٢٥.٠٨.٢٠٢٣ - الصحة النفسية

التعلق العاطفي المرضي: الأسباب والأعراض وطرق العلاج

TKP blog 25 08 cover min

تسهم العلاقات الإيجابية في الإحساس بالأمان العاطفي والثقة مع الطرف الآخر، ومع ذلك، فهناك نسبة كبيرة من الأشخاص لا يستطيعون التواصل مع الأفراد الآخرين وتكوين علاقات حقيقية. ويشار إلى ذلك بـ "اضطراب الارتباط"، الذي يتطور عادة في الطفولة ويؤثر على معتقدات الفرد وأفكاره وسلوكياته طوال حياته. يظهر التعلق العاطفي المرضي أنماط ارتباط غير سوية، سنستكشفها في هذا المقال.

اضطرابات الارتباط هي حالات معقدة يمكن أن تؤثر بشكل كبير على الصحة النفسية والجسدية والعاطفية للفرد، يمكن أن تظهر هذه الاضطرابات بطرق متعددة، مثل أن يكون الشخص ملازمًا جدًا للآخرين أو يكون منعزلًا اجتماعيًا، أو الشعور بعدم الثقة في الآخرين، ويعاني من صعوبة في التواصل والحفاظ على العلاقات مع الآخرين.

يمكننا فهم هذه المسألة الصعبة بشكل أفضل والتعامل معها من خلال تحديد أسباب وأعراض التعلق العاطفي المرضي وفحص الخيارات المتاحة للعلاج. مع التفاني والدعم المناسب، يمكن للأفراد الذين يعانون من التعلق العاطفي المرضي العمل نحو علاقات أكثر صحة وتحسين الرفاهية العامة.


ما هو التعلق العاطفي المرضي، ما هي نظرية التعلق العاطفي

التعلق العاطفي هو شكل من أشكال العلاقات العاطفية أو الارتباط النفسي - أحاسيس القرب من الآخرين - التي يشعر بها الإنسان تجاه الآخرين (الوالدين، الأشقاء، الأصدقاء، الأزواج، إلخ)، لذا فهو إحساس أساسي في تطور مشاعر الإنسان، حيث يؤثر بشكل كبير على قدرتنا على بناء العلاقات بين الأفراد والشعور بالانتماء.

تؤثر تجارب الطفولة المبكرة على تطور الطفل وسلوكه، مما يؤثر على قدرته على تكوين علاقات ذات معنى مع الآخرين، حيث يتعلم الأطفال الكثير من خلال الملاحظة ويتعلمون ويقلّدون سلوكيات مختلفة ولغات وأساليب اتصال وتقنيات مختلفة لحل المشكلات.

لكن عند تربية الأطفال على يد أفراد لا يقدمون الرعاية والعناية بشكل كاف، يتعلمون كيفية التعامل مع مقدمي الرعاية ومع الآخرين بطرق غير ملائمة.

يعرف جون بولبي، عالم نفس بريطاني ورائد في علم النفس التنموي، التعلق العاطفي بأنه ميول لتكوين روابط عاطفية قوية - علاقات ذات معنى - مع الآخرين. وقد أضاف أيضًا بأن العلاقات مكون أساسي في الطبيعة البشرية، حيث تعمل كوسيلة لتبادل المعلومات، والشعور بالراحة، والإحساس بالرعاية والسعادة.


أما عن نظرية التعلق العاطفي فهي تعبر عن مفهوم نفسي يكشف ديناميكيات العلاقات بين الأفراد على المدى الطويل. تحدد نظرية الارتباط أنماط الارتباط المميزة التي تتشكل في الطفولة المبكرة من خلال تفاعلات الرضيع مع مقدمي الرعاية. قبل أن يبدأ الطفل المدرسة، تتم التفاعلات الاجتماعية الرئيسية له مع الشخصيات المرتبط بها (مقدمي الرعاية وأفراد العائلة)، ومن خلال هذه التفاعلات المبكرة، يتعلم الأطفال عن السلوك والتواصل ويتعلمون أيضًا تكوين توقعات عن الأشخاص والعالم من حولهم. تتطور أنماط ارتباط آمنة بالنسبة للأطفال الذين يقدم لهم الرعاية والاهتمام، بينما يطور لدى الذين يعانون من قلة الاهتمام والرعاية أنماط ارتباط غير آمنة.

أنواع التعلق العاطفي المرضي

وفيما يلي، سوف نستكشف هذه الأنماط الفرعية.

