٠٧.١٢.٢٠٢٣ - الإدمان
علاج إدمان الفنتانيل

الفنتانيل مادة أفيونيه اصطناعية قوية تنتمي إلى عائلة الأدوية المسكنة للألم. يستخدم الفنتانيل على نطاق واسع في المجال الطبي لتسكين الألم الشديد المرتبط بالعمليات الجراحية وعلاج السرطان وغيرها من حالات الألم المزمن، إذ يعد أقوى 50 مرة من الهيروين وأقوى 100 مرة من المورفين. وفي حين ثبتت فعالية الفنتانيل في الاستخدامات الطبية، فقد ساهمت قوته وفعاليته في إساءة استخدامه وإدمانه، الأمر الذي أدى إلى الشعور بالقلق على الصحة العامة.
توجد عدة طرق مختلفة لاستهلاك الفنتانيل، سواء طبياً أو بطريقة غير مشروعة، فعلى الصعيد الطبي، يتم إعطاء الفنتانيل عادة تحت إشراف صارم على يد متخصصين في الرعاية الصحية. وتشمل طرق الاستهلاك الطبية الشائعة ما يلي:
رقع على الجلد: يتم وضع رقع الفنتانيل على الجلد لتطلق الدواء ببطء على مدى فترة طويلة، مما يخفف الألم على المدى الطويل.
الحقن في الوريد (IV): يمكن إعطاء الفنتانيل مباشرة إلى مجرى الدم عن طريق الحقن في الوريد، وغالباً ما يستخدم في العمليات الجراحية والتخدير
أقراص شدقية: تم تصميم بعض تركيبات الفنتانيل للإعطاء عبر الغشاء المخاطي للفم، إما على شكل مصاصات أو أقراص توضع على الجزء الداخلي للفم أو تحت اللسان.
من ناحية أخرى، قد يسيء الأفراد استخدام الفنتانيل، بطريقة غير مشروعة، بعدة طرق خطيرة:
الاستخدام عن طريق الوريد: يقوم بعض الأفراد بإذابة مسحوق الفنتانيل وحقنه عن طريق الوريد للحصول على تأثير سريع ومكثف.
بخاخات الأنف: يمكن تحويل الفنتانيل المصنوع بطريقة غير مشروعة إلى رذاذ أنفي، مما يسمح بامتصاصه من خلال الغشاء المخاطي للأنف.
الحبوب والأقراص: قد يتم ضغط الفنتانيل في صورة حبوب أو أقراص، الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلى خطر تناول جرعة زائدة، حيث قد لا يكون المستخدمون على علم بفاعلية الدواء.
التدخين: في بعض الحالات، يمكن تدخين مسحوق الفنتانيل، مما يشكل مخاطر صحية إضافية.
من الضروري التأكيد على الفعالية القصوى للفنتانيل والمخاطر المرتبطة به، خاصة عندما يتم الحصول عليه بطريقة غير مشروعة.
يعد الفنتانيل المُصنّع بشكل غير قانوني سبباً رئيسياً في خطر الجرعات الزائدة المرتبطة بالمواد الأفيونية بسبب فعاليته وعدم القدرة في التحكم في الجرعة المحددة في غياب الرقابة الطبية. إن إساءة استخدام الفنتانيل، سواء تم الحصول عليه من مصادر طبية مشروعة أو بطريقة غير قانونية، يشكل مخاطر صحية خطيرة ويمكن أن يؤدي إلى عواقب تهدد الحياة.
لاستخدام الفنتانيل مخاطر وآثار جانبية كثيرة، تتراوح من نقص التهوية (اكتئاب الجهاز التنفسي) إلى الغثيان والتخدير والدوار. يمكن أن يؤدي سوء استخدام الفنتانيل بشكل متكرر أيضًا إلى الارتباك، والاكتئاب، وصعوبة المشي، ومشاكل بالنطق، وضعف العضلات، والتعب، كذلك يعاني العديد من الأفراد من الغثيان والقيء وفقدان الوزن والهلوسة البصرية وألم حدقة العين. علاوة على ذلك، يمكن أن يؤدي استهلاك الفنتانيل إلى فقدان الوعي والغيبوبة والموت.
يوجد فرق ضئيل الضيق بين الجرعة العلاجية والجرعة المميتة من الفنتانيل، الأمر الذي يزيد من خطر الجرعات الزائدة، ومنها الجرعة الزائدة العرضية، التي تتميز بفشل الجهاز التنفسي، التي تعد نتيجة خطيرة لسوء الاستخدام. إن الحاجة الملحة لمعالجة هذا الخطر أمر بالغ الأهمية في التخفيف من الآثار المدمرة للفنتانيل على الجهاز العصبي المركزي، ومن أعراض الجرعة الزائدة فقدان الوعي، والشحوب والتعرق الشديد.
