٠١.٠٩.٢٠٢٣ - الصحة النفسية

الأعراض الجسدية للاكتئاب: الأسباب والعلاج

Cover blog min

الاكتئاب مشكلة شائعة من مشاكل الصحة النفسية، معروف بتأثيره على مزاج الأشخاص وسلوكهم، ويمكن أن تتضمن تلك التغييرات الشعور بالتعب الدائم، وزيادة فترات النوم أو قلتها، وفقدان الاهتمام بالأنشطة اليومية، وتباطؤ التفكير، والشعور بعدم القيمة، وما إلى ذلك.

غالبًا ما تكون هذه الأعراض هي الأكثر شهرة بين أعراض الاكتئاب؛ ومع ذلك، فالاكتئاب اضطراب مزاجي معقد يمكن أن يظهر بأعراض جسدية مثل التقلبات في الوزن، واضطرابات النوم، ومشاكل الجهاز الهضمي، وغيرها، مما يمكن أن يسبب أضرارًا خطيرة للجسم.

في هذا المقال، سنستكشف الأعراض الجسدية للاكتئاب وخيارات العلاج المختلفة للتحكم في هذه المشاكل الصحية بفعالية.

الارتباط بين العقل والجسد

أسباب الاكتئاب

يمكن أن يصاب الإنسان بالاكتئاب نتيجة لمجموعة متنوعة من العوامل التي تتداخل مع بعضها، و من بين أسباب الاكتئاب الشائع:

العوامل الوراثية حيث قد يكون وجود حالات مصابة بالاكتئاب في العائلة عاملا مؤثرا وسبب من أسباب الاكتئاب المعروفة.

العوامل البيولوجية: تلعب العوامل البيئية دورًا مهمًا في الإصابة بالاكتئاب، مثل التغيرات في مستوى الناقلات العصبية في الدماغ.

الأحداث الصادمة: يمكن أن تسهم بعض الأحداث الصادمة مثل فقدان وظيفة، إنهاء علاقة، أو فقدان شخص عزيز، في تطور الاكتئاب.

البيئة المحيطة: تعد البيئة المحيطة بما تتضمنه من ظروف المعيشة والمشكلات الاجتماعية، سبباً أساسياً من أسباب الاكتئاب.

الأمراض المزمنة: تزيد بعض الأمراض المزمنة أو سوء الحالة الصحية إلى زيادة احتمالية الإصابة بالاكتئاب.

الارتباط بين العقل والجسد

كان الاعتقاد السابق أن العقل والجسد كيانين منفصلين، ومع ذلك، قدمت الأبحاث الحديثة العديد من الأدلة على وحدة الاثنين، وتُشير غالبًا إلى ما يُسمى بـ "ارتباط العقل والجسد".

يُشير هذا الارتباط إلى الصلة بين أفكار الفرد وتوجهاته وسلوكه وصحته الجسدية، حيث يؤثر كل من العقل والعواطف على الجسد، والجسد بدوره يؤثر على العقل. يوجد مزيد من الأدلة التي تثبت وجود هذا الترابط تتمثل في وجود شبكات اتصال قوية بين الدماغ والجهاز العصبي والجهاز الهرموني والجهاز المناعي، وكذلك الأعضاء والاستجابات العاطفية. وبالتالي، تؤثر التجارب العقلية والنفسية والعاطفية على تطور الأمراض. على سبيل المثال، يمكن أن يتسبب التوتر المزمن بردود فعل جسدية مثل قرحة المعدة أو مشاكل بالقلب.

الاكتئاب والجهاز العصبي

كاستجابة للضغوط النفسية، ينتج الجسم مستويات أعلى من الأدرينالين والكورتيزول - النواقل العصبية المشاركة في استجابة التوتر، هذه النواقل العصبية مفيدة، على المدى القصير، في بدء استجابة في حالات الهروب أو القتال. الأدرينالين، على سبيل المثال، يضيق الأوعية الدموية، ويزيد من ضغط الدم، ويسبب توسيع حدقات العين، ويبطئ عملية الهضم لتعزيز استجابة لمثيرات التوتر.