نمط الارتباط الآمن

نمط الارتباط الآمن هو أساس الروابط العاطفية الصحية في حياة الطفل، مما يتيح له الشعور بالثقة في وجود مقدمي الرعاية له. يمكن للطفل أن يشعر بالأمان في العلاقات القريبة والثقة في أن الآخرين سيكونون مقدرين لاحتياجاته. يصبح الأطفال الذين لديهم أنماط ارتباط آمنة واثقين من أن مقدمي الرعاية سيلبون احتياجاتهم وحين يكبرون سيكونون أقل ميلًا للشعور بالقلق أو الخوف من العلاقات.

وعلى النقيض من ذلك، يتصل التعلق العاطفي المرضي بأشكال غير صحية من الارتباط يمكن أن تؤدي إلى:

  • صعوبة تكوين روابط عاطفية مع الآخرين

  • قلة الثقة

  • الشعور بالغضب

  • الحاجة إلى السيطرة على الأمور


القلق من الارتباط هو عامل ضار في نتائج العلاج النفسي، يرتبط بأنماط ارتباط غير آمنة وقد يكون له تأثير دائم على قدرة الفرد على تنظيم عواطفه وتكوين روابط آمنة مع الآخرين في سنوات البلوغ. هناك ثلاثة أنماط ارتباط غير آمنة:



الارتباط القلق/المتشدد

يتميز نمط الارتباط القلق/المتشدد بشعور بالخوف الدائم من الهجران والحاجة المستمرة لوجود ضمانات لهذه العلاقة.

هذا النمط من الارتباط القلق غالبًا ما يكون لدى الأطفال الذين لا يحصلون على رعاية بشكل ثابت أو منتظم، الأمر الذي يجعلهم غالباً ما يشعرون بعدم الأمان في علاقاتهم، حيث يتوقون باستمرار للحصول على الحميمية كضمانة لاستمرار هذه العلاقة.


الارتباط المتجنب

يكون هذا النوع من الارتباط لدى الأطفال الذين لا يشعرون بتفهم مقدمي الرعاية لاحتياجاتهم لذا يتعلمون سريعاً أنهم لا يمكنهم الاعتماد عليهم لتلبية احتياجاتهم بشكل منتظم. في سنوات البلوغ، يكون الأفراد ذوو هذا النمط من التعلق عادةً غير مرتاحين بالقرب من مقدمي الرعاية، ويقدرون استقلاليتهم في العلاقات، وربما يخشون حتى الحميمية.



الارتباط المشوش/المرتبك

الأطفال ذوو نمط الارتباط المشوش/المرتبك يظهرون غالباً سلوكيات متقلبة وأحياناً فوضوية. يعانون غالباً من فوضى داخلية، تظهر غالباً على شكل استجابة مفرطة وشعور بالتوتر المستمر. يعتبر هذا النمط من الارتباط نتيجة شائعة للصدمات أو الإيذاء، مما يؤدي غالباً إلى سلوكيات جذب-دفع، تشبه التبديلات السريعة بين السعي للقرب (سعي للتقارب) ودفع الأشخاص بعيداً - رغبة في الحب، مع شعور بالخوف منه.

يساعد فهم أنماط الارتباط لدى الأفراد على تحديد وشرح أنماط سلوكهم وعلاقاتهم، مما يتيح للمتخصصين تحديد الأسباب المحتملة والأعراض وخيارات العلاج للتعلق المرضي.

اضطرابات الارتباط

اضطرابات الارتباط هي اضطرابات نفسية يمكن أن تنشأ نتيجة نقص في الاتصال العاطفي مع الوالدين أو مقدمي الرعاية الأساسيين. ترتبط هذه الاضطرابات بالتعلق العاطفي المرضي ويمكن أن تظهر بأشكال مختلفة، مثل اضطراب الارتباط الاستجابي (RAD) واضطراب التفاعل الاجتماعي غير المقيد (DSED).

دعنا نلقي نظرة أقرب على هذين النوعين من اضطرابات الارتباط وعلاقتها بالتعلق العاطفي المرضي.


اضطراب الارتباط الاستجابي (RAD)

يؤثر هذا النوع من الاضطرابات عادة على الرضع أو الأطفال الصغار، ويتميز بعدم قدرة الطفل على تطوير روابط عاطفية قوية والعثور على الراحة مع مقدمي الرعاية. يُعترف بهذا الاضطراب في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM-5) كاضطراب له علاقة بالصدمة والتوتر، وغالباً ما يرتبط بالإهمال أو الحرمان الكبير، والتغييرات المتكررة في مقدمي الرعاية الرئيسيين، أو تربية الطفل في بيئات مؤسسية.

