٢٦.٠٥.٢٠٢٣ - الصحة النفسية

ما هو القلق المهني، وما هي أعراضه الأساسية؟

What is career anxiety cover

القلق المهني هو شعور بالتوتر أو القلق بشأن الأمور المتعلقة بالعمل مثل الأداء الوظيفي ومتطلبات العمل والتفاعلات مع زملاء العمل أو المديرين وغير ذلك من الأمور.

قد يكون العمل بوظيفة للمرة الأولى أو حتى البدء بوظيفة جديدة أمرًا مرهقًا ويستغرق وقتًا للتكيف معه، كما يمكن أن تكون الوظائف تتطلب القيام بالعديد من المهام ويمكن أن تشمل فترات من التوتر الشديد، ومع ذلك، فهذه الضغوط المرتبطة بالوظيفة ليست هي نفسها القلق المهني الذي نقصده، فهي عادة ما تكون قصيرة الأجل، وتقل بمجرد اكتمال المهمة المطلوبة أو المشروع المراد إنجازه، أما القلق المهني فهو أكثر من مجرد تراكم للضغوط، ويتميز بمشاعر مستمرة من القلق والتخوف والشك الذاتي بشأن وظيفة حالية.

فهم القلق المهني

ينجم القلق الوظيفي أو المهني نتيجة تراكم الضغوط الناجمة عن بيئة العمل أو متطلبات ومهام العمل، حتى تصبح هذه الضغوط قوية لدرجة أن تبدأ في الظهور كشكل من أشكال القلق.

ما يميز القلق المهني عن اضطرابات القلق الأخرى هو تعلقه بالأمور والمشاكل في العمل، وفي حين أن القلق الوظيفي يمكن أن يؤثر على مجالات أخرى من حياة الإنسان، إلا أنه يؤثر بشكل شائع على أدائه وعلاقاته الشخصية في مكان العمل.

غالبًا ما يبدو القلق المهني وكأنه عدم رضا عن الوظيفة، بما في ذلك دور الشخص في العمل ومسؤولياته تجاهه وعبء العمل وساعاته، وفي كثير من الأحيان ينتج شعور عدم الرضا الوظيفي بسبب عدم التوازن بين توقعات الفرد عن عامل وظيفي أو أكثر وبين الواقع.

ومن أكثر أعراض القلق الوظيفي شيوعًا:


● تدني جودة العمل.

● انخفاض قدرة الأداء في العمل.

● ضعف العلاقة مع المديرين وزملاء العمل.

● التغيب بشكل مبالغ عن العمل.

● عدم القدرة على التركيز والشعور بالتعب.

● انخفاض المهارات الاجتماعية.

● عدم القدرة على العمل في فريق.

● التركيز الكبير على الجوانب السلبية في العمل.

● عدم الثقة بالنفس فيما يتعلق بالأداء الوظيفي.

● صعوبة التركيز أو إكمال المهام بحلول الموعد النهائي لها.

● انخفاض الإنتاجية في العمل.

● المبالغة في ردود الأفعال تجاه بعض المواقف في العمل.

الأسباب الرئيسية للقلق المهني

يحدث القلق المهني نتيجة العديد من الأسباب، بداية من البحث عن وظيفة، أو البدء بوظيفة للمرة الأولى، أو تغيير الوظيفة الحالية، أو تغيير المهنة تمامًا.

من الطبيعي أن تكون المحطات الرئيسية في الحياة المهنية مرهقة، ولكن عندما تستمر الضغوط في الحياة العملية اليومية، يمكن أن يصبح الأمر مشكلة ويتعارض مع الأداء الوظيفي والصحة النفسية للشخص.

في بيئة العمل التقليدية، يعد القلق الوظيفي أمرًا غير طبيعي يؤثر على جودة العمل والإنتاجية والعلاقة بزملاء العمل. ومن أهم أسباب القلق المهني:

● الرغبة أو الشعور بالضغط لإرضاء المديرين ومطالبهم الإضافية.

● زيادة عبء العمل.

● توقعات غير واضحة للوظيفة.

● بيئة عمل غير منضبطة أو فوضوية.

● التعرض للتنمر في بيئة العمل.

● الخلافات المتكررة مع الزملاء.

● عدم الشغف بالعمل.

● ساعات العمل الطويلة.

● عدم التأثير في صنع القرار.

● انخفاض فرص الترقي أو التقدم.

● راتب غير تنافسي.