لكن على المدى البعيد، يمكن أن يسبب ارتفاع مستويات هذه المواد الكيميائية ضررًا على الجسم والأعضاء، مما يجعل الفرد أكثر عرضة للأمراض مثل أمراض القلب والأوعية الدموية، والسكتة الدماغية، والسكري، وهشاشة العظام، واضطرابات المناعة.

بالإضافة إلى دور النواقل العصبية الفسيولوجي مثل السيروتونين والنورإبينفرين، فهي تؤثر على الشعور بالألم وتقلبات المزاج، مما يجعلهما لاعبين رئيسيين في العلاقة بين الاكتئاب والأعراض الجسدية له.

حيث ترتبط المستويات المنخفضة من هذه النواقل العصبية بالاكتئاب، مما يشير إلى أن تأثيرها على المزاج قد يسهم في تطوير الاضطراب. تُستخدم أدوية مضادات الاكتئاب، مثل مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs) ومضادات الاكتئاب ثنائية الفعالية، السيروتونين والنورإبينفرين في علاج الاكتئاب، لأنها تعمل على تنظيم هذه النواقل العصبية، وتساعد في تخفيف الأعراض العاطفية والجسدية للاكتئاب.

المحور الدماغي المعوي

أثبت المحور الدماغي المعوي- وهو نظام اتصال بين الجهاز العصبي المركزي والجهاز الهضمي - كمساهم قوي في أعراض الاكتئاب الجسدية، مربطًا بين صحة الجهاز الهضمي والصحة العاطفية والنفسية.

يشمل المحور الدماغي المعوي الاتصالات الجسدية والكيميائية بين الدماغ والأمعاء، بما في ذلك الأعصاب والخلايا العصبية، ويلعب هذا النظام دورًا أساسيًا في جوانب متعددة من الصحة، مثل الوظائف العاطفية والمعرفية، حيث يمكن أن تؤدي التغييرات في البكتيريا الموجودة بالأمعاء إلى تغييرات في المزاج والسلوك، يُعتقد أن المحور الدماغي المعوي له علاقة بالأعراض الجسدية للاكتئاب، بما في ذلك اضطرابات النوم والتعب والألم والانزعاج.

يسهم السيروتونين، الناقل العصبي الرئيسي في تنظيم المزاج، أيضًا في الوظيفة الهضمية، حيث يتم إنتاج معظم السيروتونين في الجسم وتخزينه في الأمعاء، مما يُؤكد على أهمية ترابط العقل والأمعاء وتأثيره في الصحة النفسية وتأثيره المحتمل على حالات مثل متلازمة الأمعاء المتهيجة.

فهم كيفية تفاعل العقل والجسد معًا يمكن أن يشجعك على عمل تغييرات في نمط حياتك يمكن أن تحسن من صحتك الجسدية والنفسية، لذا فمن الضروري علاج الأعراض العاطفية والجسدية معًا في النهج الشامل لعلاج الاكتئاب.

ظهور الأعراض الجسدية للاكتئاب

الآن بعد فهمنا للآليات التي يمكن أن يؤثر بها الاكتئاب ومشاكل الصحة النفسية الأخرى جسديًا، دعونا نتعرف على أكثر الطرق شيوعًا لظهور الاكتئاب جسديًا.

اضطرابات النوم

للاكتئاب تأثير كبير على أنماط النوم، فالأرق والنوم الزائد يعدان اضطرابات النوم الأكثر شيوعًا المرتبطين بالاكتئاب، والذي يمكن أيضًا أن يسبب ألمًا جسديًا مع بعض الأفراد.

أكثر من نصف الأفراد الذين يعانون من أعراض الاكتئاب يواجهون صعوبة في النوم أو الاستمرار في النوم.

