علاج اضطراب تعاطي الكحول الشديد
إذا كان الشخص يعاني من اضطراب شديد في تعاطي الكحول، فخيار الامتناع عن شرب الكحول يعد خيارًا صعبًا، حيث يجب التخلص من إستراتيجية التأقلم الرئيسية مدى الحياة، بمعنى أن يلجأ الشخص لمركز علاج ادمان الكحول. لهذا يجب مناقشة هذا القرار بشكل كامل معه من خلال نهج عملي ولطيف وقائم على الأدلة.
التخلص من السموم
تعد عملية التخلص من السموم أول خطوة في رحلة علاج الادمان على الكحول.
لا ينصح بتقليل استخدام الكحول غير الصحي بشكل مفاجئ دون استشارة طبية؛ خوفًا من التعرض لعوامل خطر مثل النوبات، لذلك يجب طلب المساعدة من أخصائي طبي لمراقبة أعراض الانسحاب وإدارتها. يتم ذلك عن طريق زيارة الطبيب أو أخصائي إدمان الكحول أولًا لقياس استهلاك الكحول الحالي وتحديد طريقة العلاج المناسبة.
يمكن إجراء عملية التخلص من السموم تحت إشراف طبي في مستشفى أو مركز علاج متخصص، أو في بعض الحالات يمكن تطبيق ذلك في المنزل مع توفير الدعم الطبي المناسب. ذلك عن طريق استخدام الأدوية لتقليل تأثير أعراض الإنسحاب، ومراقبة العلامات الحيوية بانتظام لضمان السلامة الطبية للمريض. تكون مرحلة التخلص من السموم بداية مرحلة أطول من العلاج والدعم، حيث يجب تغيير أنماط تعاطي الكحول طويلة الأمد مع إضافة بعض التدخلات الداعمة الأخرى أثناء وبعد التخلص من السموم.
العلاج السكني
يمكن أن يكون علاج الادمان على الكحول سكنيًا خيارًا ممتازًا لأولئك الذين يرغبون في تغيير علاقتهم بالكحول، حيث
تكون فرصة جيدة لإجراء تقييم كامل للصحة العقلية والطبية، وتقييم لتاريخ حياة الشخص وتاريخه مع الكحول وتعاطي المخدرات. ثم يتم وضع خطة العلاج مع مجموعة كاملة من التدخلات لدعم العميل لتحقيق أهدافه.
يشمل العلاج السكني على عدة فرق بتخصصات مختلفة للعمل مع العميل وعائلته، نظرًا لأن الإدمان يؤثر على جميع جوانب حياة الشخص. قد يشمل الفريق على ما يلي:
يتم تقيم العملاء في مركز العلاج، حيث يوجد هناك برنامج دعم كامل خلال النهار، بالإضافة إلى الدعم المتاح من خلال الموقع ليلاً ونهارًا. من أكثر مميزات هذه الإستراتيجية هو إبعاد المريض عن بيئته والمحفزات التي تشجعه على شرب الكحول، والتي قد تتسبب في حدوث انتكاسة، مما يعطيهم تركيز بشكل كامل على البرنامج العلاجي وتحقيق أهدافهم. يتضمن برنامج العلاج السكني النموذجي بعض التدخلات التالية:
التخلص من السموم تحت إشراف طبي.
التقييم الطبي والنفسي.
العلاج النفسي مثل العلاج السلوكي المعرفي.
العلاج النفسي المركّز على الصدمة.
الاستشارات الغذائية والمبادئ التوجيهية الغذائية.
الاستشارة الأسرية.
ورش تربية نفسية.
الاستشارة لمنع الانتكاس.
دعم الرعاية المستمرة.
دعم اللياقة والعافية.
الأدوية
قد يوصف تناول البنزوديازيبين أثناء مرحلة التخلص من السموم بالكحول، وذلك لتقليل مخاطر النوبات والحفاظ على هدوء الجسم والعقل قدر الإمكان. يحدد المعهد الوطني لتعاطي الكحول وإدمان الكحول ثلاثة أدوية معتمدة من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية موصى بها أيضًا لدعم الأفراد عند التوقف عن الشرب أو الحد منه ولمنع حدوث انتكاسة، من هذه الأدوية هي:
النالتريكسون: يساعد المرضى على تقليل الإفراط في تناول الكحوليات، وذلك عن طريق تقليل الرغبة في تناول الكحول.
Acamprosate: يساعد في الحفاظ على الامتناع عن تناول الكحول، حيث يوصى باستخدامه جنبًا إلى جنب مع الدعم العلاجي.
ديسفلفرام أو (Antabuse): يمنع تكسير الكحول بواسطة الجسم، مما يتسبب في حدوث آثارًا جسدية غير مريحة، مثل الشعور بالغثيان، وذلك عندما يشرب الناس الكحول أثناء تناوله.
من المهم أن تتذكر أنه لن يستجيب جميع الأشخاص للأدوية بنفس المقدار، لذلك يجب استخدامها جنبًا إلى جنب مع تدخلات الإرشاد السلوكي.
مجموعات المساعدة الذاتية
قد يجد بعض الأشخاص مجموعات الدعم مثل مدمني الكحول المجهولون أو SMART Recovery مكانًا جيدًا للحصول على دعم فوري، لكنه غير احترافي. تساعد هذه المجموعات في رحلة التعافي من إدمان الكحول، حيث تُعقد اجتماعات مدمني الكحول المجهولين في جميع أنحاء العالم. تتكون هذه المجموعات من أشخاص غير محترفين ومدمنين على الكحول، ولكن لديهم الرغبة في التوقف عن الشرب. يستطيع كثير من الناس التوقف عن الشرب من خلال دعم هذه البرامج جنبًا إلى جنب مع أشكال العلاج الأخرى.