● عوائد منخفضة (أي راتب غير كافِ أو مزايا محدودة).

● انعدام الأمان الوظيفي.

التغلب على القلق المهني

يمكن أن يؤثر القلق المهني بشكل كبير على أداء الشخص في عمله، وقدرته على العمل في فريق، وصحته النفسية في العموم. هناك العديد من الطرق المستخدمة للتحكم في الضغوط والقلق الناتج عن العمل، ومن أهمها:

الحصول على القليل من المساعدة من الأصدقاء

جميع علاقاتك الشخصية – سواء أفراد العائلة والأصدقاء والزملاء وأي شخص تشعر بالراحة عند اللجوء إليه عندما تشعر بالقلق - جزء من شبكة دعمك الشخصية، وقد يكون من المفيد وجود شخص تتحدث إليه عندما تشعر بالتوتر. في كثير من الأحيان، عندما تسيطر الأفكار المقلقة على تفكيرنا، قد يساعد لو كتبناها على الورق أو تحدثنا بها مع شخص قريب من تخفيف القلق.

حاول الاستفادة من الدعم حولك عندما يتعلق الأمر بمشاكل العمل أو التقدم للوظائف أو التحضير للمقابلات، ويمكن أن يساعد وجود نظام دعم جيد للمساعدة في الاستعداد لهذه المحطات الهامة في حياتك المهنية في تقليل القلق وتعزيز ثقتك بنفسك وتحسين نتائج العمل.

تحسين العلاقات مع زملاء العمل

يمكن أن يكون زملاء العمل مصدرًا كبيرًا للدعم، فهم على دراية بديناميكيات العمل أكثر من أي شخص آخر، ويمكن أن يرتبط الأمر في كثير من الأحيان بمواقف عمل محددة، ويكونون في وضع أفضل للمساعدة في اقتراح حلول مناسبة ومجدية. يمكن أن يساعد التحدث إلى زملاء العمل في الكشف عن وجهات نظر جديدة عن أمور العمل والمساعدة في حدوث مشاعر التضامن بين الموظفين. قد يواجه زملائك في العمل مشاكل مماثلة، لذا قد يحدث ترابط بين اهتماماتكم المشتركة من خلال التحدث إليهم، ودعمكم بعضكم البعض.

طلب الدعم من زملاء العمل

يمكن أن تكون مشاعر الضغط والقلق نتيجة لأعباء العمل المرهقة، وطلب المساعدة ليس شيئًا يدعو للخجل، ومن الأساسيات القوية التي يجب أن تعتمد عليها هي معرفة قدراتك وحدودك بالنسبة لأدائك في العمل، والأشخاص الذين يقومون بالكثير من العمل ينتهي بهم الأمر إلى إحساسهم بالضغوط والقلق وغالبًا ما يعلنون عن شعورهم بالسلبية ويصبح أدائهم أدنى مقارنة بالموظفين الآخرين، والأشخاص الذين يتوقون إلى تولي مهام جديدة غالبًا ما يكون لديهم خوف أساسي من الفشل، ومع ذلك، تأتي نقطة حيث يمكن حتى للموظفين الأكثر قدرة إدارة أعبائهم الثقيلة من العمل، ويمكن أن يساعد قبول المساعدة من الموظفين في تخفيف التوتر وبناء الثقة بين الزملاء، مما يجعل بيئة العمل أكثر تماسكًا وترابطًا.

تقييم أهداف الحياة المهنية

الأهداف المهنية هي أهداف لتحسين وتطوير وظيفتك، وبإمكانك الجمع بين اهتماماتك ومهاراتك لتحقيق هذه الأهداف في العمل. تنقسم الأهداف المهنية عادة إلى أربع أنواع؛ الإنتاجية والكفاءة والتعلم والتطوير الشخصي.

من خلال تحديد أهدافك، يمكنك التقدم لوظائف محددة واختيار الأنشطة التي ستساعدك على تحقيقها وتعزيز التغيير الإيجابي في حياتك المهنية، ووجود فكرة واضحة عن أهدافك ومعرفة ما يجب القيام به للوصول إليها يمكن أن يساعد في تخفيف مشاعر القلق تجاه العمل والمساعدة في استعادة الشعور بالسيطرة على وضعك.

