١٤.٠٤.٢٠٢١ - الإدمان

بودكاست كوشناخت رقم 18: حوار مع دين جوستار عن كوفيد-19، ملخص العام

Interviews Podcasts Podcast 04 V2 Farbe

"سيعاني الكثير من الناس من آثار طويلة المدى، أتوقع أنه ربما نحو 15 إلى 25٪ من الناس، لن تعود حياتهم إلى طبيعتها عندما ينتهي هذا الوباء" - ديان جوستار، أخصائي الوقاية من الانتكاس.

في أحدث بودكاست من كوشناخت مع ديان جوستار أخصائي الوقاية من الانتكاس، وهو يناقش تداعيات جائحة كوفيد-19 والتأمل في العام الماضي. يحلل ديان النسبة الملاحظة في الزيادة في استهلاك الكحول، وتعاطي العقاقير غير المشروعة وادمان العقاقير الطبية، والآثار المتتابعة لذلك وتطوراتها. كما يناقش تزايد حالات الاكتئاب والقلق والخوف من العدوى الذي يمنع الكثيرين من طلب العلاج، وكذلك الاستعدادات اللازمة للتعامل بشكل أفضل في المستقبل.

المحاور: مرحبا، اليوم سيكون لقاؤنا مع ديان جوستار.

ديان جوستار: مرحبًا

المحاور: مساء الخير ديان، بما أنك المسؤول عن خدمات الطب النفسي هنا، أود أن أطرح عليك بعض الأسئلة اليوم بخصوص كوفيد-19، وذلك بعد مرور عام كامل منذ أن تحدثنا أخر مرة "مراجعة الأحوال خلال جائحة كورونا"، اعتقد أن الآن هو الوقت المناسب لمناقشة ما حدث على مدار الإثني عشر شهرًا الماضية.

بصفتك متخصصًا في الوقاية من الانتكاس في كوشناخت، وإدراكًا منا أننا الآن بعد عام واحد منذ بداية التأثير الكامل لأزمة فيروس كورونا، وحدوث الإغلاق التام وقيود في الحركة والتواصل الاجتماعي، في رأيك، هل يوجد احتمالية حدوث جائحة نفسية في أعقاب فيروس كورونا؟

جوستار: بالتأكيد، لقد رأيت الكثير من الأدلة التي تم نشرها حول تأثير كوفيد-19 على الصحة النفسية للأشخاص على مستوى العالم. ترتبط بعض التأثيرات بـكوفيد-19، ولكن هناك تأثير مضاعف أيضًا بسبب الإغلاق التام والركود الاقتصادي. لقد قرأت إحدى الدراسات التي أظهرت أنه بعد شهر واحد من إغلاق المملكة المتحدة، كان هناك ارتفاعًا كبيرًا في نسبة الإصابة بالاضطرابات النفسية من 18.9٪ إلى 27.3٪، والتي تعتبر زيادة كبيرة خاصة أنها حدثت بعد شهر واحد فقط من الإغلاق التام.

كما قرأت بعض الدراسات حول تأثير الركود الاقتصادي على الصحة النفسية للأشخاص. على سبيل المثال، وذلك ليس متعلقًا بكوفيد-19 فقط، فإذا كانت هناك زيادة في معدل البطالة بنسبة 1٪، فمن المؤكد أنه سيكون هناك زيادة في حالات الانتحار بنسبة 1٪ أيضًا. لذلك أعتقد أن هذا الوباء له تأثير محسوس في كل مكان.

المقدم: أيعني حديثك أن تأثير الفيروس على الصحة النفسية للأشخاص سيكون بعيد المدى وطويل الأجل، أليس كذلك؟

جوستار: سيشعر الكثير من الناس بآثار طويلة المدى، وأتوقع أنه ربما نحو 15 إلى 25٪ من السكان لن تعود حياتهم إلى طبيعتها بعد الانتهاء من هذا الوباء.

يمكن أن يكون منهم الأشخاص الذين يعانون من مشكلات مع تعاطي الكحول والمخدرات أو الاكتئاب والقلق المتزايد والقلق الاجتماعي، وربما الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الوسواس القهري وغيرهم الكثيرون، سيعانون بالتأكيد من تأثيرات طويلة المدى.