في حالة تناول جرعة زائدة من الفنتانيل يمكن عكس هذه الجرعة الزائدة مؤقتًا باستخدام النالوكسون، مما يمنح الشخص وقتاً للحصول على المساعدة الطبية، والنالوكسون دواء يمكنه عكس آثار الجرعة الزائدة من المواد الأفيونية بسرعة عن طريق الارتباط بنفس مستقبلات الدماغ التي يستهدفها الفنتانيل، وعند تناول جرعة زائدة من الفنتانيل، يعد استخدام النالوكسون تدخلاً هاماً بسبب فعالية الدواء والظهور السريع لضيق التنفس المرتبط باستخدامه.
يمكن أن يظهر أثر الجرعات الزائدة من الفنتانيل بسرعة، وحينها يعد تناول النالوكسون الفوري أمراً ضرورياً لمنع خطر الوفاة. يتم إعطاء النالوكسون عادة كحقنة، إما في العضل، أو عن طريق الوريد، أو عن طريق الأنف باستخدام رذاذ الأنف، ومن المهم ملاحظة أن مدة تأثير النالوكسون قصيرة نسبياً مقارنة ببعض المواد الأفيونية، لذلك قد يكون من الضروري تناول جرعات إضافية أو مراقبة طبية مستمرة لمنع تكرار أعراض الجرعة الزائدة.
يؤثر الفنتانيل على الدماغ، على غرار المواد الأفيونية الأخرى، من خلال التفاعل مع نظام الأفيونية الذاتية في الجسم، وهذا النظام عبارة عن شبكة معقدة من المستقبلات والناقلات العصبية والمسارات المشاركة في تنظيم الشعور بالألم والمكافأة والوظائف الفسيولوجية الأخرى.
ومع الاستخدام لفترة طويلة، يمكن للدماغ أن يتكيف مع وجود الفنتانيل، مما يؤدي إلى تطور القدرة على التحمل الذي يعني أن هناك حاجة إلى جرعات أعلى من الدواء لتحقيق نفس التأثيرات. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي الاستخدام المستمر إلى الاعتماد الجسدي، حيث يعتمد الجسم على وجود الدواء ليعمل بشكل طبيعي.
وتشمل بعض التأثيرات الأخرى للفنتانيل على الدماغ والجسم ما يلي:
تعديل الألم: التأثير العلاجي الأساسي للفنتانيل هو تخفيف الألم، ويحدث ذلك عن طريق الحد من انتقال إشارات الألم على طول الجهاز العصبي وتغيير تفسير الدماغ للألم.
النشوة والاسترخاء: بالإضافة إلى خصائص الفنتانيل المسكنة للألم، فإنه يحفز الشعور بالنشوة والاسترخاء، ويعد هذا التأثير جزء مما يجعل المواد الأفيونية، بما في ذلك الفنتانيل، أكثر جاذبية للاستخدام الترفيهي، مما يساهم في احتمالية إساءة استخدامه.
تنشيط نظام المكافأة: استخدام الفنتانيل موجود أيضاً في نظام المكافأة في الدماغ، والذي يرتبط بالأحاسيس الممتعة والسعيدة. ويساهم تأثير الفنتانيل في تشغيل هذا النظام مما يجعل الأفراد أكثر سعياً لاستخدامه.
إفراز الدوبامين: يؤدي الفنتانيل، مثل المواد الأفيونية الأخرى، إلى إفراز الدوبامين في مناطق معينة من الدماغ، وهو ناقل عصبي مرتبط بالشعور بالمتعة والمكافأة. هذه الزيادة في مستويات الدوبامين تعزز الارتباط بين استخدام الفنتانيل ومشاعر المتعة، مما يساهم في تطور إدمان الفنتانيل.
التحمل والاعتمادية: مع استخدام الفنتانيل لفترة طويلة، يمكن للدماغ أن يتكيف مع وجوده بالجسم، مما يؤدي إلى تطور تحمل الجسم له. والتحميل يعني أن الجسم في حاجة إلى جرعات أعلى من الدواء لتحقيق نفس تأثيره، علاوة على ذلك، يمكن أن يؤدي الاستخدام المستمر للعقار إلى حدوث الاعتمادية الجسدية، حيث يعتمد الجسم على وجود الدواء ليعمل بشكل طبيعي.
من المهم أن ندرك أنه في حين أن تأثيرات الفنتانيل على الدماغ يمكن أن تكون مفيدة للأغراض الطبية للحد من الألم الشديد، فإن إساءة استخدامه واحتمال إدمانه يشكل مخاطر صحية كبيرة.
لذا يعد فهم كيفية تفاعل الفنتانيل مع الدماغ أمراً بالغ الأهمية لمعرفة أي التدخلات فعالية وأهم استراتيجيات العلاج بالنسبة للمتضررين من الإدمان.
