٠٩.٠٦.٢٠٢٣ - الصحة النفسية

اضطراب طيف التوحد (ASD)

TKP BLOG ARTICLE AUTISM SPECTRUM cover

ما هو اضطراب طيف التوحد

اضطراب طيف التوحد (ASD) هو اضطراب في النمو والأعصاب ناتج عن اختلافات الدماغ، التي تؤثر على كيفية تفاعل الأشخاص مع الآخرين والتواصل معهم وتؤثر أيضًا على سلوكهم وتعلمهم.

وبينما يمكن تشخيص اضطراب طيف التوحد في أي عمر، إلا أنه يُعتبر اضطرابًا في النمو حيث تظهر الأعراض عادة في أول سنتين من حياة الطفل.

لا يختلف مظهر الأشخاص الذين يعانون من اضطراب طيف التوحد عن الأشخاص الطبيعيين، ولكن قد تختلف قدراتهم بشكل كبير.

يُعرف التوحد أيضًا باسم اضطراب الطيف لأن هناك تباين كبير في نوع الأعراض وشدتها التي يعاني منها الأشخاص، فقد يكون بعضهم يعاني من إعاقة ذهنية في حين قد لا يعاني البعض الآخر منها، وبالمثل، قد يكون بعض الأشخاص المصابين بطيف التوحد غير قادرين على التحدث بينما قد يتمتع البعض الآخر بمهارات تواصل متقدمة، وفي حين يحتاج بعض الأشخاص إلى الكثير من الدعم في حياتهم اليومية، قد يحتاج البعض الآخر إلى دعم قليل أو لا يحتاجون دعم من الآخرين على الإطلاق.

العلامات والأعراض

غالبًا ما يعاني الأشخاص المصابين بطيف التوحد من صعوبة في التواصل الاجتماعي، ويكون لديهم سلوكيات مقيدة أو تكرارية، ولديهم طرق مختلفة للتعلم والحركة.

وفقًا للدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM-5) الذي أعده الجمعية الأمريكية للطب النفسي، تشمل الأعراض الشائعة لطيف التوحد ما يلي:

  • صعوبة في مهارات التواصل والتفاعل الاجتماعي، مثل:
  1. تأخر المهارات اللغوية.
  2. قلة الاتصال بالعين خلال التفاعلات الاجتماعية.
  3. عدم الاستجابة عند سماع الاسم في سن 9 أشهر.
  4. استخدام قليل للإيماءات في سن 12 شهرًا أو عدم استخدامها على الإطلاق (مثل عدم عمل إشارة الوادع).
  5. صعوبة في فهم تعابير الوجه.

  • سلوكيات أو اهتمامات مقيدة أو تكرارية، على سبيل المثال:
  1. تكرار الكلمات أو العبارات مرارًا وتكرارًا (التكرار الصوتي).
  2. الاستياء من التغييرات، حتى لو كانت طفيفة.
  3. الحاجة إلى اتباع روتين محدد.
  • تأخر المهارات الإدراكية أو التعليمية والتي قد تؤثر على القدرة على التحصيل في المدرسة، أو الإنجاز في العمل وفي مجالات الحياة الأخرى، مثل صعوبة التركيز عندما يتحدث إليهم أحد.

  • تأخر في المهارات الحركية.
  • فرط النشاط أو الاندفاع أو عدم الانتباه
  • الصرع أو اضطراب النوبات.
  • عادات غذائية وعادات نوم غير عادية.
  • مشاكل في الجهاز الهضمي مثل الإمساك.
  • مزاج غير اعتيادي ردود أفعال غير متوقعة.

هذه الأعراض يمكن أن تجعل الحياة اليومية صعبة للغاية، ووفقًا لحالة الفرد، يمكن أن تكون بعض هذه الأعراض مؤشرًا على مشاكل أخرى أو حالات متزامنة. بالإضافة إلى أنه من المهم ملاحظة أن بعض الأشخاص غير المصابين باضطراب طيف التوحد قد يعانون أيضًا من بعض هذه الأعراض وأنه لا يمكن تحديد اضطراب طيف التوحد إلا من خلال الاختبارات التشخيصية المناسبة.


