تزداد نسب إصابة المراهقين بأمراض اضطرابات الأكل، حيث أنها تعتبر من الأمراض المزمنة الأكثر شيوعًا بين المراهقين. يظهر مرض اضطرابات الأكل النفسية لدى المراهقين على هيئة فقدان للشهية العصبي أو الشره العصبي. فما هي أهم أعراض اضطرابات الأكل عند المراهقين، وكيف يمكن التعامل معهم في هذه المرحلة؟ وما هي أهم طرق العلاج، وما هو دور الأهل في مرحلة العلاج؟
أنواع اضطرابات الأكل لدي المراهقين
يوجد العديد من أنواع اضطرابات الأكل الرئيسية التي يمكن أن تصيب المراهقين والأطفال، ومنها:
فقدان الشهية العصبي: هو فقدان الرغبة في تناول الطعام خوفًا من زيادة الوزن، مما يؤدي إلى فقدان الوزن بصورة مرضية.
النهام العصبي: هو يرمز إلى تناول الطعام في الخفاء بكميات كبيرة وبنهم شديد مصحوبًا بحزن شديد وخجل، ثم يعقبها محاولات للتطهير في صورة قيء متعمد أو ممارسة الرياضة بشكل مبالغ فيه أو اتباع نظام غذائي قاسي.
اضطراب نهم الطعام: هو الإفراط في تناول الطعام بكميات كبيرة وبصورة متكررة وبنهم شديد، مما يتسبب في الشعور بعدم الراحة والاكتئاب.
اضطراب التغذية أو الأكل المحدد الآخر (OSFED): هو يشير إلى سلوكيات التغذية الخاطئة التي تتسبب في الشعور بالضيق والضعف الفردي، ولكنها تختلف عن الأنواع الأخرى من اضطرابات الأكل.
كما يمكن أن يصيب الأطفال بنوع آخر من اضطرابات الأكل وهو متلازمة الأكل ليلًا، حيث يعتاد الطفل على استهلاك معظم السعرات
الحرارية في آخر اليوم، مما يتسبب في زيادة الوزن بشكل كبير والتعرض لمشكلات صحية ونفسية.
ما هي عوامل الخطر لاضطرابات الاكل لدى المراهقين؟
يظل السبب الرئيسي لإصابة المراهقين بمرض اضطرابات الأكل النفسية غير معلوم حتى الآن، ولكن يوجد بعض العوامل التي تؤثر على المراهقين وتتسبب في اتباع أنماط أكل غير صحية، والتي قد تكون عوامل نفسية أو اجتماعية أو بيولوجية أو بيئية. من أهم الأسباب التي تؤثر على المراهقين هو الخوف من زيادة الوزن واتباع نظام غذائي بصورة قاسية، والذي يعتبر سلوكًا غير صحيًا في هذه المرحلة العمرية. مما يتسبب في الإصابة بفقدان الشهية العصبي أو الشره المرضي.
أضرار الإصابة باضطرابات الأكل
اضطرابات نفسية ومزاجية وفقدان احترام الذات.
أمراض القلب واضطرابات في ضغط الدم.
اضطرابات الجهاز الهضمي وزيادة الوزن.
خلل في السلوكيات والشعور بالإجهاد.
أفكار مشوشة عن شكل الجسم المثالي.
الإصابة بمرض السكري من النوع 2.
أمراض العظام وضعف العضلات.
التأثر الضار بوسائل الإعلام.
الإصابة بأنيميا أو فقر الدم.
قلة عدد خلايا الدم البيضاء.
خلل في النمو والهرمونات.
الشعور بالكآبة والقلق.
تسوس الأسنان.
علاج اضرابات الأكل عند المراهقين
يساعد التشخيص المبكر لحالة المراهق على علاج كل اضطرابات الأكل خاصةً علاج اضطراب نهم الطعام والتعافي السريع، لذلك عند الشك في إصابة ابنك أو أي من المقربين بهذا المرض، يجب عليك استشارة طبيب متخصص، حيث يطلب منك الطبيب إجراء بعض الفحوصات الطبية لتقييم حالته الصحية مثل اختبارات البول والدم للكشف عن وجود أي مضاعفات. كما يمكن أن يلاحظ الطبيب بعض التغيرات غير الطبيعية في نسب الوزن ومؤشر كتلة الجسم. بالإضافة إلى أنه يحرص على توضيح أنماط الأكل الصحية والتمارين الرياضية والشكل الطبيعي الجسم.
عند تشخيص حالة المراهق على إنه مريض باضطراب الأكل النفسية، فيجب أن يخضع لخطة علاج اضطرابات الأكل النفسية من قبل معالج نفسي وأخصائي تغذية، والذي يعتمد بشكل أكبر على دور الأسرة في حياة المراهق. يجب العمل على تحسين نمط الأكل ووصول المريض إلى الوزن المناسب لسنة وحالته الصحية والتعامل مع الأعراض الصحية الأخرى التي قد تظهر عليه. كما يمكن أن يصف الطبيب النفسي بعض الأدوية المناسبة لعلاج الأعراض النفسية مثل الشعور بالاكتئاب أو القلق أو الوسواس القهري. في معظم حالات المراهقين يمكن علاجهم بين أسرهم إلا في الحالات الشديد يحتاج الطبيب لاحتجاز المريض في مركز نفسي للتعامل مع الحالة بصورة صحيحة والسيطرة على جميع الأعراض.