صعوبة النوم لأي سبب تزيد من احتمالية الإصابة بأمراض نفسية مثل الاكتئاب. ينشأ هذا الارتباط دورًا في دورة مفرغة، حيث تزيد اضطرابات النوم من تفاقم الاكتئاب، والاكتئاب، بدوره، يزيد من مشكلات النوم. وبالتالي، يصبح التعامل مع اضطرابات النوم أمرًا حاسمًا في التغلب على الأعراض النفسية والجسدية للاكتئاب.

التعب والكسل

يمكن أن يستنفد الاكتئاب طاقتك، مما يجعلك تشعر بالتعب والكسل، ويحدث ذلك من خلال تنظيم النواقل العصبية مثل النورإبينفرين والهيستامين المتعلقين باليقظة ودورة المكافئة في الدماغ، ونتيجة لانخفاض نشاط النواقل العصبية، قد يشعر الأفراد بالتعب أكثر خلال النهار، وقد يواجهون صعوبة في ممارسة الأنشطة اليومية مثل العمل والدراسة والتفاعلات الاجتماعية.

كما تسهم انخفاض مستويات الطاقة وقلة الحماس الناتجة عن الاكتئاب في دورة سلبية حيث يزيد التعب وقلة الاهتمام من تفاقم الاكتئاب وأعراضه.

ضعف المناعة

الأفراد الذين يعانون من الاكتئاب أكثر عُرضة للإصابة بالعدوى مثل نزلات البرد الشائعة، وبينما قد لا تكون الأمراض الخفيفة من هذا النوع خطيرة، إلا أن تأثر الجهاز المناعي على المدى الطويل يمكن أن يؤدي إلى تغييرات في المناعة، مثل زيادة إنتاج خلايا الدم البيضاء، وبينما تلعب خلايا الدم البيضاء دورًا حيويًا في مكافحة الأمراض، فإن الإفراط في إنتاجها يمكن أن يكبح الجهاز المناعي، مما يزيد من تعرض الشخص للإصابة بالعدوى المعقدة والالتهاب واضطرابات الجهاز المناعي. على سبيل المثال، يؤدي الإفراط في إنتاج خلايا الدم البيضاء إلى انخفاض في نشاط الخلية القاتلة الطبيعية، التي تدمر الخلايا المصابة والخلايا السرطانية في الجسم.

أمراض القلب والأوعية الدموية

هناك ارتباط وثيق بين الاكتئاب والضغوط النفسية، ففي كثير من الأحيان، يتعرض الأفراد الذين يعانون من الاكتئاب لضغوط كبيرة لفترة طويلة، فيسهم الإجهاد المزمن وهرمونات الإجهاد في ارتفاع ضغط الدم، مما يجعل الجسم في حالة الطوارئ لمدة طويلة، ومع مرور الوقت، يزيد ذلك من مخاطر الشخص للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، بما في ذلك السكتات القلبية والسكتات الدماغية.

الألم والانزعاج

بين الاكتئاب والألم الجسدي علاقة معقدة، حيث تبين أن الاكتئاب يزيد من التهاب الجسم ويزيد من حساسية الألم، مما يؤدي إلى ظهور أعراض مثل آلام العضلات وآلام المفاصل. وبالتالي، تبين أن الأفراد الذين يعانون من الاكتئاب يظهرون حدودًا أقل للألم من الأفراد الذين لا يعانون من الاكتئاب. علاوة على ذلك، يزيد احتمالية أن يعاني الأفراد الذين يعانون من الاكتئاب من آلام الظهر بنسبة 60٪ أكثر من أولئك الذين لا يعانون من الاكتئاب.

ويمكن أن يرتبط الألم، ولا سيما الألم المزمن، بمشاعر الاكتئاب واليأس، وكذلك مشاكل النوم. تؤكد هذه التداخلات بين الاكتئاب والألم على أهمية علاج الأعراض العاطفية والجسدية من خلال العلاج الشامل للتعافي.

التغذية

يمكن أن يؤدي الاكتئاب إلى تغييرات كبيرة في الشهية، والتي، إذا لم يتم مراقبتها، يمكن أن تؤثر بشكل خطير على التغذية والوزن والمظهر البدني.