الفروق بين الجنسين في اضطراب طيف التوحد

غالبًا ما يظهر اضطراب طيف التوحد بشكل مختلف بين الجنسين، إذ يتم تشخيص مرض التوحد بين الرجال أكثر بكثير من النساء. وبينما قد يعاني الرجال والنساء من نفس الأعراض، إلا أن هناك اختلافات في طريقة ظهورها، إذ يميل الذكور إلى مواجهة صعوبات سلوكية أكثر وضوحًا بينما تميل الإناث إلى استيعاب هذه الأعراض، ونتيجة لذلك، قد تعاني الإناث المصابات بالتوحد من القلق والاكتئاب أكثر من الذكور في بعض الحالات.

تشمل أعراض التوحد لدى الذكور ما يلي:

  • استخدام الاتصال غير اللفظي.
  • صعوبة تطوير العلاقات المناسبة لعمر الشخص والمحافظة عليها.
  • ردود الفعل السلبية على المدخلات الحسية مثل الصوت أو الألم أو ملمس شيء ما.
  • الاهتمامات المقيدة.

بينما تشمل أعراض التوحد لدى الإناث ما يلي:

    • عدم الرغبة في التفاعل مع الآخرين.
    • تقدم المهارات اللغوية عن العمر.
    • صعوبة التحكم في العواطف.
    • الميل إلى تقليد الآخرين في التفاعلات الاجتماعية.

في كثير من الأحيان، تخفي الإناث أعراضها عن طريق تقليد الآخرين لتلائمهم، وخاصة أولئك الذين يتمتعون بمهارات معرفية عالية وأداء فكري. من المرجح أن تدرك النساء المصابات باضطراب طيف التوحد أهمية الاتصال بالعين وإجبار أنفسهن على الحفاظ عليه أثناء المحادثات مع الناس. بالإضافة إلى أنه قد يكون لديهم حصيلة قد أعدوها مسبقًا من الاستجابات المقبولة اجتماعيًا لاستخدامها عند التحدث مع الآخرين.

من المرجح أن يعتقد الناس أن نقص المهارات الاجتماعية لدى الإناث مرتبط بالشعور بالوحدة أو الخجل، في حين أن تناقص تلك المهارات عند الذكور يمكن تمييزها على أنها علامات توحد عند الذكور.

تمثل هذه الفروق بين الجنسين تنوع أعراض اضطراب طيف التوحد، ولكن من المهم أن نتذكر أن العديد من الذكور سيظهرون علامات وأعراض أكثر تميزًا عن الإناث، والعكس صحيح.

تشخيص اضطراب طيف التوحد

يمكن ملاحظة العلامات المبكرة لاضطراب طيف التوحد عند الأطفال سواء من الآباء أو مقدمي الرعاية أو أطباء الأطفال بمجرد مرور عام واحد من عمر الطفل، وتظهر الأعراض بشكل عام منذ الولادة حتى سن الثانية أو الثالثة، وفي بعض الأحيان يكون العجز الوظيفي الناتج عن التوحد خفيفًا أو غير واضح حتى يبدأ الأطفال المدرسة، حيث قد تصبح الأعراض أكثر وضوحًا في إعدادات الفصل والتفاعل مع الأقران. يوصى بفحص الأطفال بحثًا عن تأخيرات في النمو في زياراتهم للأطفال في عمر 9 أو 18 أو 30 شهرًا، مع عمل فحوصات محددة للتوحد في الزيارات بعمر 18 و24 شهرًا. يمكن تشجيع عمل فحوصات إضافية إذا كان لدى الطفل احتمالية أكبر للإصابة باضطراب طيف التوحد أو أحد إعاقات النمو الأخرى.

لا يوجد اختبار طبي لتشخيص التوحد، ومع ذلك يجب على الآباء ومقدمي الرعاية المشاركة في مراقبة نمو الطفل باستمرار ومتابعة ما إذا كان الطفل قد حقق مراحل نموه في التعلم واللعب والتحدث والتحرك والتصرف مع الآخرين.

يمكن عمل فحص النمو، وهو أكثر دقة من مراقبة النمو، وذلك على يد الأطباء أو أطباء الأطفال المختصين بالنمو أثناء فحوصات الطفولة المحددة، حتى لو لم يكن يوجد قلق تجاه الأمر.