إزالة الغموض عن مفهوم الوظيفة التي تحلم بها

منذ أن كنا أطفالًا غرس من حولنا مفهوم وظيفة الأحلام فينا، وكان من المفترض أنه يساعدنا هذا المفهوم على تحقيق أهداف كبيرة، لكن المهم أن ندرك أنه لن يحصل الجميع على وظيفة أحلامه على الفور، وهذا أمر طبيعي، فقد يستغرق الأمر سنوات في التنقل بين الوظائف، وأحيانًا عدة تغييرات مهنية للعثور على وظيفة أحلامك. من المهم ألا تشعر بالإحباط إذا لم لتصل لوظيفة أحلامك أو حتى لم تكتشفها بعد، ففي كثير من الأحيان، يحدث القلق من العمل لأن وظيفتنا لا تشعرنا بالسعادة، ونشعر كما لو أننا يجب أن نفعل المزيد، أو أن ما نقوم به ليس مهمًا. يمكن أن تؤدي هذه المشاعر إلى الاعتقاد بأن الأمور ستكون أفضل إذا كانت وظائفنا مختلفة، أو إذا كنا نشغل وظيفة أحلامنا، من المهم أيضًا أن تتذكر أن الأفكار تكبر بانشغالنا بها، فإذا أمضينا الكثير من الوقت في تخيل وظيفة أحلامنا، سنشعر أن وظائفنا الفعلية مملة وغير مشجعة، مما يجعلنا غير سعداء ومرهقين.

في هذه الحالة، فكر في رؤية مستشار مهني، إذ يمكن أن يساعد الذين يعانون من القلق الوظيفي من خلال تحديد سمات الشخصية والتوصية بالوظائف التي تتطابق مع هذه السمات، مما يمكن أن يغير حياتك للوضع الذي تريده.

يمكن أن يكون المستشار الوظيفي أيضًا شخصًا تناقش معه مخاوفك المهنية، مما يقلل شعورك بالقلق، ويتمثل دور المستشارين في إرشادك في اتخاذ القرارات التي من شأنها أن تدفعك إلى الأمام وتقربك من تحقيق أهدافك.

اقامة علاجية فاخرة لعلاج الصحة النفسية العلاج في سويسرا

خذ إجازة من العمل

خذ إجازة من العمل لإعادة شحن طاقتك دون الشعور بالذنب، فكر أن الإجازات تعمل على إعادة ضبط العقل، وإعادة شحن صحتك النفسية، وتقليل التوتر والقلق واستعادة المرونة في العمل. فمن خلال فترة الراحة، فإنك تمنح نفسك الفرصة للعودة إلى العمل وأنت تشعر بالنشاط وقلة التوتر والقدرة على الإبداع، وستكون أكثر استعدادًا لحل المشكلات.

ممارسة الرعاية الذاتية

إن ممارسة عادات صحية يمكن أن يعزز الصحة النفسية ويقلل من مشاعر القلق، ومن تلك العادات:

الحصول على قسط كاف من النوم.

● تخصيص وقت للأنشطة الممتعة.

● الاسترخاء (القراءة أو الاستحمام أو التدليك).

● ممارسة الرياضة.

● قضاء الوقت مع الأصدقاء والعائلة.

حاول الحفاظ على مكان عملك نظيفًا واستخدم مهارات إدارة الوقت كطريقة جيدة للمساعدة في تقليل القلق في مكان العمل، مما يساعدك على الشعور بمزيد من التحكم في بيئتك ومهامك.

اطلب المساعدة الآن إذا كنت تشعر بالقلق المهني

لا ينبغي أن يجعلك التخطيط لحياتك المهنية تشعر أنك محاصر في نمط حياة معين، وتذكر أنه لم يفت الأوان بعد لتغيير وظيفتك أو مهنتك، وأن فهم العوامل التي تؤدي إلى قلقك المهني هو الخطوة الأولى لمعالجة الضغوط التي تكر بها ولحدوث تغيير في حياتك المهنية نحو الأفضل.

إذا واجهت مشاعر سلبية أو كان لديك أي اضطرابات نفسية متعلقة بالعمل، ففكر في طلب المساعدة. يقدم مركز كوشناخت دعمًا فرديًا لقضايا الصحة النفسية مثل اضطرابات القلق والقلق المهني. يمكن للمعالجين النفسيين لدينا مساعدتك في معالجة مشاعر التوتر، وتطوير استراتيجيات التأقلم لإدارة القلق المرتبط بالعمل، والمساعدة في تحديد أهدافك المتعلقة بحياتك المهنية.

اتصل بنا للحصول على مزيد من المعلومات حول كيف يمكننا المساعدة.

The link is copied and ready to share!