تستمر دورة إدمان الفنتانيل من خلال تطور الاعتماد الجسدي، مما يجعل أعراض الانسحاب عقبة هائلة أمام التعافي. يحدث الانسحاب عندما يقوم الشخص الذي وصل لمرحلة الاعتماد الجسدي على الفنتانيل بتقليل استخدامه أو التوقف عنه فجأة، ويمكن أن تختلف شدة ومدة أعراض الانسحاب وفقاً لعدة عوامل مثل مستوى الاعتمادية الجسدية، ومدة الاستخدام، والفروقات الفردية.
ربما تزيد أعراض الانسحاب من تحدي التوقف عن إدمان الفنتانيل، مما يؤكد الحاجة إلى استراتيجيات علاجية شاملة وداعمة. وتشمل أعراض انسحاب الفنتانيل:
آلام العضلات والعظام
الأرق واضطرابات النوم
آلام الجهاز الهضمي
القلق والأرق
الاكتئاب وتقلب المزاج
الرجفة والرعشة
في حين أن أعراض انسحاب الفنتانيل لا تهدد الحياة عادة، إلا أنها يمكن أن تكون غير مريحة ومنهكة جسدياً للغاية، لذت يوصى بطلب المساعدة الاحترافية أثناء الانسحاب للتعامل مع الأعراض بشكل فعال وتقديم الدعم خلال هذه المرحلة. يمكن أن يضمن الانسحاب الخاضع للإشراف داخل مركز علاج متخصص تجربة أكثر أمانًا وراحة للأفراد الذين يعملون من أجل التعافي.
يتطلب علاج إدمان الفنتانيل اتباع نهج شامل يعترف بالتفاعل بين الاعتماد الجسدي والعوامل النفسية واحتمالية الانتكاس. لا يهدف علاج إدمان الفنتانيل إلى تخفيف أعراض الانسحاب فحسب، بل يهدف أيضًا إلى معالجة الأسباب الجذرية للإدمان وتزويد الأفراد بالأدوات اللازمة للتعافي المستدام، وذلك عن طريق عدة طرق بداية من سحب السموم من الجسم إلى دمج العلاج المدعوم بالأدوية والعلاجات السلوكية وأنظمة الدعم المستمرة، وغيرها من الأساليب العلاجية.
سحب السموم من الجسم (التخلص من السموم) هي عملية حاسمة وخاضعة للإشراف الطبي، مصممة خصيصاً لمساعدة الأفراد على سحب مواد مثل الفنتانيل من الجسم بأمان. وبما أن الفنتانيل مادة أفيونية اصطناعية قوية، فهو يتطلب إدارة عملية سحب السموم بعناية بسبب شدة أعراض الانسحاب وخطر مضاعفاتها. الأهداف الأساسية للتخلص من السموم طبياً هي ضمان سلامة وراحة الفرد أثناء مرحلة الانسحاب، وإدارة الأعراض بشكل فعال، ووضع الأساس المستمر لعلاج الإدمان.
قد يستغرق الأمر عدة أسابيع بالنسبة لبعض الأفراد، وفي هذه الفترة يمكن للأطباء المحترفين وصف أدوية للمساعدة في التخلص من الفنتانيل من جسمك والمساعدة في تعزيز عملية التعافي بطريقة أكثر راحة. قد تخفف هذه الأدوية من بعض أعراض الانسحاب، مثل الرغبة الشديدة في تناول العقار، أو التهيج أو الغثيان أو حساسية الألم أو القيء.
يتضمن هذا النوع من العلاج استخدام الأدوية لدعم الأفراد في تعافيهم من إدمان المواد الأفيونية، وتشمل الأدوية الشائعة لإدمان الفنتانيل ما يلي:
الميثادون: دواء طويل المفعول يساعد على تقليل الرغبة الشديدة في تناول العقار وتخفيف أعراض الانسحاب.
البوبرينورفين: يستخدم للتخفيف من أعراض الانسحاب والرغبة الشديدة المرتبطة بالاعتماد على المواد الأفيونية.
النالتريكسون: يمنع تأثيرات المواد الأفيونية، ويمنع الانتكاس.