تعمل استبيانات الفحص وقوائم المراجعة على مقارنة الأطفال المشكوك بإصابتهم بالتوحد بالأطفال الآخرين في نفس العمر. تركز هذه الأسئلة عادةً على اللغة والحركة والعواطف ومهارات التفكير.

تعمل اختبارات الفحص على تحديد ما إذا كان الأطفال على مسار النمو الصحيح، ولكن لا يمكن الاعتماد عليها لتقديم التشخيص. فإذا كان الفحص يشير إلى شيء مثير للقلق، فقد يلزم إجراء تقييم نمو رسمي، وفي هذه الحالة، يمكن للأخصائي إجراء اختبار منظم أو مطالبة الآباء أو مقدمي الرعاية بملء الاستبيانات لتحديد ما إذا كانوا يستوفون معايير التوحد، بالإضافة إلى تسليط الضوء على نقاط القوة والتحديات التي يواجهها الطفل.

تتداخل بعض أعراض اضطراب طيف التوحد مع أعراض الاضطرابات العقلية الأخرى مثل القلق واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD)، ويجب على البالغين الذين يعانون من أعراض التوحد ولم يتم تشخيصهم التحدث إلى معالج نفساني أو طبيب نفسي.

أسباب التوحد وعوامل الخطر

لا يزال السبب الرئيسي لاضطراب طيف التوحد مجهولاً، لكن تشير الدلائل إلى أن مجموعة من العوامل الوراثية والبيئية يمكن أن تؤدي إلى اضطراب طيف التوحد. وتشمل هذه العوامل:

● كبر عمر الآباء.

● وجود حالات وراثية في العائلة (مثل متلازمة داون ومتلازمة كروموسوم إكس الهش والتصلب الحدبي).

● استخدام أدوية مثل حمض الفالبرويك والثاليدومايد أثناء الحمل.

● وجود أخ للطفل مصاب باضطراب طيف التوحد.

● انخفاض الوزن عند الولادة.

اضطراب طيف التوحد واللقاحات؟

هناك مفهوم خاطئ شائع حول وجود علاقة بين اللقاحات ومرض التوحد، ومع ذلك تشير الأدلة من الأبحاث إلى أن اللقاحات لا تسبب التوحد، حيث تم اختبار مكونات اللقاحات على مر السنين، وأظهرت النتائج عدم وجود أي علاقة بين مكونات اللقاح واضطراب طيف التوحد، بالإضافة إلى أنه قد يكون غياب التطعيمات في مرحلة الطفولة أمرًا خطيرًا في الواقع ويمكن أن يعرض الأطفال ومن حولهم للعدوى والمضاعفات.

علاج اضطراب طيف التوحد

يعد التشخيص والعلاج المبكر لاضطرابات طيف التوحد أمرًا مهمًا لأنه يمكن أن يساعد الأفراد على العمل على نقاط قوتهم وتطوير مهارات جديدة لديهم. ونظرًا لأن الأفراد المصابين بالتوحد قد يعانون من مجموعة كبيرة من الأعراض، فلا يمكن اعتبار علاج واحد للتوحد، لذا يوجد خيارات علاج مختلفة حسب احتياجات الأفراد، تتراوح من دعم كبير من الآخرين إلى تلقي الحد الأدنى من المساعدة.

يمكن أن يساعد العمل مع متخصصين مختلفين على تقليل السلوكيات التي تتداخل مع الأداء اليومي، وزيادة نقاط القوة والعمل عليها، وتطوير المهارات الحياتية للعيش المستقل.