الأطفال الذين يعانون من اضطراب الارتباط الاستجابي غالبًا يظهرون سلوكًا مثبط وانعزالي عاطفيًا، حيث نادراً ما يلتمسون الراحة عندما يكونون مضطربين، مما يمكن أن يؤدي إلى صعوبة تكوين روابط عاطفية، والشعور بعدم الثقة، والإحساس بالغضب، والحاجة للسيطرة، وهي جميعها سمات التعلق العاطفي المرضي.

اضطراب التفاعل الاجتماعي غير المقيد (DSED)

هذا الاضطراب هو شكل آخر من اضطرابات التعلق العاطفي المرضي. يمكن للبالغين الذين يعانون من DSED أن يظهروا تجنبًا أو ترددًا في العلاقات، وكذلك سلوك غير منتظم أو غير منظم. يمكن أن تؤثر هذه الأنماط بشكل كبير على تطوير استراتيجيات دائمة لتنظيم المشاعر والاتصال الاجتماعي، والتي تعد أموراً مهمة بالنسبة للعلاقات الصحية.

أشارت الأبحاث إلى أن الأطفال الذين يعانون من صدمة الارتباط قد يكونون عرضة لزيادة خطر التعرض لاضطراب الهوية الانفصالية.

يتميز اضطراب الهوية الانفصالية، الذي كان يُعرف سابقًا باضطراب تعدد الشخصية، بوجود ما لا يقل عن شخصيتين داخل الإنسان. وهذا يبرز العواقب المحتملة على المدى البعيد للتعلق العاطفي المرضي واتصاله بأمراض الصحة النفسية الأخرى.

علامات وأعراض التعلق العاطفي المرضي عند البالغين

بوصول الأفراد الذين يعانون من التعلق العاطفي المرضي إلى سنوات البلوغ، يمكن أن تظهر مشكلاتهم في الارتباط بطرق متعددة، وقد تتضمن علامتها وأعراضها ما يلي

  • صعوبة تكوين روابط عاطفية

  • صعوبة في وضع حدود في العلاقات

  • المشاركة في سلوكيات محفوفة بالمخاطر

  • صعوبة في تكوين العلاقات الرومانسية

  • صعوبة في الثقة بالآخرين

  • الشعور بالقلق في العلاقات

  • الشعور بقلق الانفصال

  • الحاجة إلى الشعور بالاطمئنان باستمرار

  • إبعاد الشركاء

  • مشاكل اجتماعية وعاطفية مستمرة

  • الانسحاب عاطفي (أي عدم البحث عن الراحة عندما يكونون في حالة اضطراب).

اضطرابات التعلق في البالغين، مثل RAD وDSED، يمكن أن تؤدي إلى التجنب أو التردد في العلاقات وتطوير سلوك غير منتظم أو غير منظم، ويمكن أن تؤثر هذه الأنماط بشكل كبير على قدرة الشخص على تكوين علاقات آمنة وصحية في فترة البلوغ.


من خلال التعرف على هذه العلامات للتعلق العاطفي المرضي، يمكننا فهم التحديات التي يواجهها الذين يعانون منه والبحث عن خيارات العلاج المناسبة للتعامل مع المصاب بهذه المشكلة ولتحسين حالته النفسية.


تشخيص التعلق العاطفي المرضي

يشمل تشخيص التعلق العاطفي المرضي في البالغين تقييم المعايير المحددة في دليل الاضطرابات النفسية والإحصائية (DSM-5) للاضطرابات مثل RAD وDSED.

على سبيل المثال، تتضمن المعايير التشخيصية لاضطراب الارتباط الاستجابي سلوكًا مثبط وانعزالي عاطفيًا تجاه مقدمي الرعاية، وندرة السعي إلى الراحة أو الاستجابة لها عندما يكونون في حالة اضطراب.

بالإضافة إلى الاعتماد على المعايير التشخيصية، يمكن للطبيب النفسي أو المعالج إجراء تقييم شامل لتشخيص اضطرابات الارتباط من خلال:

كما يمكن استخدام استبيانات كطريقة للتشخيص. هناك ما يسمى بالمقابلة العائلية لتقييم الارتباط العاطفي وهو عبارة عن مجموعة من الأسئلة مصممة لتقييم جودة العلاقات المبكرة التي كانت لدى البالغين مع مقدمي الرعاية الرئيسيين. من خلال هذا التقييم، يمكن للأطباء والمعالجين النفسيين:


  • مراقبة التفاعل بين الطفل والوالدين أو مقدمي الرعاية.

