٠١.١٠.٢٠١٩ - الإدمان

دليلك الكامل لـ ادمان الترامادول وكيف تفرق بين الإدمان والاعتمادية الدوائية

يعد الترامادول واحدًا من أكثر مسكنات الألم الشائعة التي يُساء استخدامها من جانب الأفراد، حيث يعتقد الكثيرين أنه عقار آمن خاصة إذا كان لديهم وصفة طبية، مما يصل بهم في النهاية إلى مرحلة الإدمان.

يتوفر الترامادول على شكل أقراص أو كبسولات ممتدة المفعول، تظهر آثارها بشكل تدريجي بعد الابتلاع وتبلغ ذروتها في غضون أربع إلى ست ساعات، وبشكل أساسي بعد تناوله يشعر المتعاطي بحالة من الاسترخاء والنشوة وعدم الإحساس بأي آلام أو إرهاق جسدي مما يمكنه من عمل مجهود كبير يفوق طاقته دون التعرض للشعور بأي إجهاد.

وهنا يجب التوضيح أنه ليس بالضرورة أن يكون الشخص الذي يسيء استخدام الترامادول مدمنًا، فالاعتماد الجسدي والنفسي على الدواء بشكل كبير يضعك في خانة المدمنين لهذا الدواء.

فما الذي يجعل الترامادول دواء قابل للإدمان؟ وما هي أهم أعراض إدمانه وكيفية العلاج من هذا الإدمان؟

هذا ما نتناوله معكم بالتفصيل في السطور القادمة…



ما هي دواعي استعمال الترامادول وأهم مكوناته؟

الترامادول هو وصفة طبية تستخدم بشكل أساسي لتخفيف الآلام المتوسطة والشديدة. فعادة ما يوصف من جانب الأطباء كمسكن للآلام بعد الشفاء من الجراحة أو لمن يعانون من آلام مرضية شديدة مثل استخدامه من جانب بعض مرضى السرطان لتخفيف آلام العلاج الكيميائي.

ويُعد الترامادول بشكل أساسي مادة أفيونية اصطناعية تعمل في الدماغ والعمود الفقري (الجهاز العصبي المركزي) لتقليل مقدار الألم الذي يشعر به الفرد، ويُساء استخدامه في الكثير من الأحيان بسبب مشاعر الإنتشاء وعدم الإحساس بالإجهاد أو الألم التي يتسبب بها عند تناوله. المواد الأفيونية في المطلق لها خصائص مسببة للإدمان، وعلى الرغم من أن الترامادول يُعرف كأحد أقل المواد الأفيونية فعالية، إلا أن ذلك لا يقلل من خطورته في إمكانية التحول إلى الإدمان.

إحصائيات ذات صلة 📈

وفقًا لإدارة خدمات إساءة استخدام العقاقير والصحة العقلية Substance Abuse and Mental Health Services Administration، فقد زاد عدد زيارات قسم الطوارئ التي ترجع إلى إساءة استخدام الترامادول أو إدمانه بنسبة 250% تقريبًا في الفترة من 2005 إلى 2011.

عوامل وأسباب تزيد من خطر ادمان الترامادول

هناك مجموعة من العوامل قد تكون بشكل أو بآخر سببًا رئيسيًا لإدمان الترامادول ويمكن اختصارهم في 4 عوامل رئيسية هي كالتالي:

  1. أسباب مجتمعية

بيئة الفرد والمجتمع المحيط به قد يلعب دورًا كبيرًا في احتمالية تعاطي الفرد ودخوله في دائرة الإدمان، ويرجع ذلك بشكل أساسي إلى إمكانية الحصول بسهولة على عقار الترامادول من محيطه نتيجة وجود مدمنين أو أصدقاء يتعاطون في دائرة الفرد أو عائلته.

  1. أسباب نفسية

الأفراد الذين يعانون من أمراض نفسية مثل القلق والاكتئاب أو اضطراب ثنائي القطب يكونون أكثر عرضة لإدمان الترامادول أو الإصابة بإضطراب إدمان المخدرات بشكل عام، بسبب رغبتهم في الهروب من الواقع ومحاولة التغلب على المشاعر النفسية السيئة التي يعانون منها.