يمكن أن يسبب زيادة الوزن غير المقصودة المرتبطة بالاكتئاب مشكلات صحية طويلة الأمد مثل مرض السكري أو أمراض القلب بينما يمكن أن يؤثر نقصان الوزن على الإخصاب ويسبب التعب ويؤدي إلى سوء التغذية ومشاكل في القلب والأوعية الدموية.

بالإضافة إلى أنه يمكن أن يؤدي الأكل الزائد أو القليل إلى تطوير اضطرابات الأكل لدى البالغين. تشمل المشاكل الهضمية الإضافية المرتبطة بتغييرات نمط الأكل:


  • آلام في المعدة

  • تقلصات

  • إمساك

  • غثيان

  • متلازمة الأمعاء العصبية

اضطرابات الوظائف الجنسية

يمكن أن تتسبب التغيرات في المزاج والسلوك في فقدان الاهتمام بالأنشطة التي كان الشخص يستمتع بها من قبل، بما في ذلك ممارسة العلاقة الجنسية. يمكن أن يظهر ذلك على شكل عدم القدرة على الشعور بالمتعة، أو عدم الاستفاقة الجنسية، أو صعوبة في الحفاظ على الانتصاب، أو الشعور بالألم أثناء الجماع، أو عدم القدرة على الوصول إلى النشوة الجنسية. علاوة على ذلك، يمكن أن تؤثر بعض الأدوية الموصوفة لعلاج الاكتئاب على الرغبة الجنسية وتؤثر على الأداء الجنسي.

يمكن أن يؤثر العجز الجنسي على الثقة بالنفس والصورة الذاتية للفرد، تمامًا كما يمكن أن تقلل الثقة بالنفس المنخفضة ومشاعر اليأس والتعب أيضًا من الرغبة الجنسية. يمكن للمعالج النفسي المساعدة في التعامل مع أعراض الاكتئاب وزيادة الرغبة الجنسية.

عوامل الخطر

تتمثل بعض العوامل في زيادة احتمالية حدوث أعراض جسدية للاكتئاب، يمكن أن تكون هذه العوامل وراثية أو حدوث وفاة لشخص عزيز أو اضطراب في العوامل الكيميائية الحيوية، وعوامل أخرى مثل المرض المزمن والإدمان على المواد. يمكن أيضًا أن يلعب العمر والنوع والحالات المشتركة دورًا في شدة أعراض الاكتئاب الجسدية. الاعتراف بهذه العوامل مهم لفهم وإدارة الأعراض الجسدية بفعالية.

العمر

تظهر حالات الاكتئاب عادة مع التقدم في العمر، وتكون نسب الاكتئاب أقل بين الرجال مقارنة بالنساء. بشكل عام، يكون كبار السن أكثر عرضة للأعراض الجسدية للاكتئاب نتيجة للتغيرات الجسدية الأخرى المرتبطة بالشيخوخة.

النوع

يلعب النوع دورًا كبيرًا في ظهور الأعراض الجسدية المتعلقة بالاكتئاب. تشير الأبحاث إلى أن النساء أكثر عرضة للأعراض الجسدية للاكتئاب، والتي تتضمن الشعور بالتعب واضطرابات النوم والألم. النساء أيضًا أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب نتيجة للتقلبات الهرمونية التي يمرن بها، في فترات الحمل أو عند انقطاع الطمث.

الحالات المشتركة

تشير الحالات المشتركة إلى الحالات الطبية التي يمكن أن تزيد من حدة أو تسهم في الأعراض الجسدية المرتبطة بالاكتئاب. تشمل أكثر الحالات المشتركة الحالات المزمنة التالية: اضطرابات القلق، إدمان المواد، اضطرابات الأكل، أمراض القلب، ارتفاع ضغط الدم، السكتة الدماغية، الألم المزمن، ومرض السكري.

يمكن أن تلعب حالات أخرى مشتركة، مثل اضطرابات الغدة الدرقية، وأمراض المناعة الذاتية، واضطرابات النوم، أيضًا دورًا في طريقة ظهور الأعراض الجسدية للاكتئاب، ومن الضروري معالجة هذه الحالات المشتركة بفعالية لإدارة الأعراض الجسدية للاكتئاب بشكل فعال.