  • جمع المعلومات عن التفاعل مع الوالدين أو مقدمي الرعاية والآخرين

  • طرح أسئلة عن نمط السلوك مع مرور الوقت وفي مختلف الحالات

  • الاستفسار عن البيت والوضع المعيشي منذ الولادة

  • تقييم أساليب وقدرات التربية وتقديم الرعاية.

كما يمكن استخدام استبيانات كطريقة للتشخيص. هناك ما يسمى بالمقابلة العائلية لتقييم الارتباط العاطفي وهو عبارة عن مجموعة من الأسئلة مصممة لتقييم جودة العلاقات المبكرة التي كانت لدى البالغين مع مقدمي الرعاية الرئيسيين. من خلال هذا التقييم، يمكن للأطباء والمعالجين النفسيين:

  • تحديد أنماط الارتباط

  • فهم تأثيرها المحتمل على العلاقات لدى البالغين

  • الحصول على أفكار حول كيفية تطوير التعلق العاطفي المرضي

  • فهم كيفية تأثير الاضطراب على شخصية الفرد وعلاقاته في فترة البلوغ

من خلال تشخيص التعلق العاطفي المرضي بدقة، يمكن للأطباء والمعالجين النفسيين وضع خطة علاجية مخصصة لمعالجة التحديات التي يواجهها كل فرد وتقديم الدعم المناسب للتغلب على هذه المشكلات.

اقامة علاجية فاخرة لعلاج التعلق العاطفي المرضي العلاج في سويسرا

أسباب التعلق العاطفي المرضي

اضطرابات الارتباط متعددة الجوانب ويمكن أن تنشأ لأسباب متنوعة، ومع ذلك، غالباً ما تبدأ في تجارب الطفولة. تعتبر تجارب الطفل مع مقدمي الرعاية أساسًا لكيفية نظرهم وتطويرهم للعلاقات على مر حياتهم، على سبيل المثال، يمكن أن يلعب مقدمو الرعاية غير المنتظمين في الرعاية أو المهملين دورًا في حدوث اضطرابات الارتباط في الطفولة ومشاكل الارتباط في البلوغ.

وتشمل التجارب الأخرى التي تؤثر على الارتباط في الطفولة ما يلي:


  • الإساءة الجسدية أو العاطفية أو الإهمال من مقدمي الرعاية
  • الرفض والاستغناء والإحراج من قبل مقدمي الرعاية

  • صدمة الفقدان

  • تغييرات متكررة في مقدمي الرعاية الرئيسيين (مثل الرعاية التبني)، مما يقيد الفرص لتكوين روابط ثابتة

  • تربية الطفل في بيئات مؤسسية.

في سنوات البلوغ، يمكن أن تظهر مشاكل الارتباط على شكل مجموعة متنوعة من السلوكيات غير الصحية في علاقاتهم مع الأصدقاء والشركاء الرومانسيين، وحتى أبنائهم. يمكن أن تشمل هذه السلوكيات:


  • الالتصاق الشديد بالآخرين

  • ضعف التحكم في الاندفاعات

  • عدم الخوف من الغرباء

  • خوف شديد من الغرباء

  • صعوبة الحفاظ على التواصل البصري

  • عدم وجود مشاعر الحنان تجاه مقدمي الرعاية

  • المزاج المتقلب

  • سلوك المعارضة

  • نوبات غضب شديدة

  • سلوكيات تدمير ذاتية.

خيارات العلاج للتعلق العاطفي المرضي

تتوفر خيارات علاجية مختلفة لعلاج الارتباط العاطفي المرضي، بما في ذلك العلاج النفسي والعلاج الدوائي والتدخلات الموجهة من مقدمي خدمات الرعاية النفسية.

يتضمن العلاج النفسي عدة خيارات، مثل العلاج السلوكي المعرفي (CBT)، والعلاج القائم على التمييز العقلي (MBT)، والعلاج الذي يركز على المخطط (SFT).

عادة ما يكون العلاج الأساسي لاضطرابات التعلق في مرحلة الطفولة مزيج من هذه الخيارات ويمكن أن يكون مفيدًا أيضًا للبالغين الذين تظهر عليهم أعراض هذه الاضطرابات.