  1. أسباب جينية وعائلية

تؤثر الجينات والتاريخ العائلي بشكل كبير على احتمالية تعرض الفرد للإدمان فالشخص الذي يوجد في عائلته تاريخ لآباء أو أجداد يعانون من اضطراب تعاطي المخدرات يكونون أكثر عرضة بشكل كبير إلى إدمان الترامادول أو غيره من أنواع الإدمان الأخرى.

  1. الصدمات النفسية وسوء المعاملة

من أكثر الأسباب التي قد تدفع الفرد إلى إدمان الترامادول هو تعرضه لهزات وصدمات نفسية عنيفة، مما يجعله يلجأ إلى تعاطي الترامادول للشعور بشكل أفضل ومحاولة التغلب على المشاعر السلبية الناتجة عن تلك الصدمات وكذلك تعرض الفرد إلى سوء المعاملة والتنمر والتجاهل المجتمعي تجعله يلجأ إلى هذا النوع من الإدمان.



أعراض إدمان الترامادول

ينبغي التفرقة بين الاعتماد على الدواء للعلاج وتخفيف الألم وبين الإدمان خاصة عندما يتناول المرضى العقار تمامًا كما يصف الطبيب. وفي المطلق هناك بعض العلامات أو الأعراض التي تدق ناقوس الخطر وتنذرك بأنك الآن في حالة من الإدمان على هذا العقار وهي كالتالي:


  • استعمال الدواء من نفسك بشكل دائم دون وصفة طبية.

  • الاستعانة سرًا بمجموعة من الأطباء أو الصيدليات للحصول على المزيد من الترامادول.

  • سرقة الدواء أو السؤال المستمر للآخرين الذين يتعاطون الدواء عن بضعة أقراص.

  • تناول المزيد من الأقراص أكثر من الوصفة التي حددها الطبيب.

  • الاستمرار في استخدام الترامادول حتى عند معرفة المشاكل الصحية والنفسية التي تنتج عنه.

  • المعاناة من أعراض انسحاب شديدة إلى متوسطة عند عدم التمكن من الحصول على العقار ومن أشهر تلك الأعراض " الأرق، والتعرق، والألم الشديد، والإسهال، والهلوسة".

  • الاضطرار إلى تناول كميات أكبر للحصول على نفس التأثير.


كما يوجد أيضًا بعض الأعراض الاجتماعية التي يُعاني منها الكثير من مدمني عقار الترامادول وأشهرها:


  • السلوك المنعزل والانطوائي والرغبة في قضاء الكثير من الوقت وحدك منعزلًا عن محيطك.

  • نقص كبير في الأموال أو الاتجاه للسرقة من أجل الحصول على الدواء.

  • التخلي عن الأصدقاء ومحاولة تغيير الدوائر الاجتماعية بشكل مستمر.

  • تغيرات حادة في السلوك والمزاج العام.

  • ضعف الأداء العام في العمل أو الدراسة.


أما عن أشهر الأعراض الجسدية فتكون كالآتي:

  • فقدان الشهية والوزن.

  • تشنج في العضلات.

  • جفاف الأنف الف.

  • التهابات بالجهاز الهضمي على المدى الطويل.

  • صعوبة التركيز.

  • اضطراب في النوم.

  • التحدث بشكل غير مترابط والتداخل في الكلام.

  • اهتزاز ورعشة في الجسد لا يمكن السيطرة عليها.



ومع الاستمرار على تناول الدواء بشكل دائم لفترات طويلة يعاني الفرد المتعاطي بشكل أساسي من نوبات قلق واكتئاب وتقلبات مزاجية حادة وعدوانية بالإضافة إلى نقص كبير وملحوظ في الوزن مع زيادة معدل تدخين السجائر والسهر لفترات طويلة والمعاناة من الأرق.