تعد العلاجات السلوكية جزءاً لا يتجزأ من علاج الإدمان، حيث تعالج الجوانب النفسية لاضطرابات تعاطي المخدرات، بما في ذلك إدمان الفنتانيل. تهدف هذه الأساليب العلاجية القائمة على الأدلة إلى تعديل الأفكار والسلوكيات والعواطف غير القادرة على التكيف المرتبطة بتعاطي المخدرات، وتعزيز الأنماط الصحية وآليات التكيف. في سياق إدمان الفنتانيل، تلعب العلاجات السلوكية دوراً فعالاً في مساعدة الأفراد على فهم الأسباب الجذرية لتعاطيهم للمواد، وتطوير استراتيجيات فعالة للوقاية من الانتكاس، والتغلب على تحديات التعافي على المدى الطويل. بعض العلاجات السلوكية الرئيسية المستخدمة عادة في علاج إدمان الفنتانيل:
العلاج السلوكي المعرفي (CBT): يعد العلاج السلوكي المعرفي نهجاً علاجياً يُستخدم على نطاق واسع ويركز على تحديد وتعديل أنماط التفكير والسلوكيات غير القادرة على التكيف والتي تساهم في الإدمان. ومن خلال الجلسات التعاونية، يتعلم الأفراد التعرف على أنماط التفكير السلبية ومحاولة تغييرها، وتطوير استراتيجيات التكيف الصحية، واكتساب المهارات اللازمة لتعامل مع التوتر دون اللجوء إلى تعاطي المخدرات.
إدارة العوارض: تحفز طريقة إدارة العوارض السلوك الإيجابي للشخص من خلال استخدام نظام المكافآت لتعزيز السلوكيات الإيجابية، مثل الامتناع عن تناول الفنتانيل. يكسب الأفراد مكافآت ملموسة مقابل التزامهم بأهدافهم العلاجية. يساعد هذا النهج في إنشاء ارتباطات إيجابية ويشجع جهود التعافي المستدامة.
المقابلات التحفيزية: المقابلات التحفيزية هي نهج علاجي يركز على العميل ويهدف إلى تعزيز دافع الفرد للتغيير. يستخدم المعالجون التواصل التعاطفي والإنصات الفعال لاستكشاف وتعزيز دوافع الفرد والتزامه للتغلب على إدمان الفنتانيل، وهو أمر فعال بشكل خاص في المراحل الأولى من العلاج.
تقدم العلاجات السلوكية للإدمان فوائد عديدة، وتتضمن استهداف العوامل النفسية الأساسية التي تساهم في تعاطي المخدرات، وتطوير مهارات التكيف العملية للتعامل مع مشاعر التوتر والرغبة الشديدة في تناول الفنتانيل، وتعزيز التغييرات الإيجابية الدائمة في أنماط التفكير والسلوكيات. تعمل هذه التدخلات القائمة على الأدلة على تمكين الأفراد من التغلب على تحديات الإدمان، وتعزيز الدافع للتعافي، والمساهمة في اتباع نهج علاجي فردي وشامل.
يوفر العلاج السكني لإدمان الفنتانيل للأفراد بيئة داعمة ومنظمة للغاية للتعافي المكثف، حيث يتم توفير نهج علاجي مركّز يعالج الجوانب الجسدية والنفسية والاجتماعية لإدمان الفنتانيل. يشارك الأفراد في العلاجات الفردية والإدارة الطبية والتدخلات الشاملة من خلال فريق من المتخصصين في الرعاية الصحية، يتضمن الأطباء والمعالجين والمستشارين، وتعمل البيئة السكنية أيضاً على إبعاد الأفراد عن محفزات وضغوطات الحياة اليومية، مما يسهل بذل جهد مركز على التأمل الذاتي، وبناء المهارات، وتطوير استراتيجيات التكيف الضرورية للتعافي المستدام. ويضمن هذا المستوى من الرعاية اتباع نهج شامل تجاه إدمان المخدرات، وتعزيز بيئة تحويلية وداعمة تفضي إلى تغيير إيجابي دائم.
يوفر مركز كوشناخت نهجاً شاملاً للرعاية الفردية المصممة وفقاً لاحتياجاتك وأهدافك المحددة. فريقنا من المتخصصين في الطب النفسي والعلاج النفسي، وبرنامج استعادة التوازن العاطفي البدني والتغذية، بالإضافة إلى الأطباء والمعالجين التكميليين، مكرسون لمساعدتك، لإنشاء بيئة إيجابية للتعافي.
باعتبارنا متخصصين في علاج الإدمان واضطرابات الصحة النفسية الأخرى، يمكننا مساعدتك على التعافي بأمان. إذا شعرت أنك أو أحد أفراد أسرتك لديك مشكلة مع الفنتانيل لا يمكنك السيطرة عليها أو حلها، تواصل معنا لمعرفة كيف يمكننا المساعدة في علاج إدمان الأدوية بشكل عام، مثل التخلص من إدمان النيكوتين، والترامادول والكيتامين وغيره، بالإضافة إلى حالات الإدمان السلوكي مثل إدمان القمار، واضطرابات الأكل وهوس الغذاء الصحي وإدمان الحب الجنس وتقديم أدوية لعلاج التعلق المرضي، وخدمات تعافي القادة وغيرها، وحدمات تعزيز المناعة الفوري والوقاية من الأمراض.
The link is copied and ready to share!