استيقظت جوليا وهي تشعر بعدم الارتياح؛ ففكرة الذهاب إلى حفلة الليلة والجلوس بين حشد كبير، جعلت قلبها ينبض بسرعة قبل حتى أن تلامس قدميها الأرض، فحاولت تجاوز شعورها بالرهبة الذي تسلل إليها، وبالرغم من ذلك ازداد مع مرور كل لحظة. تدور العديد من الأفكار في ذهن جوليا مثل إعصار يدور خارج السيطرة، كانت تعلم ما ينتظرها - نوبة هلع.
شعرت بصعوبة في التنفس وأن صدؤها يضيق بها، كان الأمر كما لو أن وزنًا، لا تراه، يضغط عليها، مما يصعب تنفس الهواء.
وفي محاولة يائسة منها للهروب من هذه الأحاسيس، تعثرت جوليا خارج غرفتها محاولة الوصول إلى الهواء الطلق، لكن حتى العالم الخارجي بدا تهديدًا لها، فالشوارع المزدحمة والضجيج أكثر من قدرتها على التحمل، كل شيء بدا تهديدًا، وذهب عقلها في سباق مع سيناريوهات كارثية لما يمكن أن يحدث.
ثم ببطء شديد، بدأت شدة نوبة الهلع تتلاشى، مثل سحب العاصفة المتبددة، أصبحت تتنفس بتعب أقل، وقلبها الذي كان ينبض بسرعة، عاد إلى استقرار نبضه تدريجيًا.
وبعد أن كانت جوليا تشعر بالتعب والإنهاك العاطفي، شعرت بلمحة من الارتياح عندما ألغت الحفلة، وكان هذا بداية دائرة مفرغة أدت إلى انخفاض جودة حياة جوليا وأدت إلى إلغاء العديد من الفعاليات بسبب الخوف من تجربة نوبة هلع جديدة.