المحاور: تتوافق هذه الإحصائيات إلى حد كبير مع الأرقام الأخيرة من المملكة المتحدة ومكتب الإحصاء الوطني، الذي كشف أن هناك 5460 حالة وفاة مرتبطة بأسباب معينة تتعلق بالكحول بين يناير وسبتمبر من العام الماضي، والتي تشير إلى ارتفاع نسبة الأشخاص الذين أن يتناولون العقاقير بأنفسهم دون استشارة طبيب خلال هذه الأزمة، إلى زيادة 3732 في العام السابق، بزيادة أكثر من 16 ٪.

يقول مكتب الإحصاء الوطني إن معدل الوفيات بسبب الكحول في إنجلترا وويلز وصل إلى 12.8 حالة وفاة لكل 100 ألف شخص في الفترة من يناير إلى مارس، وهو أعلى معدل منذ عام 2001، عندما كان الرقم 9.5 حالة وفاة لكل 100 ألف شخص.

تم نشر التقرير السنوي للمكتب الوطني للإحصاء حيث ذكرت المفوضية الأوروبية أن حوالي 800 شخص في أوروبا يموتون الآن لأسباب تتعلق بالكحول كل يوم. إذن هذه الأرقام، بالإضافة إلى تلك التي تشاركها معنا اليوم، تُظهر ارتباطًا واضحًا بين الاعتمادية والوباء، أليس كذلك؟ هل هذا ما لمسته بنفسك في كوشناخت؟

جوستار: من المؤكد أن هناك ارتباطًا بين زيادة استهلاك الكحول والوباء، خاصة كلما طال وقت الجائحة. فقد أظهرت الكثير من الأبحاث زيادة مستويات استهلاك للكحول بمعدل يصل إلى الثلث أكثر من مستويات استهلاكهم ما قبل الوباء. وربما تحول استهلاك الشراب إلى الأشخاص الذين يعتمدون عليه كإستراتيجية للتعامل مع جميع المشكلات الأخرى، والتي قد تحدثنا عنها سابقًا.

سيكون من المثير للاهتمام أننا يمكننا تقييم أنماط الشرب من خلال ملاحظة مشتريات الناس من الكحول. وأعتقد أن أبحاث البيع بالتجزئة أظهرت زيادة ملحوظة في الشراء بالجملة في بداية الوباء، وأتنبأ بحدوث انخفاضًا ملحوظًا في عدد الأشخاص الذين يشربون النبيذ الغالي مع مرور الوقت، كما سيحدث زيادة في نسب شراء منتجات الكحول عالية القوة مثل المشروبات الروحية، وكذلك زيادة في المنتجات الكحولية ذات الأسعار المنخفضة والجودة المنخفضة.

من المتوقع أننا سنشهد زيادة في عدد الوفيات والحوادث الأخرى المتعلقة بالكحول مع شراء المزيد من الكحول وكثرة حالات السكر. وكذلك هناك زيادة في عدد الحوادث المتعلقة بالصحة النفسية، ومشكلات العنف المنزلي، يعتبر الرجال الذين يشربون الكحول أكثر عرضة بمقدار ستة أضعاف للإساءة إلى شركائهم أو أطفالهم، لذلك تم تصنيف العنف المنزلي ضمن الآثار السلبية للوباء.

يعتبر حل هذه النوعيات من المشكلات أمرًا معقدًا جدًا، حتى بدون وجود إغلاق تام أو المشكلات الأخرى المتعلقة بكوفيد-19. ونعلم أن هناك إحجامًا عن وصول الأشخاص إلى الرعاية الصحية خوفًا من خطر الإصابة بالعدوى أيضًا، مما تسبب في زيادة معدل الوفيات أيضًا. لن أقول إننا في كوشناخت شهدنا زيادة ملحوظة في عدد العملاء الذين يأتون إلينا بسبب مشكلات إدمان الكحول، ولكن من المؤكد أننا شهدنا زيادة في حالات الاكتئاب والقلق والتي ترجع إلى ما يحدث في الوقت الحالي.

المحاور: وفقًا لتقرير إخباري صادر عن شركة اختبار الأدوية ميلينيوم هيلث، وُجد أن استخدام الميثامفيتامين والفنتانيل قد ارتفع ارتفاعًا كبيرًا أيضًا بعد أن ضرب الوباء الولايات المتحدة، والتي اشارت أيضًا إلى ارتفاع في النتائج الإيجابية لاختبارات المخدرات في البول بنسبة 78٪ للفنتانيل و29٪ للميثامفيتامين خلال الأشهر التسعة الأولى من الوباء مقارنة بنفس الفترة في عام 2019.