التدخلات السلوكية والنفسية والتعليمية

يمكن تحويل الأشخاص المصابين بالتوحد إلى مقدم رعاية صحية متخصص في برامج التدخلات السلوكية أو النفسية أو التعليمية أو لبناء المهارات. غالبًا ما تكون هذه البرامج شديدة التنظيم ومكثفة، وقد تتضمن مشاركة الوالدين ومقدمي الرعاية والأشقاء وأفراد الأسرة الآخرين. يمكن أن يساعد الانخراط في العلاجات والخدمات المختلفة في تقليل أعراض اضطراب طيف التوحد وتحسين الأداء اليومي للمصاب به، فضلاً عن تحسن صحته النفسية بشكل عام، وتشمل هذه البرامج:

تدريب المهارات الاجتماعية

يمكن أن تكون الدورات التدريبية جماعية أو فردية، وتساعد هذه النوعية من البرامج الأطفال المصابين بالتوحد على تحسين قدرتهم على التعامل مع المواقف الاجتماعية من خلال تنمية مهاراتهم الاجتماعية والتواصلية واللغوية.

تدريب النطق واللغة

يمكن للأفراد المصابين بالتوحد العمل مع أخصائيي في النطق واللغة لتحسين الكلام وفهم لغة الطفل وتحسين مهارات التواصل بشكل عام.

العلاج الوظيفي

يعمل العلاج الوظيفي على تطوير مهارات الكتابة اليدوية والنمو الحركي الشفهي والدقيق والكبير، بالإضافة إلى أنه يمكن للمعالجين المحترفين دعم تطوير المعالجة الحسية، والتنظيم العاطفي والسلوكي للطفل، وتحليل المهام.

خدمات التربية الخاصة

يمكن أن توفر مدارس الأطفال هذه الخدمات والعمل على توفير وسائل الراحة للعمل على نقص التواصل الاجتماعي، والاهتمامات المقيدة، والسلوكيات المتكررة، واضطرابات التعلم المحتملة، مما يساعد الأطفال المصابين بالتوحد على تطوير إمكاناتهم الأكاديمية بالكامل. يمكن أن يتم هذا التدريب في فصول خاصة أو عن طريق دروس خصوصية للأطفال المصابين بالتوحد والتي تركز على المهارات اللغوية والاجتماعية والحياتية.

تدريب الوالدين

يتعلم الآباء طرقًا فعالة للاستجابة للسلوك الإشكالي وتشجيع السلوك المناسب لدى أطفالهم. يمكن لمجموعات دعم الوالدين أيضًا مساعدتهم في التغلب على ضغوط تربية الطفل المصاب بالتوحد، ويمكن أيضًا للوالدين الاستفادة من التواصل مع الآباء الآخرين لأطفال التوحد والتوصل إلى عمل روتين متسق في المنزل. ستساعد الدورات التدريبية الآباء في العثور على أفكار للروتين واستخدامها والعمل على تطوير إجراءات روتينية تناسب الأسرة.

العلاج الدوائي للتوحد

لا توجد أدوية لعلاج التوحد، ومع ذلك، يمكن وصف الأدوية للمساعدة في علاج الحالات والأعراض النفسية المتزامنة مع التوحد، مثل:


  • القلق والاكتئاب
  • مشاكل الانتباه
  • فرط النشاط
  • العصبية
  • السلوك العدواني
  • أنماط السلوك المتكررة
  • سلوكيات إيذاء النفس

يمكن أن تساعد الأدوية أيضًا في التعامل مع المشكلات الصحية الأخرى مثل النوبات أو مشاكل النوم أو مشاكل الجهاز الهضمي.

احصل على دعم لاضطراب طيف التوحد

اضطراب طيف التوحد هو اضطراب يستمر مدى الحياة، ومع ذلك، يمكن إدارة الأعراض بمساعدة ممارسي الرعاية الصحية وعلماء النفس والأطباء النفسيين. تم تجهيز مركز كوشناخت لعلاج اضطراب طيف التوحد ونضمن حصول المصاب بالتوحد على خدمات صحية ورعاية متميزة.


يعمل فريق المحترفين في مركز كوشناخت على توفير مجموعة من علاجات الصحة النفسية المتخصصة المناسبة لكل فرد، بما في ذلك الرعاية العلاجية النفسية والعلاج الأسري.

يوفر مركز كوشناخت أيضًا علاجات للحالات المصاحبة مثل القلق والاكتئاب والإدمان واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.

تواصل معنا إذا كنت أنت أو أي شخص تعرفه بحاجة إلى علاج اضطراب طيف التوحد أو أي اضطرابات عصبية أخرى

The link is copied and ready to share!