قد يتضمن العلاج استخدام الأدوية وإجراء تعديلات على نمط الحياة والعلاج النفسي للاكتئاب بجانب الحالة الطبية الأساسية.

إدارة الأعراض الجسدية للاكتئاب

التعامل مع الأعراض الجسدية المرتبطة بالاكتئاب السريري وتقليلها أمر أساسي للعمل على تحسين الصحة العامة. يمكن أن يساعد تناول مجموعة من الأدوية وعمل تغييرات في نمط الحياة والعلاج النفسي في التخفيف من هذه الأعراض وتحسين الوظائف اليومية للفرد.

من خلال التعامل مع الأعراض العاطفية والجسدية على حد سواء، يمكن للأفراد العمل نحو نهج شامل للتعافي.

تشمل العلاجات النفسية والجسدية للاكتئاب التأمل والتصوير الموجَّه والاسترخاء التدريجي للعضلات والتنويم المغناطيسي والتدريب الذاتي. أكدت دكتورة سيلهوب أن استخدام هذه التقنيات لتحقيق توازن في نظام الاستجابة للإجهاد يمكن أن يحسن من حالة الاكتئاب في حالة عدم وجود عوامل مرضية نفسية متزامنة.


الأدوية

تلعب مضادات الاكتئاب دورًا حيويًا في علاج الأعراض النفسية والجسدية للاكتئاب، فمضادات الاكتئاب ذات التأثير المزدوج، مثل الفينلافاكسين والدولوكستين، تستهدف السيروتونين والنورإبينفرين.

أما مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs)، مثل سيرترالين وباروكستين، تؤثر فقط على امتصاص السيروتونين. تساعد هذه الأدوية في تنظيم الناقلات العصبية، مما يخفف من الأعراض على كل من المزاج والجسم.

تعديلات نمط الحياة

يمكن أن تؤثر التعديلات على نمط الحياة بشكل كبير على إدارة الأعراض الجسدية للاكتئاب. المشاركة في النشاط البدني بانتظام، واتباع نظام غذائي غني بالعناصر الغذائية، والحصول على قسط كاف من الراحة يمكن أن يساعد في تقليل التعب، وتحسين النوم والمزاج، وتخفيف الألم والانزعاج المرتبط بالاكتئاب، وبالإضافة إلى هذه التغييرات، يمكن استخدام تقنيات إدارة التوتر مثل اليوغا والتأمل والتنفس العميق التي يمكن أن تكون أيضًا مفيدة في إدارة الأعراض الجسدية.

يجب اعتماد نهج شامل يهتم بالصحة الجسدية والنفسية معًا، ليؤدي إلى إدارة أكثر فعالية لأعراض الاكتئاب.

العلاج

يمكن أن يكون العلاج الحديث، مثل العلاج المعرفي-السلوكي (CBT)، والعلاج الشخصي، وعلاج اليقظة الذهنية، مفيدًا في معالجة الاستجابات غير الصحيحة للألم والأعراض الجسدية الأخرى للاكتئاب ويمكن أن يساعد في تعليم مهارات تكيف جديدة. يمكن للعلاج مساعدة الأفراد في التعرف على الأنماط السلبية للأفكار التي قد تسهم في أعراض الاكتئاب الجسدية. يستطيع علاج اليقظة الذهنية، على وجه الخصوص، مساعدة الأفراد في أن يصبحوا أكثر وعيًا بأفكارهم ومشاعرهم، مما يعزز تطوير استراتيجيات جديدة لإدارة الألم. من خلال دمج العلاجات الحديثة في خطة علاج شاملة، يمكن للأفراد فهم وإدارة الجوانب العاطفية والجسدية للاكتئاب بشكل أفضل.