أساليب العلاج النفسي

العلاج السلوكي المعرفي (CBT)

العلاج السلوكي المعرفي هو شكل منظم من أشكال العلاج النفسي الذي يستخدم في علاج التعلق المرضي ويركز على المشكلات ويساعد الأشخاص على تحديد أفكارهم ومواقفهم ومعتقداتهم التي تسبب لهم الصعوبات وتغييرها. يتعلم الأفراد إعادة هيكلة الطريقة التي ينظرون بها إلى أنفسهم والآخرين والعالم من حولهم، واستبدال المعتقدات السلبية بمعتقدات أكثر تكيفًا. من خلال استخدام أدوات مثل إعادة الهيكلة المعرفية، واليقظة الذهنية، والتدريب على مهارات الاتصال، يمكن أن يكون العلاج السلوكي المعرفي مفيدًا في مساعدة الأفراد على اكتساب المزيد من إمكانية التحكم في عواطفهم وسلوكياتهم.

العلاج القائم على التمييز العقلي (MBT)

MBT هو أسلوب علاج نفسي يركز على مساعدة الأفراد على فهم الحالات العقلية المختلفة. إن التعقل - القدرة على فهم الأفكار والمشاعر الخاصة بالآخرين والتي تكمن وراء السلوك - هي قدرة مهمة نستخدمها يوميًا. قد يواجه الأفراد الذين يعانون من اضطرابات التعلق صعوبة في التفكير، وغالبًا ما يجدون صعوبة في فهم مشاعر من حولهم. يساعد MBT الأفراد على تقوية مهاراتهم في تفهم المشاعر من خلال فهم معتقداتهم وافتراضاتهم وخبراتهم وربطها بسلوكهم وسلوك الآخرين.

العلاج الذي يركز على المخطط (SFT)

SFT هو نهج يتعرف على مخططات الأشخاص - النماذج العقلية الواسعة - التي تساعدهم على فهم معتقداتهم وتجاربهم. تعمل المخططات بمثابة "اختصارات" ذهنية تساعدنا على تنظيم المعلومات واسترجاعها بسرعة. يتم تطوير المخططات في ذهن الإنسان من تجارب الطفولة حيث لم يتم تلبية احتياجاته بشكل كبير فتوصف بأنها مخططات غير قادرة على التكيف وتلعب دورًا في الصعوبات التي قد يواجهها الإنسان في تطوير العلاقات أو الارتباط بالآخرين.

تعتبر المخططات غير القادرة على التكيف غير قادرة وظيفياً من حيث إنها تجعل الأفراد يشعرون بالتهديدات في المواقف التي لا يوجد فيها تهديد ويحافظون على أنواع معينة من العلاقات أو أنماط الارتباط.

يهدف SFT، الذي يركز على معالجة ذكريات الطفولة وتعديل المشاعر السلبية المرتبطة بها، إلى مساعدة الأفراد على فهم احتياجاتهم الأساسية وتعلم طرق التكيف لتلبية تلك الاحتياجات.

العلاج الدوائي

على الرغم من عدم وجود دواء محدد لعلاج الارتباط العاطفي المرضي، إلا أنه يمكن استخدامه للتحكم في الأعراض السلوكية الشديدة مثل الغضب المتفجر أو مشاكل النوم. قد تكون مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs) فعالة في مساعدة الأفراد الذين يعانون من الاستجابة العاطفية المفرطة أو الاكتئاب أو القلق.

أدوية لعلاج التعلق المرضي

تُستخدم أدوية علاج التعلق المرضي في بعض الحالات لدعم الأفراد الذين يعانون من صعوبة في التحكم في مشاعرهم وعلاقاتهم. تشمل هذه الأدوية عادةً مضادات الاكتئاب مثل مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs)، التي تساعد في تقليل الشعور بالقلق والاكتئاب المرتبطين بالتعلق العاطفي المرضي. بالإضافة إلى أنه يمكن استخدام الأدوية المضادة للقلق لعلاج الأعراض النفسية المرتبطة بهذا الاضطراب. لكن يجب أن يكون استخدام أدوية لعلاج التعلق المرضي جزءًا من خطة علاج شاملة تتضمن أيضًا العلاج النفسي، مثل العلاج السلوكي المعرفي، الذي يساعد الإنسان على فهم أنماط تفكيره وتحسين استراتيجيات التعامل في العلاقات التي يمكن أن تكون مرضية، لذا، من الضروري استشارة مختص نفسي لتحديد الخيار الأنسب لكل حالة، حيث إن علاج التعلق العاطفي المرضي يجب أن يكون مخصصًا لتلبية احتياجات كل فرد على حدة.

