميع المشكلات الطبية الحالية والمحتملة وأي مشكلات متعلقة بالصحة العقلية ومعالجتها. سيقومون بتخطيط نظام وإعداد مناسب للتخلص من السموم - ضمان سلامة العميل وإدارة عملية الانسحاب. تخلق هذه المرحلة المهمة من علاج اضطراب تعاطي الكوكايين أساسًا آمنًا للفرق الأخرى - الطب النفسي والعلاج النفسي والتغذية للتعامل مع المدمن العنيد ودعمه.

من المهم أن تعرف العائلات والأحباء أنه لا يوجد حل سريع. غالبًا ما يكون العلاج السكني أحد المراحل المبكرة لسلسلة طويلة من الرعاية، لذا سنعمل مع عملائنا وعائلاتهم لعمل برنامج رعاية ما بعد العلاج للمساعدة في الحفاظ على المكاسب التي تحققت في العلاج وتجاوز التقلبات المحتملة في رحلة التعافي.

كل شخص يعاني من اضطراب تعاطي المخدرات مختلف وفريد عن غيره، لذا تم تجهيز مركز كوشناخت لعلاج الإدمان واضطرابات تعاطي المخدرات وضمان التميز في الرعاية الصحية. يقدم فريق الخبراء لدينا خطط علاج شخصية مصممة وفقًا لاحتياجاتك وأهدافك الفردية، مع تقديم مجموعة من العلاجات، بما في ذلك العلاج النفسي، والرعاية الطبية، والتوازن بين الصحة النفسية والجسدية، وعلاج أنظمة الأسرة.

يشتهر مركز كوشناخت باهتمامه المطلق والمتفاني ودقته وصدقه وشفافيته في بيئة دافئة وعاطفية للجميع.

ويتميز بإطلالة على المياه النقية لبحيرة زيورخ السويسرية التي تنساب على شواطئها القريبة وبين الطبيعة والهواء النقي.

يجمع منشآت المركز الحديثة بين المعايير السويسرية للتميز والرفاهية والتكنولوجيا المتطورة والمبتكرة مع الخبرة الطبية المشهورة عالميًا والرحمة والحساسية. يتم التعامل مع كل مريض بشكل فريد وخاص في مسكن فاخر من فئة الخمس نجوم ومزود بأعلى معايير الاحتراف والرعاية.

لقد نجحنا في علاج العديد من الأفراد اللذين يعانون من اضطرابات الإدمان المختلفة وعلاج إدمان الأدوية، مثل التخلص من إدمان النيكوتين أو المخدرات أو الكحول، بالإضافة إلى حالات الإدمان السلوكي مثل علاج إدمان لعب القمار، وإدمان الحب الجنس واضطرابات الأكل وهوس الغذاء الصحي، وكذلك حدمات تعزيز المناعة الفوري والوقاية من الأمراض. بفضل البيئة الآمنة واللطيفة التي نقدمها حيث يكون التقدير والخصوصية أمرًا أساسيًا. وسيساعدك موقعنا الهادئ ومحيطنا الفاخر على الاسترخاء والتركيز على صحتك، وهو نركز فيه تحسين صحتك ودعمك على طريق التعافي.

سيسعى فريقنا من الخبراء والمهنيين المتمرسين إلى اكتشاف جذور مشاكلك، فأملنا أن نجعل حياتك تحت سيطرتك مرة أخرى وأن تتعلم استراتيجيات المواجهة لمستقبل أفضل - لك ولأحبائك.

نقدم خطط علاج فريدة ومخصصة تمامًا، ولكن مجرد الكشف عن مشكلتك لمختص متمرس يعد خطوة أولى كبيرة – بالإضافة إلى العلاجات الأخرى، سننظم كل شيء من أجلك دون إغفال التفاصيل.

تواصل معنا إذا كان أحد أفراد أسرتك يعاني من اضطراب تعاطي المخدرات لمزيد من المعلومات حول كيف يمكننا المساعدة.

The link is copied and ready to share!