إذا كنت تعاني أنتَ أو أحد أحبائك من هذه الأعراض فلا تقلق فـ علاج إدمان الترامادول متوفر ويمكن الحصول عليه من جانب المختصين والتغلب عليه تمامًا والعودة إلى حياتك الطبيعية.

أعراض انسحاب الترامادول

تتشابه أعراض انسحاب الترامادول مع أعراض انسحاب المواد الأفيونية فكما ذكرنا هو بشكل أساسي مادة أفيونية اصطناعية، وتشمل الآثار أو الأعراض الأكثر شيوعًا للانسحاب ما يلي:


  • الاكتئاب والقلق.

  • الإسهال.

  • الأرق.

  • تقلصات المعدة.

  • آلام العضلات.

  • الشعور بالغثيان.

  • الرعشة باليد والجسم مع عدم القدرة على التحكم.

  • التعرق الشديد.

  • القيء.

  • تشوش الرؤية.


كما يعاني نسبة ليست قليلة -خاصة ممن يتعاطون الترامادول منذ فترة زمنية طويلة وبكميات كبيرة- من أعراض انسحابية حادة للغاية مثل:

  • الارتباك وعدم التركيز.

  • القلق الشديد.

  • نوبات ذعر.

  • جنون العظمة.

  • الهلاوس والضلالات.


يمكن أن يستغرق التخلص من تلك الأعراض الانسحابية عدة أيام أو عدة أسابيع، الأمر يختلف من حالة لأخرى حسب طبيعة الجسم وطول أو قصر الفترة الزمنية للاعتماد على الترامادول، لذلك يكون لكل فرد جدوله الخاص في العلاج بعد تقييم حالته من جانب المختصين.


كيفية علاج إدمان الترامادول

من أكبر الأسباب التي تجعل التعافي من إدمان الترامادول أمرًا صعبًا بالنسبة للكثيرين هي أعراض الانسحاب الشديدة التي يعاني منها الفرد بعد التوقف، يمكن لهذه الأعراض أن تكون شديدة للغاية مما يجعل المتعاطي يتهرب من العلاج، لذلك لا ينصح بأن تقوم بالتخلص من هذا النوع من الإدمان وحدك في المنزل، وينبغي البحث عن مركز علاجي متخصص لديه خبراء في علاج الإدمان الدوائي وبرامج طبية للتخلص من السموم.

تُعد علاجات التخلص من السموم الطبية أو إدارة أعراض الانسحاب ممتازة للأشخاص الذين يسعون إلى التعافي من إساءة استخدام الترامادول. عادةً ما توفر هذه البرامج للمرضى أماكن طبية آمنة ومتخصصة للتعامل بشكل فعال مع أعراض الانسحاب ومساعدة الجسم على التخلص من السموم الناتجة عن ادمان الترامادول.

كذلك عندما تصبح أعراض الانسحاب شديدة للغاية بحيث يصعب على المريض التعامل معها وتحملها، عندها يمكن للطبيب أن يصف بعض الأدوية الأخرى للمساعدة في تقليلها. مما يجعل العلاج بمساعدة الأدوية خيارًا فعالًا للعديد من الأفراد الذين يخضعون للتعافي من ادمان الترامادول.

💡 ماذا تفعل إذا كنت تعتقد أن أحد أحبائك أو أفراد أسرتك يعاني من ادمان الترامادول؟


  • يجب عليك التخطيط جيدًا للأمر فالمواجهة ليست أفضل بداية لدى الكثيرين من مدمني الترامادول، لأنهم لا يدركون بشكل كبير حقيقة إدمانهم ويكونوا في حالة إنكار لوجود أي مشكلة، وبالتالي قد يتفاعلون بشكل حاد وهجومي عند المواجهة، لذلك يُنصح بطلب المساعدة من جانب المختصين في البداية من أجل التدخل المحترف والتعامل مع جميع أنواع ردود الفعل المحتملة.

  • حاول التعرف على جميع المخاطر والآثار الجانبية المحتملة وتغيير أي نظرة سابقة لديك حول الإدمان لكي تتحدث بشكل عقلاني وواقعي مع الشخص بدون أي ضغوط أو إصدار أحكام.