استراتيجيات التعامل مع التعلق العاطفي المرضي

قد يكون التعامل التعلق العاطفي المرضي أمرًا صعبًا، لكن من خلال تنفيذ استراتيجيات التكيف المختلفة، يمكن للأفراد العمل على إنشاء أنماط ارتباط أكثر تكيفًا.

يعد العلاج والإرشاد ودروس مهارات الأبوة والأمومة وممارسة الرعاية الذاتية (أي التعاطف مع الذات) كلها خطوات إيجابية يمكن للأفراد اتخاذها نحو تعزيز التفاعلات الإيجابية وتحسين العلاقات.

قد تتضمن استراتيجيات علاج التعلق العاطفي المرضي وضع الحدود والحزم والتواصل الفعال مع الشريك. في حين أن العلاقات تدور حول المعاملة بالمثل، يجب على المرء أن يظل على دراية باحتياجاته وإعطاء الأولوية للرعاية الذاتية.

قد يتطور لدى الأفراد الذين يعانون من اضطرابات التعلق اعتقاد بأن الرعاية الذاتية هي أمر أناني، لكن من المهم أن تتذكر أن العناية الذاتية أمرًا هامًا لتحسين علاقتك مع نفسك قبل الآخرين، فللحصول على علاقات أكثر صحة، يجب علينا أولاً أن نعتني بأنفسنا.



البشر مخلوقات اجتماعية، وهذا يعني أننا بحاجة إلى علاقات اجتماعية من أجل بقاءنا، ومن الطبيعي البشر الذين لديهم علاقات مع بعضهم البعض - مثل الذئاب في قطعان – يميلون إلى العيش لفترة أطول من الذين هم أكثر عزلة اجتماعيا.

والأشخاص الذين لديهم روابط اجتماعية إيجابية وصحية يميلون إلى أن يكونوا أكثر صحة وأقل عرضة للقلق والاكتئاب والأمراض المزمنة وما إلى ذلك.

يعد الانخراط في علاقات إيجابية مع الآخرين من الصفات المهمة التي يجب أن نحرص عليها، ولكن غالبًا ما يتم التغاضي عنها. ومع ذلك، يؤثر الارتباط العاطفي المرضي على قدرة الفرد على تكوين علاقات صحية طوال حياته ويؤثر أيضًا على سلوكياته وتعامله مع العالم من حوله.

تم تجهيز مركز كوشناخت لدعم الأفراد ذوي الارتباط العاطفي المرضي للعمل على تطوير علاقات أكثر صحة وتحسين شعورهم العام بالرفاهية، وبفضل تميز فريقنا الطبي في مجال الصحة والرعاية، نوفر علاجات مخصصة مصممة خصيصًا لتلبية احتياجاتك وأهدافك الفردية، مثل العلاج السلوكي المعرفة وعلم النفس الإيجابي وغيرها. سواء كان الأمر يتعلق باضطراب التعلق أو أي مخاوف أخرى تتعلق بالصحة النفسية مثل العلاج للإدمان على الجنس والحب وحالات الإدمان على الأدوية مثل التخلص من إدمان النيكوتين وغيره من المواد، فإن فريقنا موجود لدعمك.

هل التعلق العاطفي مرض نفسي؟

التعلق العاطفي هو حب شخص لشخص آخر، لكن بشكل مرضي يصل لحد التعلق المبالغ فيه، مما يُؤدي لمشكلات كثيرة للطرفين، حيث يؤثر على حياة الطرفين الطبيعية. لذلك فهو يعد أحد الأعراض النفسية التي تحتاج إلى العلاج.

كم مدة التعافي من التعلق؟

يعد الشفاء من التعلق عملية معقدة تتضمن العمل من خلال التجارب السابقة وفهم آثارها وتطوير معتقدات وسلوكيات جديدة في العلاقات. اعتمادًا على الشخص، قد تستغرق هذه العملية شهورًا أو حتى سنوات.

إذا كنت أنت أو أي شخص تعرفه يعاني من ارتباط عاطفي مرضي، ففكر في التواصل معنا لمعرفة كيف يمكننا المساعدة.

The link is copied and ready to share!