ديان، هل تعتقد أن المستخدمين لديهم استعدادًا للمخاطرة باستخدام مثل هذه العقاقير، وربما يخالفون القانون بسبب الشعور بالعجز والخوف واليأس الناتج عن هذا الوباء؟ هل هذه مشكلة في الولايات المتحدة وحدها أم أنك لاحظت نفس الارتفاع في أوروبا؟

جوستار: في الواقع لم اقرأ البحث كاملًا بالنسبة للولايات المتحدة، لكن يمكنني أن أقدم لك نظرية محتملة فيما يتعلق بهذه الأرقام التي نقلتها. يتم تصنيع الكثير من الميثامفيتامين داخل البلاد أو استيراده عبر المكسيك في أمريكا، لكن بسبب انتشار الوباء أصبحت الطرق المعتادة لتهريب الكوكايين أكثر تقييدًا. مما أدى إلى زيادة استخدام الميثامفيتامين، بسبب سهولة الحصول عليه وتكون تكلفته أقل من الكوكايين.

حيث يتم استيراد المواد الأفيونية في الولايات المتحدة عبر المكسيك، كما أصبح وصف الأدوية الأفيونية في أمريكا أكثر صعوبة، والذي يكاد يكون من المستحيل الحصول على المواد الأفيونية الموصوفة بصورة قانونية. لذلك اتجهت العديد من المجموعات في المكسيك بتصنيع أقراص دوائية مغشوشة، حتى كثير من الناس مدمنين عليها في أمريكا، مثل أقراص أوكسيكودون. حيث تحتوي أغلب هذه المنتجات المغشوشة على الفنتانيل كمكون أساسي لها، كما ينطبق نفس الشيء على الهيروين المصنع، والذي يأتي من الولايات المتحدة عبر المكسيك، وغالبًا ما يتم خلط الهيروين المكسيكي بالفنتانيل لزيادة فعاليته، مما يزيد من خطورته.

أنت الآن تسأل عن المخاطرة في تعاطي المخدرات في حالة أن الطرق المعتادة للحصول على المخدرات محدودة، فسيستخدم الناس بدائل أخرى ويتحملون مخاطر أكبر عند شرائها وتناولها. أعتقد أن القضية الرئيسية هي في طريقة الحصول على العقار، فعندما يواجه متعاطي المخدرات مشكلة في حصوله عليها، فقد يتسبب ذلك في الشعور باليأس، مما يؤثر على سلوكه. كما أن الافتقار إلى الوصول إلى الخدمات الداعمة يمكن أن يتسبب في شعور المتعاطي بالعزلة ويبقى بدون دعم ورعاية.

وفيما يتعلق بالمقارنة بين الدول أو في أوروبا، أعتقد أنك ربما تحتاج إلى تعميم الأمر قليلاً. يتركز استخدام الميثامفيتامين في أوروبا بشكل عام بين مجموعة صغيرة من متعاطي المخدرات، كما يرتبط بالسلوك الجنسي القهري، ظهرت زيادات بسيطة في استهلاك الفنتانيل في اختبارات المخدرات، ولكن أقل من المستويات التي شهدتها الولايات المتحدة، وقد تزداد هذه الأرقام، لأن الفنتانيل مادة قوية يمكن شراؤها بتكلفة بسيطة مقارنة بتكلفة الهيروين.

المحاور: الآن فيما يتعلق بالعقاقير الموصوفة، تم وصف أكثر من 3.2 مليون عقار مضاد للاكتئاب بشكل قانوني من قبل الأطباء في ويلز في الأشهر الستة التي أعقبت انتشار جائحة كوفيد-19، وهو ما يمثل زيادة قدرها 115.660 مقارنة بالعام السابق. ومع ذلك، قيل إن الإحالات العلاجية انخفضت بمقدار الثلث، وأن من المحتمل أن يتكرر هذا الرقم في جميع أنحاء أوروبا. إذن ما مدى قلقك بشأن التأثير الممتد لهذا الوباء وآثاره السلبية على الصحة النفسية للناس على مستوى العالم؟ إنها مشكلة خطيرة، حيث يعتمد المصابون على العقاقير المحظورة والقانونية، بينما من المفترض أن يبحثوا عن علاج نفسي، أليس كذلك؟

جوستار: تُظهر الزيادة في عدد الأدوية الموصوفة لمضادات الاكتئاب، أننا نكافح لإدارة التأثير على المستوى الفردي، حيث كانت هناك زيادة في مستوى استهلاك الأدوية غير الموصوفة قبل عام من انتشار الوباء، ولكنها كانت زيادة طفيفة، ويظهر قلة الإحالات العلاجية أن هناك عدم إحالة الأشخاص للمتخصصين، أو إحالة الأطباء العامين لآخرين متخصصين؛ أو انخفاض في تقديم الخدمات أيضًا. لذلك أُغلق الكثير من المواقع التقليدية التي يمكن الحصول على المشورة منها.