دور الآباء لحماية أبنائهم من الإصابة باضطرابات الأكل
يمكن للآباء مساعدة أبنائهم لحمايتهم من الإصابة باضطرابات الاكل لدى المراهقين عن طريق التحدث إليهم عن أنماط الأكل الصحية وشكل الجسم وهيئته. يكون دور الآباء والأسرة هو:
توضيح العادات الصحية للأكل وتأثير الأنظمة الغذائية على الصحة ومظهر الجسم والطاقة. الحرص على اتباع العادات الجيدة مثل تناول الطعام مع الأسرة وتناول الطعام عند الشعور بالجوع.
الحذر من مشاهدة وسائل الإعلام التي تبث للمراهقين أفكار ومعلومات خاطئة عن الأشكال المقبولة للجسم والتحدث معهم وتشجيعهم على طرح ما يخطر ببالهم.
الحرص على تشجيع ابنك على الظهور بجسم صحي، حيث تختلف الأشكال الصحية للجسم من شخص لآخر. لا تسمح بإطلاق الألقاب أو الهزار بشكل سلبي على شكل الجسم.
العمل على تقوية الثقة بالنفس واحترم إنجازاته ودعمه، والإنصات إليه باهتمام وأثبت له أن الحب غير مشروط بشكل الجسم أو مظهره.
توضيح مخاطر اتباع الأنظمة الغذائية القاسية والأكل العاطفي، حيث يجب تشجيعه على التعبير عن مشاعره والتحدث مع أقاربه وأصحابه عن ما يواجهه من مشكلات.
يجب استخدام الطعام للتغذية فقط واحذر من استخدامه كوسيلة للعقاب أو المكافأة.
تذكر دائمًا أن الآباء هم قدوة لأبنائهم فاحذر من اتباع عادات غذائية خاطئة أمامهم مثل الأكل باستمرار أو التخلص من المشاعر السلبية باستخدام الأكل.
الأسئلة الأكثر شيوعًا لاضطرابات الأكل عند المراهقين
ما هي أهم اسباب اضطرابات الاكل عند الشباب؟
تكون الأسباب الوراثية هي الدور الرئيسي في الإصابة باضطرابات الشهية عند المراهقين، حيث أنها تساهم في الإصابة بالقلق والاكتئاب والوسواس القهري، مما تتسبب في فقدان الشهية العصبي، ولكن الآباء المصابين بأمراض القلق والاكتئاب أو الوسواس القهري قد لا يتسببون في إصابة أبنائهم بفقدان الشهية العصبي.
متى يكون فقدان الشهية خطير؟
اضطراب الأكل عند المراهقين إلى متى يكون خطيرًا، يعتبر فقدان الشهية وفقدان الوزن هو عرض للإصابة بأحد الأمراض الخطيرة مثل سرطان القولون والبنكرياس والمعدة أو الإصابة بداء السكري أو الإيدز أو اضطرابات الغدة الدرقية. لاستبعاد الإصابة بأي من هذه الأمراض يجب استشارة الطبيب وإجراء جميع الفحوصات الضرورية.
ما هو فقدان الشهية النفسي عند المراهقين؟
يعاني بعض المراهقين من فقدان للشهية بسبب عدم الرضا عن الشكل الحالي للجسم والاعتقاد بأنه يكتسب وزن زيادة، مما يؤدي إلى فقدان سريع وحاد في الوزن نتيجة لخوفه الزائد من زيادة الوزن وقد يظهر عليه علامات القيء المتكرر والمتعمد.
ما هو مرض القهم العصبي؟
مرض القهم العصبي هو فقدان الشهية العصابي، والذي يشير إلى الإصابة باضطرابات الأكل على هيئة التجويع الذاتي وفقدان حاد للوزن، يمكن تشخيصه في الحالات التي يصل فيها المريض إلى وزن أقل من وزن جسمه الطبيعي بنسبة 15%. مما يؤدي إلى الإصابة بمشكلات صحية خطيرة قد تصل إلى الموت.
يتأثر المراهقين بآبائهم بصورة كبيرة، لذلك يكون الدور الرئيسي على الآباء، يجب أن يصيروا قدوة لأبنائهم وعدم الحديث عن إنقاص الوزن أمامهم والرضا بمظهرهم، حيث يصعب إجبار الطفل في هذا العمر على تناول طعام صحي فقط، لكن يمكنك اختيار أطعمة غذائية مفيدة وشهية تناسب نمط الحياة الخاص بهم وترضي رغاباتهم دون التأثير على نفسيتهم.