  • اختيار الوقت والمكان المناسبين للتحدث مع المدمن يعتبر من أهم العوامل، لكي تعطيه إحساس بالأمان والراحة مما يدفعه إلى الاستجابة والرغبة في تلقي العلاج والتخلص من الإدمان.



بعض الأسئلة الشائعة الخاصة بـ إدمان الترامادول


  1. ما هي مدة بقاء الترامادول في الجسم بعد التوقف؟

يتسائل الكثيرين عن مدة إدمان الترامادول أو بقاءه في الجسم بعد التوقف؛ يمكن أن يبقى الترامادول في الدم من 24 إلى 48 ساعة. وفي البول يبقى الترامادول فترة تصل إلى 4 أيام على الأقل وقد تصل إلى 7 أيام. أما في الشعر يمكن أن يبقى الترامادول إلى فترة تصل إلى 90 يوم!.


  1. هل إدمان الترامادول يؤثر على الإنجاب والصحة الجنسية؟

في بداية التعاطي قد يتناول البعض عقار الترامادول لاعتقادهم أنه يؤثر بشكل إيجابي على طول مدة ممارسة الجنس إذ يعمل نتيجة تأثيره كمخدر ومسكن على تقليل النبضة العصبية وبالتالي عدم حدوث سرعة قذف وبالفعل يحدث ذلك في البداية، ولكن ينقلب ذلك إلى العكس تمامًا مع كثرة الاستخدام إذ يؤدي الترامادول إلى حدوث ضعف جنسي وضعف في الانتصاب وحدوث فتور في الرغبة الجنسية ككل.

  1. ما هي المدة الزمنية المحتملة للتخلص من إدمان الترامادول؟

لا يمكن الإجابة على هذا السؤال بشكل قاطع إذ يختلف من حالة لأخرى على حسب طول مدة التعاطي والحالة الجسدية والعديد من العوامل الأخرى ولكن بشكل عام يأخذ العلاج فترة تتراوح من 3 إلى 6 شهور.


  1. هل يمكن أن أعالج نفسي في المنزل من إدمان الترامادول؟

نظرًا للأعراض الانسحابية الشديدة لإدمان هذا العقار لا ننصح على الإطلاق بالتخلص من الإدمان وحدك في المنزل، فقد يعود ذلك بمشاكل خطيرة ليست فقط عليك ولكن على المحيطين بك أيضًا نرشح لك بشدة أن تلجأ إلى المراكز الطبية النفسية المتخصصة لكي تتمكن من التعافي بشكل كامل وآمن.

كيفية العلاج من إدمان الترامادول في مركز كوشناخت

لدينا في مركز كوشناخت قسم خاص من أفضل الخبراء للتعامل مع جميع أنواع الإدمان على الأدوية الموصوفة يتم من خلاله التعامل مع كل حالة على حدى في سرية تامة وسط بيئة متفهمة وداعمة بشكل كامل وغير مشروط.

نؤمن في كوشناخت أن لكل فرد أسبابه الداخلية الكامنة التي دفعته للإدمان وهنا نقوم بالتعامل الطبي الفعال والمتخصص مع المشاكل النفسية الجذرية بداخل كل مريض للوقوف بشكل أساسي على أسباب المشكلة ووضع خطة علاجية متخصصة، بالإضافة إلى خبرتنا الكبيرة في التعامل مع أعراض الانسحاب.

نعمل من خلال برامجنا على استعادة التوازن بين عقلك وجسدك وطاقتك عبر مجموعة من العلاجات مثل العلاج النفسي واستعادة التوازن بين الصحة البدنية والعاطفية (BIO-R) والعلاجات التكميلية والاستشارات الروحية وغيرها الكثير.

يتم كل ذلك في بيئة آمنة، مع إقامة فندقية فاخرة في غرفتك من فئة الخمس نجوم وسط الطبيعة السويسرية الخلابة.




نحن هنا من أجلك تواصل معنا الآن




The link is copied and ready to share!