تشخيص اضطراب طيف التوحد
يمكن ملاحظة العلامات المبكرة لاضطراب طيف التوحد عند الأطفال سواء من الآباء أو مقدمي الرعاية أو أطباء الأطفال بمجرد مرور عام واحد من عمر الطفل، وتظهر الأعراض بشكل عام منذ الولادة حتى سن الثانية أو الثالثة، وفي بعض الأحيان يكون العجز الوظيفي الناتج عن التوحد خفيفًا أو غير واضح حتى يبدأ الأطفال المدرسة، حيث قد تصبح الأعراض أكثر وضوحًا في إعدادات الفصل والتفاعل مع الأقران. يوصى بفحص الأطفال بحثًا عن تأخيرات في النمو في زياراتهم للأطفال في عمر 9 أو 18 أو 30 شهرًا، مع عمل فحوصات محددة للتوحد في الزيارات بعمر 18 و24 شهرًا. يمكن تشجيع عمل فحوصات إضافية إذا كان لدى الطفل احتمالية أكبر للإصابة باضطراب طيف التوحد أو أحد إعاقات النمو الأخرى.
لا يوجد اختبار طبي لتشخيص التوحد، ومع ذلك يجب على الآباء ومقدمي الرعاية المشاركة في مراقبة نمو الطفل باستمرار ومتابعة ما إذا كان الطفل قد حقق مراحل نموه في التعلم واللعب والتحدث والتحرك والتصرف مع الآخرين.
يمكن عمل فحص النمو، وهو أكثر دقة من مراقبة النمو، وذلك على يد الأطباء أو أطباء الأطفال المختصين بالنمو أثناء فحوصات الطفولة المحددة، حتى لو لم يكن يوجد قلق تجاه الأمر.
تعمل استبيانات الفحص وقوائم المراجعة على مقارنة الأطفال المشكوك بإصابتهم بالتوحد بالأطفال الآخرين في نفس العمر. تركز هذه الأسئلة عادةً على اللغة والحركة والعواطف ومهارات التفكير.
تعمل اختبارات الفحص على تحديد ما إذا كان الأطفال على مسار النمو الصحيح، ولكن لا يمكن الاعتماد عليها لتقديم التشخيص. فإذا كان الفحص يشير إلى شيء مثير للقلق، فقد يلزم إجراء تقييم نمو رسمي، وفي هذه الحالة، يمكن للأخصائي إجراء اختبار منظم أو مطالبة الآباء أو مقدمي الرعاية بملء الاستبيانات لتحديد ما إذا كانوا يستوفون معايير التوحد، بالإضافة إلى تسليط الضوء على نقاط القوة والتحديات التي يواجهها الطفل.
تتداخل بعض أعراض اضطراب طيف التوحد مع أعراض الاضطرابات العقلية الأخرى مثل القلق واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD)، ويجب على البالغين الذين يعانون من أعراض التوحد ولم يتم تشخيصهم التحدث إلى معالج نفساني أو طبيب نفسي.