كيفية التغلب على الحواجز الذاتية للسعادة
في يوم السعادة العالمي قد نجد أنفسنا مدفونين تحت وطأة مخاوفنا أو مشكلاتنا في كثير من الأحيان. خلال فترة عملي في وحدة الطوارئ في مستشفى جامعة زيورخ، دخلت شابة ذات مرة والدموع في عينيها، قائلة إنها كانت تعاني من الكثير من الألم. وباتباع البروتوكول الخاص بالمستشفى، والذي سنتعرف عليه الآن.
ما هو البروتوكول المتبع في هذه الحالة؟
يبدأ البروتوكول بطرح عدة أسئلة كما فعلت: فبدأت بسؤالها أين تشعرين بالألم؟ فأشارت إلى الجانب الأيمن من صدرها، وهي تحوم فوق قلبها؛ مما جعلنا نعتقد في الأول أنها مصابة بنوبة قلبية. لهذا بدأنا على الفور بالإجراء القياسي للنوبات القلبية المشتبه بها، بدءًا من الأسئلة المعروفة، لتكون الإجابة 1 تعني عدم وجود ألم، و10 تشير إلى الشعور بأسوأ ألم واجهته على الإطلاق، كالتالي:
صنفت الشابة ألمها على أنه 10 وقالت، "أشعر وكأن أحدهم طعنني بسكين". وبناءً على ردودها، كان يجب علينا التصرف بسرعة، لذلك أخذتها وأجريت مخطط كهربية القلب، ووضعت IV، وسحبت الدم، لكن كانت نتائجها جميعًا سلبية. كذلك لم يظهر المخطط الكهربائي للقلب وجود أي تشوهات، بالإضافة إلي قيم الدم كانت جيدة، ما عدا قيمة الكرياتين كيناز (CK) كانت مرتفعة.
ماذا يعني ارتفاع قيمة الكرياتين كيناز (CK)؟
تُشير ارتفاع قيمة (CK) إلى وجود مشكلات في القلب، فهو يعتبر مقدمة شائعة للإصابة بالنوبات القلبية، لكن يُمكن أن يحدث أيضًا بعد مجهود بدني شديد.
لفهم سبب ارتفاع مستوى (CK)، كنا بحاجة إلى مزيد من التحقيق مع تقييمات إضافية. لهذا سألناها عما إذا كانت فعلت نشاط بدني مؤخرًا، فانفجرت على الفور بالبكاء، وكشفت أن حب حياتها قد تركها، وأن عائلتها كانت في ورطة، وأنها شعرت بالحزن؛ كان قلبُها يتألم لدرجة أنها بالكاد تستطيع التنفس.
كان التشخيص الأولي هو أنها تعاني من نوبة قلبية، لكن كان من المدهش اكتشاف أن مستوى (CK) المرتفع كان مجرد مظهرًا جسديًا للضيق الشديد الناجم عن ألمها العاطفي ومشكلات الصحة العقلية الكامنة المحتملة.
أدرك الفريق خطورة ألمها العاطفي وسعى إلى تقديم الدعم اللازم لها. تم إحضار طبيب نفسي للتحدث معها وطمأنها أن طلب المساعدة هو الشيء الصحيح الذي يجب القيام به. كما شجعها الطبيب النفسي على تذكر أن الجميع يستحق السعادة؛ مما جعلها تتذكر الأوقات التي كانت فيها سعيدة حقًا وعملت مع الطبيب النفسي لإعادة هذه الحالة وتحسين صحتها الجسدية والعقلية والرفاهية العامة.
يوضح هذا المثال كيفية ارتباط عقلنا وجسمنا. في بعض الأحيان يُمكن أن نكون مستهلكين للغاية بسبب الضغوط والصراعات العاطفية لدرجة أننا نشعر وكأننا نغرق في بحر من السلبية واليأس، وغير قادرين على إيجاد مخرج لالتقاط أنفاسنا. يمكن أن يكون للضيق أو الاكتئاب الشديد أو المطول آثار سلبية على صحتنا الجسدية، وقد يؤدي إلى حدوث بعض المشكلات الإكلينيكية. من المهم معالجة صحتك العقلية وحالتك العاطفية بانتظام من أجل الحفاظ على المرونة الذهنية والحفاظ على نوعية أفضل من الرضا عن الحياة.