تحديات العلاج

قد يكون علاج الأعراض الجسدية للاكتئاب أمرًا صعبًا بسبب عوائق محتملة مثل آثار الأدوية الجانبية. التعرف على الأعراض الجسدية بشكل صحيح وتشخيصها بشكل صحيح أمر بالغ الأهمية لضمان العلاج الفعال، حيث يمكن أن يؤدي التشخيص الخاطئ إلى علاج غير كافٍ وربما حتى تفاقم الأعراض. لذلك، فإن التغلب على هذه التحديات ضروري للتعامل بنجاح مع كل من الأعراض النفسية والجسدية للاكتئاب.

الآثار الجانبية

الآثار الجانبية الجسدية لأدوية مضادات الاكتئاب، مثل الغثيان وزيادة الوزن واضطرابات الوظيفة الجنسية، يمكن أن تؤثر على التزام المريض بالعلاج. يمكن أن تثبط هذه الآثار الجانبية الأفراد من مواصلة تناول أدويتهم، مما قد يعوق تقدمهم نحو الشفاء. إذا أصبحت الآثار الجانبية مشكلة، فمن الضروري مناقشتها مع مقدم الرعاية الصحية، الذي قد يقوم بتعديل خطة العلاج للحد من الآثار الجانبية وضمان إدارة فعالة لكل من الأعراض العاطفية والجسدية. التواصل المستمر مع مقدمي الرعاية الصحية والاستمرار في البحث عن العلاج المناسب يمكن أن يساعد الأفراد على التغلب على هذه التحديات والتقدم نحو الشفاء.

صعوبات التشخيص

يمكن أن يكون التشخيص الدقيق للأعراض الجسدية المرتبطة بالاكتئاب أمرًا صعبًا بسبب تشابهها مع أعراض حالات طبية أخرى، قد يكون من الصعب التعرف على الأعراض الجسدية ويمكن عدم الالتفات إليها بسهولة، مما يؤدي إلى تشخيص خاطئ وعلاج غير مناسب. ولضمان التشخيص الصحيح، من الضروري أن نكون على دراية بالظهور الجسدي للاكتئاب وأن نكون على استعداد لمناقشة الأعراض بصدق وشمولية مع مقدمي الرعاية الصحية، يمكن أن يساعد ذلك في ضمان التشخيص الصحيح وخطة علاج فعالة، مما يؤدي في النهاية إلى تحسين إدارة الأعراض العاطفية والجسدية.

الاكتئاب مرض جسدي بنفس قدر كونه مرض نفسي، يتأثر بأمور متعددة مثل العلاقة بين العقل والأمعاء، والاختلافات الفردية في الكيمياء العصبية، وعوامل الخطر الفردية، لأن تجربة كل فرد مع الاكتئاب مختلفة عن تجربة غيره وفريدة من نوعها.

التعرف على هذه الأعراض الجسدية والعاطفية وعلاجها ضروري للغاية للتعامل بشكل شامل مع الاكتئاب. من خلال عمل خطة شاملة تتضمن الأدوية وتعديلات نمط الحياة والعلاج النفسي، يمكن للأفراد العمل نحو إدارة أعراضهم وتحسين صحتهم العامة.


تم تجهيز مركز كوشناخت لعلاج الاكتئاب وأعراضه الجسدية، ونقدم خدمات متميزة في مجال الصحة والرعاية، حيث نوفر مجموعة من علاجات الصحة النفسية المتخصصة المناسبة لكل فرد مع تقديم عدد من العلاجات مثل العلاج النفسي والرعاية الطبية واستعادة التوازن العاطفي البدني وتجديد الشباب (BIO-R®)، وأنظمة العلاج الأسري.

في كوشناخت تكرس فرقنا للعلاج الطبي والنفسي جهودها لرفاهيتك، وتوفر علاجات فردية مصممة خصيصًا لتلبية احتياجاتك وأهدافك الفردية. سواء كان ذلك للمساعدة في إدارة أعراض الاكتئاب أو مشكلات الصحة النفسية الأخرى، فإن فريقنا موجود لدعمك.

فكر في الاتصال بنا لمعرفة كيف يمكننا المساعدة.

The link is copied and ready to share!