المحاور: أتعني المراكز الصحية؟

جوستار: بالضبط، هذا بحث خاص بويلز. وفي الواقع هناك فرق بين الحصول على العلاج بالكلام في ويلز عنه في إنجلترا؛ ففي ويلز يجب أن يقوم الممارس العام بعمل الإحالة، أما في إنجلترا من الممكن أن يطلب الشخص بذاته العلاج بالكلام، لكن حتى في إنجلترا ، لم يكن يطلب الناس هذا العلاج، وقد يكون السبب مجرد عدم الرغبة في مقابلة شخص ما وجهاً لوجه أو عدم القدرة على القيام بذلك.

لذلك، ومع وجود خيارات متاحة محدودة، أصبحت مضادات الاكتئاب حل سريع وسهل إلى حد ما للأطباء، لكن علينا أن نتذكر أن العثور على مضاد الاكتئاب المناسب لكل شخص هو عملية عشوائية إلى حد ما. مما جعل الوضع أصعب، فمضادات الاكتئاب لا تحل المشكلة بالضرورة، وبالتأكيد غير مناسبة كحل طويل الأمد لما يحدث.

حتى في إنجلترا، حيث توجد فرصة لأن يطلب الشخص بنفسه التحويل لأخصائي نفسي، كان هناك انخفاض كبير في هذه الطلبات، على الأقل بنسبة الثلث. أعتقد أنه كلما استطعنا القيام بالمزيد لتعزيز نهج أوسع لعلاج الاكتئاب والقلق، كان لذلك نتائج أفضل، مع التعزيز الجيد للعلاج بالكلام والترويج له، فهناك الكثير الذي يمكننا فعله باستخدام تطبيقات Zoom وSkype وهذه الأنواع من البرامج. أعلم أن الأمر مختلف عن المقابلة وجهًا لوجه، لكننا أصبحنا أكثر دراية بهذه الاستراتيجيات.

المحاور: إذن كانت هذه طريقة التواصل في الغالب على مدار الإثني عشر شهرًا الماضية لمخاطبة معظم العملاء الذين لم نتمكن من الاتصال بهم مباشرة؟

جوستار: بالتأكيد، أعتقد أن هناك أملًا الآن، حيث يتم طرح اللقاحات التي من الواضح أنها أسرع في طرحها في بعض المناطق من العالم عن الأخرى، لكن على الأقل هناك شعور بأننا في بداية النهاية، وأعتقد أن الناس يمكن أن يشعروا بذلك.

لكن هناك الكثير من التخطيط المستقبلي الآن للتخفيف من الآثار طويلة المدى للجائحة، لذلك نحن بحاجة إلى تعلم كيفية التخفيف من الأضرار الناجمة عن الوباء والتخطيط بشكل أفضل للمستقبل مع انفتاح العالم، وعلينا أن نبدأ في بناء أنظمة رعاية صحية يمكنها الصمود والتعامل الصحيح في المستقبل إذا حدث شيء مشابه لذلك يجب أن نكون مستعدين. وعلينا أن نتعلم مما اختبرناه، ويتعين علينا تصميم خطط استمرارية للرعاية الصحية تكون جاهزة للتنفيذ ونفعل ما في وسعنا للتأكد من أننا لا نقع في هذا النوع من المشكلات النفسية الضخمة مرة أخرى.

المحاور: شكرًا جزيلاً لك ديان على الحوار ومشاركتك اليوم. لقد تحدثنا بعد 12 شهرًا من بداية أزمة الوباء وقد تعلمنا الكثير من هذا الحوار. شكرا لمشاركتك وجهات النظر حول هذا الموضوع. نحن هنا في مركز علاج ادمان الكحول كوشناخت نحاول إعادة ابتكار تجربة الرعاية النفسية. شكرًا جزيلًا ديان.

جوستار: شكرًا لك.


The link is copied and ready to share!